استقبلت المصالح الطبية لدائرة عين التوتة بباتنة خلال اليومين الماضيين ثلاثة حالات أصيبوا بطلقات بارود عن طريق الخطأ في موكب عرس ، و قد تدخلت مصالح الحماية المدنية لنقل الضحايا و هم ثلاثة شباب في العشرينات و الثلاثينات من العمر ، إلى مستشفى عين التوتة فيما حول أحدهم إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى باتنة الجامعي نظرا لخطورة إصابته ، و قد فتحت مصالح الأمن تحقيقا في الحادث الذي كاد يحول العرس إلى مأتم ، رغم الحملات التحسيسية بخطورة استعمال البارود في الأعراس ، حيث لا تزال الحوادث الناتجة عن استعمال البارود في الأعراس تسجل كل أسبوع على الأقل عبر مناطق ولاية باتنة التي تتحول صيفا إلى مسارح و ملتقيات يطلق فيها العنان لأصوات البنادق المدوية ، على ما تسببه من إزعاج للمواطنين حيث لا يتوانى المتباهون ببنادقهم عن إطلاق البارود في ساعات متأخرة من الليل دون مراعاة ظروف الآخرين ، و حجتهم في ذلك أنها ليلة في العمر و لا بد أن تبذل فيها أقصى مظاهر التعبير عن الفرح ، و إن كان دوي البنادق لا يراه الكثيرون مظهرا تعبيريا عن بهجة النفس و لا يرون خلفية تاريخية واضحة لهذا النمط من الاحتفال ، غير أن الحاصل أن أعراس باتنة لا تخلو من " البارود " خصوصا في القرى و البلديات و قد ارتبط استعمال البارود في الأعراس ارتباطا أساسيا باستتباب الأمن خلال السنوات الأخيرة ، حيث كان محضورا أيام الأزمة الأمنية التي مرت بالبلاد ، و هو يمثل رمزا للمباهاة عند أهل البادية خصوصا منذ أن كانت البندقية و الحصان أو " العود " بالتعبير المحلي من المستلزمات الأساسية للرجولة ، و مهما اختلفت مفاهيم استعمال البارود في الأعراس إلا أنه أدى في كثير من المرات إلى حوادث مأساوية حولت أعراس بعض المواطنين إلى مآتم ، و لا تكون الحالات المسجلة لدى مصالح الأمن في هذا الخصوص إلا نذرا قليلا على اعتبار التكتم الذي يصاحب كثيرا من الحوادث خوفا من المتابعة القضائية و اعتبارا لصلة القرابة