تشهد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام حركة غير عادية، وفي مقدمتها الفايسبوك الذي يحتوي على أزيد من 400مليون ناشط، فهذه الحالة من الغليان حول الانتخابات الرئاسية المقررة في 17 أفريل المقبل وخاصة بعد بداية الحملة الانتخابية وبداية العرض الحي والمباشر لبرامج المرشحين للجزائريين، ولقد بلغ هذا التأثر مستويات قياسية على الواقع الافتراضي من خلال عرض إعلانات ومشاركات يعبر فيها المستخدم عن رأيه حول الحدث السياسي القادم، بالإضافة إلى صور الفوتوشوب التي تدور حول المرشحين، والتي غالبا ما تكون في قالب ساخر! عثمان بابوري وصل صدى الحملة الانتخابية إلى مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث انتقلت حمى الرئاسيات بقوة مباشرة من اللقاءات المباشرة في القاعات إلى صفحات العالم الافتراضي، فهذا الأخير لم يفوت الفرصة للمشاركة في سباق الرئاسيات ومعايشة مراحل الوصول إلى كرسي الرئيس المحتمل للجزائر، فبين التأييد والسخرية كان الفايسبوك مسرحا آخر لاحتدام المنافسة وللتعبير أيضا من طرف المستخدمين، الذين استبقوا الموعد الانتخابي وراحوا يصوتون افتراضيا على مرشحهم المفضل.. يحمل معظم نشطاء الفايسبوك، كما هو معروف أسماء شخصيات وهمية وغير حقيقية، أو حتى أسماء شخصيات حقيقية أخرى مشهورة في بعض الأحيان، ربما هذا ما يشجع المستخدمين على التمادي في التعبير عن الآراء والأفكار التي يحملونها بكل حرية، أما بالنسبة لما هو متداول هذه الآونة بين المستخدمين، فهو كل ما يخص الحملة الانتخابية التي لقيت رواجا كبيرا، بين الصفحات الشخصية وحتى المتخصصة، والذي يصل بعض الأحيان التطرق إلى البرامج التي يتبناها كل مرشح، فالاقتراحات كلها تدور حول من هو الرئيس المقبل على تولي رئاسة الجزائر، هذه الآراء التي لقيت اختلافا فيما بينها يعبر عنها المستخدمين بمقالات وخواطر أو بصور مفبركة لها دلالات قوية وفي بعض الأحيان حتى بفيديوهات هاوية مسجلة بالهواتف النقالة! فنجد البعض يعبر عن مرشحه المفضل الذي يرى فيه الأمثل والأنسب لتولي مهام رئاسة الجمهورية في حين يتوجه الآخر إلى الاستهزاء بمتر شح آخر، لكن حتى وإن كان ما هو متداول بين مستخدمي شبكة الفايسبوك مجرد تعبير عن الآراء والأفكار إلا أنه يؤثر بشكل كبير على الرأي العام، وأصبح اليوم يفرض منطقه، ولكن الشيء الذي يلفت الانتباه لمن يطلع على صفحات الفايسبوك يدرك مدى وعي الشاب الجزائري بوزن وأهمية هذا الحدث من خلال محتوى ما هو متداول، هذه الأفكار والآراء غالبا ما تكون صائبة وذات وجهة نظر سديدة، حتى أن بعض القنوات الإعلامية توجهت اليوم إلى عرض مادتها الإعلامية استنادا لما هو متداول في هذه الشبكة وذلك من خلال عرض ما هو متداول بين المستخدمين وكل المستجدات اللافتة للانتباه، كما ذهب البعض إلى تسمية هذه المضامين بالصحافة الهاوية. الفايسبوك على الأرجح هو أكثر مواقع الاتصال الاجتماعية انتشارا في أيامنا هذه، وبذلك أصبح من بين القوى المؤثرة اجتماعيا التي أصبحت تساهم بشكل كبير في صناعة الرأي العام، لذلك أصبح اليوم من الضروري على كل مستعمل أن يراعي ما يمكن أن ينتج عن أي فكرة يصنعها في غير محلها أو حاملة لمغالطات، ما من شأنه أن يساهم في خلق بلبلة تؤثر على الاستقرار العام.