اشتكى العديد من المواطنين من تضاعف ضحايا استعمال البارود بشكل خطير جدا خلال الفترة الأخيرة، وبخاصة في بعض المدن الداخلية وبعض القرى النائية التي لازالت إلى الآن متمسكة ببعض التقاليد فيما يخص الاحتفالات بالأعراس وبعض المناسبات العائلية، ومنها استخدام البارود والذي تسبب في تحول بعض الأعراس إلى مأتم بسبب تهور البعض والاستعمال المفرط للبارود في غير موضعه، فكانت الكارثة بالنسبة لبعض العائلات وكان الأطفال هم أول الضحايا.. س. بوحامد يطرح المشكل نفسه بشدة بسبب ازدياد حالات الإصابة بهذا البارود خلال هذه الاحتفالات العائلية، بالإضافة إلى عدم أخذ العبرة من طرف هؤلاء السكان، حيث لا يترددون في أي مناسبة باستقدام هؤلاء الأفراد المستعملين لهذه البنادق باعتبارها مهنا مشهورة ومربحة في هذه المناطق الداخلية من الجزائر، إلا أن خطرها تجاوز المعقول وتسبب في قتل العديد من الأشخاص الأبرياء الذين لا ذنب لهم إلا أنهم كانوا مدعوين إلى هذا العرس أو أنهم تواجدوا بالصدفة أمام موكب العرس وتوقفوا للمشاهدة يدفعهم الفضول إلى ذلك فكان موعد هلاكهم على توقيت هذا العرس.. والملاحظ في الأمر أن الكثير من الحالات وقعت لأقرباء أهل العرس، فتحول العرس بصفة سريعة وخاطفة إلى مأتم حتى ولو لم يمت هذا الشخص المصاب إلا أن المصبية والواقعة كانت كافية بتخريب كل شيء ما بين العائلتين وتحويل العرس عن مساره الطبيعي، حتى إن العروسة تتهم بأنها كانت فألا سيئا على العائلة، وبالتالي خلق المزيد من المشاكل الاجتماعية التي ربما لن تنتهي أبدا وسترافق العروس طيلة حياتها مع عائلة زوجها.. وللإشارة فإن بعض العائلات قد تلجأ إلى إسقاط حقها في متابعة هذا المتسبب في موت أو جرح أحد أبنائها، بسبب أن هذا المرتكب لهذه الجريمة عن طريق الخطأ، أولا لأنه لم يكن يقصدها ولأنه في غالب الأحيان قد يكون قريبا للعائلة أو صديقا للضحية، ففي الكثير من الأحيان تلجأ العائلة إلى مسامحة هذا الجاني عن طريق الخطأ وهذا ما حدث في الأسبوع الماضي في إحدى المدن بجنوب الجزائر، إذ لجأ أهل الضحية إلى إسقاط حقهم العام في معاقبة الجاني لأنه صديق الضحية ولم يكن يقصد ذلك، أما أهل العرس من جهتهم وهم السبب الأول المباشر لهذه الواقعة فقد أكملوا مراسيم عرسهم بصفة عادية في اليوم الموالي للحادث وكأن شيئا لم يحصل في عقر دارهم التي احتضنت هلاك الضحية، إلا أن الواقع يبقى هو بسبب ارتكاب هذه الأخطاء غير المغتفرة نتيجة لجوء الأسر إلى التفاخر فيما بينها باستقدام فرق خاصة بإطلاق البارود في الأعراس رغم ارتفاع التكاليف.. لهذا يجب منع استخدام البارود في الأعراس بصفة كاملة مع تشديد الرقابة والعقوبة للمواطنين الذين يستقدمون هذه الفرق التي تدعي هي الأخرى عدم وجود باب رزق آخر تلجأ إليه، فهذه المهنة موروثة جيلا بعد جيل ولا يمكن التفريط فيها، إلا أن أرواح الأفراد تبقى غالية وأمانة في يد قوات الأمن والدرك الذين من واجبهم فرض الأمن وتطبيق القانون الذي يمنع بصفة مشددة استعمال أو تخزين المتفجرات والبارود الذي كان سببا في هلاك الكثير من الضحايا الأبرياء خلال السنة الماضية مع حالة الذعر والهلع لدى البعض الذين أصبحوا يقاطعون هذه الاحتفالات بسبب مخافة الهلاك برصاصة طائشة من بندقية أرادت تخليد الفرح..