ظهر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مساء الخميس واقفا خلال استقباله وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ليردّ بطريقته على الجدل الذي يثار بشأنه وضعه الصحّي. وبدا بوتفليقة في وضع صحّي أحسن بكثير ممّا بدا عليه قبل أسابيع، وهو مؤشّر على أنه في طريقه لاستعادة عافيته بشكل كامل إن شاء اللّه. بثّ التلفزيون الجزائري في نشرته الرئيسية المسائية ليوم الخميس تسجيلا مصوّرا للرئيس بوتفليقة وهو يستقبل وزير الخارجية الأمريكي في ختام زيارة قام بها إلى الجزائر لبحث العلاقات بين البلدين وقضايا إقليمية مرفقة بجانب من الحديث الذي جرى بين الجانبين، حيث ظهر بوتفليقة يتحدّث إلى كيري ويبادله وجهات النّظر بعد أن استقبله واقفا، ممّا يشير إلى تحسّن كبير وواضح في وضعه الصحّي، وهو ما يعدّ دليلا على أنه يتعافى بشكل أسرع ويتخلّص تدريجيا من تبعات تعرّضه لنوبة إقفارية عابرة تعرّض لها خلال السنة الماضية. ومعلوم أنها ليست المرّة الأولى التي يظهر فيها بوتفليقة واقفا منذ تعرّضه لوعكة صحّية، حيث سبق وأن استقبل في شهر نوفمبر الماضي المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي وهو واقف أيضا على عكس ما حاول البعض ادّعاءه من كونها أوّل مرّة يظهر فيها بوتفليقة واقفا منذ وعكته الأخيرة. وبرأي متتبّعين جاء هذا الظهور للرئيس بوتفليقة لينسف مزاعم كثير من المغرضين الذين يحاولون استغلال ملفه الصحّي للحيلولة دون ممارسة حقّه في الترشّح لرئاسيات السابع عشر أفريل. وجرى اللّقاء بين بوتفليقة وكيري بحضور وزير الدولة ورئيس الديوان برئاسة الجمهورية أحمد أويحيى ووزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة. يشار إلى أن كيري الذي وصل يوم الأربعاء إلى الجزائر ترأس إلى جانب نظيره الجزائري رمطان العمامرة الدورة الثانية للحوارالاستراتيجي الجزائري-الأمريكي التي انطلقت أشغالها اليوم بالجزائر. وتندرج زيارة كاتب الدولة الأمريكي التي تدوم يومين في إطار (الحوار الاستراتيجي) الذي تقيمه الجزائر والولايات المتّحدة الأمريكية وتعزيز التعاون الثنائي. وإضافة إلى كيري، أجرى رئيس الجمهورية يوم الخميس بالجزائر العاصمة محادثات مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وحضر اللّقاء عن الجانب الجزائري السادة عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمّة ومحمد العربي ولد خليفة رئيس المجلس الشعبي الوطني وأحمد أويحيى مدير ديوان رئاسة الجمهورية وكريم جودي وزير المالية، فيما حضره عن الجانب القطري وزير الخارجية خالد بن محمد العطية ووزير المالية علي شريف العومادي. وكان أمير دولة قطر قد وصل الأربعاء إلى الجزائر في زيارة رسمية تدوم يومين بدعوة من الرئيس بوتفليقة. ورافق الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في زيارته إلى الجزائر وفد هامّ. وقد غادر كلّ من كيري وتميم الجزائر أمسية الخميس بعد نهاية زيارتيهما اللتين دامتا يومين.