جدد سكان الكاريار ببلدية الدويرة مطالبهم للسلطات المحلية والولائية باحتواء الوضعية الكارثية التي يعانون منها منذ سنوات طويلة والتي تؤرق يومياتهم بسبب تدهور ظروف معيشتهم، حيث رفعت هذه العائلات عدة شكاوي وكتابات موجهة للسلطات الوصية للنظر في إنشغالاتهم والعمل على إنهاء جملة مشاكلهم المتراكمة في أقرب الآجال من أجل الحد من تفاقم الوضع، الذي من شأنه أن يتسبّب في انتشار الأمراض والأوبئة وسط السكان لاسيما الأطفال والرضّع الأكثر عرضة لهذه الخلفيات و التي تعرض حياتهم للخطر. مليكة حراث حالة سخط كبيرة أظهرها بعض المواطنين من سكان حي الكاريار بالدويرة، في اتصالهم ب (أخبار اليوم) الذين أكدوا أنه بالرغم من أنهم قاموا بتقديم شكاويهم في العديد من المناسبات إلى السلطات المعنية من أجل النظر في مشاكلهم، إلا أنه لم يتلقوا أي ردود شافية من شأنها رفع الغبن عنهم والحد من معاناتهم اليومية التي طالما لازمتهم سنوات دون أن تعرف سبيلها إلى حل نهائي على معاناتهم، وفي حديثنا مع السكان كشفوا لنا أن الحي يعاني من انسداد في قنوات الصرف الصحي وهذا ما نجم عنه مشاكل تدفق المياه القذرة وتجمعها أمام التجمعات السكنية، والذي جعل الروائح الكريهة تنتشر في المكان وهذا ما تسبب في تذمر وغضب هؤلاء المواطنين، وعن تلك النفايات أضاف السكان أن تماطل السلطات البلدية في قيامها برفع النفايات يوميا أدى إلى تراكم الأوساخ والقاذورات التي أصبحت تغطي جزءا من مساحة الحي مشكلة مفرغة عمومية، وبهذا الشأن عبر هؤلاء السكان عن استيائهم من هذه الأوساخ التي غزت الحي سيما المتراكمة بمحاذاة شرفات وسكنات الحي. وحسب ذات السكان، فإنه بالرغم من الشكاوي العديدة الموجهة للمسؤولين دون أن تلقى أي رد أو التفاتة من طرف المعنيين بالأمر مما أثار استياء السكان الذين طالما عانوا من جملة المشاكل العالقة في مقدمتها الأعطاب المتكررة في إصابة قنوات صرف المياه والتي انجر عنها تدفق المياه القذرة وسط الحي فضلا عن الانتشار الواسع للنفايات والأوساخ التي شكلت ديكورا في معظم أرجاء الحي والتي أعطت المحيط لمسة تتقزز لها الأبدان وتسد الأنفس فضلا عن الروائح الكريهة المنبعثة نتيجة تعفنها. كما اشتكى المواطنون أيضا من تدهور المسالك الرابطة بين الحي والأحياء المجاورة وحتى الطرق الثانوية للحي التي تتواجد في حالة كارثية بسبب عدم تهيئتها، هذا ما يجعلها تتحول إلى مستنقعات مائية على مدار فصل الشتاء الذي أصبح بمثابة هاجس السكان، كما أن الحي يتحول إلى أكوام غبار يستنشقه السكان صيفا، ولذا أبدى محدثونا تخوفهم من انتشار الأمراض والأوبئة أوساطهم بسبب تردي الوضع الذي يزداد سوءا يوما بعد يوما، حسب تصريحاتهم وهذا ما تسبب في تذمر السكان واستيائهم من هذه الحالة. وأردف أحد القاطنين أن الحي ليس مشيّدا بطريقة فوضوية بل هو عبارة عن فيلات شيدت بطريقة مميزة غير أن المشاكل المذكورة شوهت الوجه الحقيقي لهذا الحي، وما زاد الطين بلة أيضا غياب الإنارة العمومية، حيث أكد لنا هؤلاء أن غياب الإنارة العمومية خلق لهم العديد من المشاكل خصوصا تلك المتعلقة بتعرضهم للاعتداءات التي تعرف طريقها إليهم بكثرة في الفترات الليلية، والسطو على ممتلكاتهم وهذا ما يجبرهم على المكوث في بيوتهم والدخول إليها مبكرا بسبب خوفهم من تعرضهم للاعتداءات، وهذا الإشكال منعهم من الحركة وبحرية في حيهم ليلا وقضاء احتياجاتهم أو الغياب عن منازلهم ليلا إضافة إلى اضطرارهم لموافقة أولادهم في الصباح إلى المدارس خوفا عنهم من شباب الغرباء عن الحي. وإلى جانب كل هذه المعاناة اشتكى السكان أيضا غياب شبكة الغاز الطبيعي، وهذا ما يجبرهم عن الخروج للبحث عن قارورات غاز البوتان، بعد معاناة طويلة في الطريق وحملها. وسط هذه الأوضاع الكارثية والمعاناة التي يعيشها سكان حي الكاريار منذ سنوات رفع هؤلاء نداء استغاثة إلى السلطات المحلية للنظر في انشغالاتهم التي طال أمدها من خلال عملهم على تجسيد بعض المشاريع التنموية التي من شأنها أن ترد الاعتبار للحي، وتساهم في تحسين مستوى معيشة السكان.