كما كان منتظرا، احترم المنطق في الدور نصف النّهائي لكأس الجزائر بتأهّل كلّ من مولودية الجزائر وشبيبة القبائل إلى النّهائي الذي سيقام في الفاتح ماي المقبل بملعب الشهيد (مصطفى تشاكر) بمدينة البليدة، ونهو نهائي غير مسبوق بين الفريقين. كريم مادي لم تمض 24 ساعة على تأهّل شبيبة القبائل إلى النّهائي على حساب شباب عين الفكرون بهدفين لهدف بعد الوقت الإضافي حتى جاء دور عميد الأندية الجزائرية مولودية الجزائر، حيث تمكّن لاعبوه بقيادة الحاج بوفاش مسجّل الهدف الأوّل في الدقيقة ال 26 وغربي في الدقيقة ال 36 من إزاحة شبيبة الشرافة في طريقهم إلى الدور النّهائي بالفوز عليها بهدفين لصفر، في المباراة التي أقيمت بملعب (عمر حمّادي) ببولوغين. ويعدّ هذا النّهائي الثامن الذي ستنشّطه المولودية العاصمية، علما بأن الفريق فاز ستّ مرّات، بينما انهزم الموسم الماضي أمام اتحاد الجزائر (0-1) بملعب 5 جويلية. من جهتها، تخوض الشبيبة النّهائي العاشر لها بخمسة تتويجات وأربع هزائم. يذكر أن فريقي مولودية الجزائر وشبيبة القبائل لم يسبق وأن التقيا معا في نهائي كأس الجمهورية. من 1991 إلى 2013 سجِّل الفريقين في المباريات النّهائية كما سبق الذكر سيكون النّهائي المقبل في تاريخ كأس الجزائر غير مسبوق بين أعتى الأندية الجزائرية المولودية والشبيبة القبائلية، ودوما تكتسي مواجهات الفريقين ندية وإثارة كبيرتين، آخرها تلك التي جمعت الفريقين قبل أقلّ من عشرة أيّام في إطار الجولة ال 24 من البطولة الوطنية المحترفة الأولى، حيث تمكّن الفريق القبائلي من هزم المولودية بثلاثية تاريخية. لكن مباريات الكأس تختلف عن مباريات البطولة، خاصّة إذا تعلّق الأمر بالدور النّهائي، لذا نسأل لمن سيبتسم الحظّ في وجهه خلال النّهائي المقبل: لفريق الشبيبة أم لفريق المولودية؟ الجواب ترقّبوه في الفاتح ماي المقبل تاريخ إجراء المباراة النّهائية بملعب (مصطفى تشاكر) بمدينة البليدة. وقبل هذا التاريخ إليكم مسار الفريقين في المباريات النّهائية: المولودية تبحث عن النّجمة السابعة بلغ فريق مولودية الجزائر الدور النّهائي سبع مرّات وحاز على الكأس ستّ مرّات، البداية كانت في سنة 1971 وفيها تأهّل فريق المولودية إلى المباراة النّهائية والتقى بملعب 20 اوت بالجار اتحاد العاصمة، وفيه تمكّن زملاء عمر بطروني من انتزاع أوّل كأس بفوزهم على الاتحاد بهدفين لصفر. سنتان من بعد، أي في سنة 1973، كان الموعد مع ثاني نهائي بين الفريقين، فأمام جمهور غفير جدّا فاق ال 80 ألف متفرّج اكتظّت به مدرّجات ملعب 5 جويلية في ثاني نهائي يحتضنه، كان الفوز حليف المولودية بأربعة أهداف لهدفين بعد الوقت الإضافي. ثلاث سنوات من بعد وفي لقاء رائع احتضنه ملعب 5 جويلية آنذاك وحضره حوالي 100 ألف متفرّج، تمكّن فريق مولودية الجزائر من انتزاع ثالث كأس في تاريخه بفوزه في المباراة النّهائية على مولودية قسنطينة بهدفين لصفر. انتظر أنصار المولودية سبع سنوات كاملة لرؤية فريقهم من جديد يعانق الكأس، وهذه المرّة أمام جمعية وهران في لقاء جرى بملعب 5 جويلية أمام حوالي 50 ألف متفرّج، وفيه فاز فريق المولودية على زملاء قمري رضوان بأربعة أهداف لثلاث بعد الوقت الإضافي. وعلى مدار حوالي 18 سنة كاملة غاب فريق المولودية عن المباريات النّهائية لكأس الجزائر إلى أن جاءت سنة 2006 بتأهّل المولودية إلى النّهائي ليواجه الجار الاتحاد بملعب 5 جويلية أمام حوالي 80 ألف متفرّج، وفيه تمكّن زملاء دهّام من الفوز بالكأس بهدفين لهدف. سنة من بعد كان الموعد من جديد مع نهائي عاصمي خالص بين الجارين المولودية والاتحاد، وهو رابع نهائي يجمع الفريقين، وفيه ابتسم الحظّ لزملاء بوفاش بهدف لصفر، في مباراة احتضنها ملعب 5 جويلية أمام حوالي 70 ألف متفرّج. النّهائي السابق والأخير الذي بلغه فريق المولودية كان في العام الماضي. وكما عوّدتنا السيّدة الكأس في أربع مناسبات سابقة نشّط النّهائي فريقا المولودية والاتحاد، لكن الحظّ وعلى عكس المراتب الأربع السابقة ابتسم للاتحاد بهدف لصفر وقّعه اللاّعب بن موسى، في مواجهة جرت بملعب 5 جويلية، لكن للأسف رفض فيها لاعبو المولودية وطاقمها الفنّي تسلّم ميداليات النّهائي بطلب من رئيس النادي عمر غريب، الأمر الذي كلّفه عقوبة مدى الحياة، فيما عوقب المدرّب جمال منّاد ورضا بابوش بسنة كاملة لكلّ منهما، بينما تمّت معاقبة الحارس شاوشي بسنتين جرّاء تصرّفه اللاّ رياضي. شبيبة القبائل.. تسعة نهائيات وخمسة تتويجات يتفوّق الفريق القبائلي في عدد مرّات بلوغه المحطة النّهائية بنهائيين، مسيرة الشبيبة في الأدوار النّهائية لكأس الجزائر بدأت عام 1977 وفيها تفوّق آنذاك زملاء الرئيس الحالي موح شريف حنّاشي على النصرية بهدفين لهدف. سنتان من بعد بلغ الفريق القبائلي النّهائي الثاني، لكن الحظّ لم يحالف لاعبيه هذه المرّة بخسارته أمام النصرية بهدفين لهدف، في لقاء احتضنه كذلك ملعب 5 جويلية، وهو أوّل نهائي يتابعه الرئيس المرحوم الشاذلي بن جديد. النّهائي الثالث خاضه الفريق القبائلي سنة 1986 بملعب 5 جويلية أمام وفاق القل وفيه تغلّب زملاء القائد علي فرفاني بهدف لصفر. النّهائي الرّابع الذي خاضه الفريق القبائلي كان في سنة 1991 بملعب 5 جويلية وخسره أمام اتحاد بلعباس بهدفين لصفر، لكن في النّهائي الموالي الخامس تمكّن فيه زملاء الحارس مراد عمارة بملعب (الشهيد زبانة) بمدينة وهران من انتزاع الكأس بفوزهم على جمعية الشلف بهدف لصفر، وهو النّهائي الوحيد الذي تابعه المرحوم محمد يوضياف، فأيّام قليلة من بعد تمّ اغتياله في مدينة عنابة من طرف أحد حرّاسه الجنود. النّهائي السادس للفريق القبائلي خاضه سنة 1994 بملعب 5 جويلية، وفيه ابتسم الحظّ للفريق القبائلي بفوزه على جمعية عين مليلة بهدف لصفر. النّهائي السابع لفريق الشبيبة كان في سنة 1999 بملعب 5 جويلية، وهو أوّل نهائي يحضره الرئيس الحالي السيّد عبد العزيز بوتفليقة بعد أسابيع قليلة فقط من انتخابه رئيسا للجزائر، لكن الحظّ حالف الفريق العاصمي الاتحاد وخسره بهدفين لصفر، وأمام نفس الفريق خسر الفريق القبائلي نهائي 2001 بضربات الجزاء في لقاء جرى كذلك بملعب 5 جويلية. النّهائي التاسع كان في السنة ما قبل الماضية 2012 بملعب 5 جويلية، وفاز فيه الفريق القبائلي على اتحاد الحرّاش بهدف لصفر، وها هو اليوم الفريق القبائلي بقيادة المدرّب آيت جودي يصل إلى النّهائي العاشر وكلّ أمله أن يحقّق النّجمة السادسة في تاريخه وبالتالي معادلة رقم شباب بلوزداد المتوّج بالكأس ستّ مرّات.