مليون جزائري مقيم في الخارج معني بالرئاسيات يعطي الاهتمام المتزايد للجزائريين بالانتخابات الرئاسية المقررة يوم 17 أفريل الجاري، رغم عدم حضور معظمهم لتجمعات حملتها الانتخابية، مؤشرا يؤكد إمكانية تسجيل مشاركة قوية في استحقاق الخميس القادم، يضاف إليه المؤشر الواضح الذي قدّمه الإقبال الكبير لجزائريّي المهجر على اختيار رئيس البلاد بداية من يوم أمس، وكذا قدرة عدد من المترشحين على حشد الملايين من أنصارهم للإدلاء بأصواتهم في خامس رئاسيات تعددية تشهدها البلاد. شرعت الجالية الجزائرية في الخارج أمس السبت في التصويت في إطار رئاسيات 17 أفريل طبقا للقانون العضوي المتعلق بنظام الانتخابات لسنة 2012، وحسب ما لوحظ في عدد كبير من مراكز التصويت فقد سجل إقبال لا بأس به وفي بعض الأحيان قوي لجزائريّي المهجر على اختيار الرئيس القادم للبلاد. ويقدر عدد الناخبين الجزائريين في الخارج ب1.009.000 ناخب عبر 398 مكتب، حيث تمت تهيئة كل الظروف لاستقبالهم، حسبما صرح وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة. وأكد السيد لعمامرة أنه تم (وضع كافة الترتيبات والتدابير) بالتنسيق بين وزارتي الخارجية والداخلية والعدل ولجنة الانتخابات لتجري عملية الاقتراع على مدى الفترة الممتدة من 12 أفريل وإلى غاية 17 أفريل في أحسن الظروف. وأشار الوزير إلى أن التسهيلات التي وفرتها الدولة للناخبين الجزائرين في الخارج (ستساهم لا محالة) في أن تكون مشاركة الجالية الجزائرية في الانتخابات قوية. وتنص المادة 30 من قانون الانتخابات على أنه يمكن للوزير المكلف بالداخلية والوزير المكلف بالشؤون الخارجية بقرار وزاري مشترك تقديم تاريخ افتتاح الاقتراع بمائة وعشرين (120) ساعة قبل اليوم المحدد لذلك. جزائريو الخارج يفاجئون وسائل الإعلام ويصفعون "المقاطعين" على عكس توقعات قطاع كبير من الإعلام الفرنسي الذي كان يتوقع مقاطعة غالبية الجزائريين لرئاسيات أفريل 2014، فقد سجل جزائريو فرنسا إقبالا كبيرا شكل مفاجأة حقيقية للصحافة الفرنسية وكذا الإعلام العالمي الذي اكتشف إخفاق دعاة المقاطعة في مسعاهم. وعلى غرار مئات الآلاف من الناخبين الجزائريين المتواجدين في فرنسا، شرع أفراد الجالية الوطنية المقيمون بنانت (لوار أتلنتيك) أمس السبت ابتداء من الساعة الثامنة صباحا في التوافد على مركز اقتراع هذه المدينة لاختيار أحد المترشحين الستة لرئاسيات 2014. ولم يسع مكتب اقتراع نانت، حيث يوجد 5000 ناخب مسجل لاحتواء أكثر من 20 ناخبا في نفس الوقت بمجرد افتتاحه على الساعة الثامنة صباحا، بحيث بدأ الطابور يمتد مع مرور الوقت إلى مدخل القنصلية. وفي نفس السياق، جرت عملية الانتخاب بالنسبة للجزائريين المقيمين ببويني (سان دوني) امس في أجواء حميمية وعائلية في أول أيام الاقتراع الذي سيمتد إلى غاية يوم الخميس 17 افريل. وقد تم في الزوال تسجيل ارتياح كبير لدى الناخبين الذين أكدوا أن الاقتراع جرى في (ظروف حسنة) بمكاتب الاقتراع ال12 التي تمت تهيئتها ببوبيني. ومن بين المترشحين الستة للانتخابات الرئاسية ل17 أبريل لم يحضر سوى ممثلين عن مترشحين اثنين خلال الصبيحة على مستوى مكاتب الاقتراع لبوبيني. كما شرع أعضاء الجالية الوطنية المقيمون بالمغرب في التصويت عبر مجموع مكاتب التصويت التي هيأت في المقاطعات القنصلية بالرباطووجدةوالدار البيضاء. حيث قام افراد الجالية الوطنية بواجبهم الانتخابي عبر مكاتب التصويت ال11 في كل من الرباط وفاس وطنجة (مقاطعة الرباط) ووجدة (ثلاثة مكاتب) وأحفير وتازة (مقاطعة وجدة) والدار البيضاء وأكادير ومراكش (مقاطعة الدار البيضاء). ويقدر العدد الإجمالي للناخبين المسجلين بالقوائم الانتخابية بالمغرب ب11.884 مسجل موزعين على الرباط (2.346 ناخب) ووجدة (6.253) والدار البيضاء (3.285). من جهة أخرى توافد على مكتب التصويت منذ صبيحة يوم امس شرائح مختلفة من أبناء الجالية الجزائرية المقيمة بالأردن لأداء واجبهم الإنتخابي الذين اعتبروه "واجبا وطنيا" و(فرصة لتعزيز الروابط مع الوطن الأم) من بينهم جزائريات ربات بيوت معظمهن مرفوقات بأولادهن وكذا طالبات جزائريات يدرسن بالجامعات الأردنية في إطار التبادل الثقافي بين البلدين. وفي نفس السياق شرع أعضاء الجالية الجزائرية المقيمة بتونس في التصويت لاختيار مرشحهم في الانتخابات الرئاسية وذلك عبر مجموع مكاتب الاقتراع ال24 المنتشرة في مختلف الولاياتالتونسية. ويبلغ عدد الناخبين المسجلين بالمصالح القنصلية الثلاث -تونس العاصمة والكاف وقفصة - 16245 مسجلا من ضمنهم 10433 مسجلا بقنصلية تونس العاصمة و4201 مسجلا بقنصلية الكاف و1611 مسجلا على مستوى قنصلية قفصة. لعمامرة: "الانتخابات تجري بصورة طبيعية في الخارج" أكد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة أمس السبت بالجزائر العاصمة أن مكاتب الاقتراع الخاصة برئاسيات 17 أفريل فتحت أبوابها في كافة انحاء العالم طبقا للقانون لاستقبال الناخبين من الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، مبرزا أن العملية تجري ب"صورة طبيعية". وفي تصريح للصحافة على هامش اطلاق قاعة العمليات المكلفة بمتابعة اقتراع الجالية الجزائرية في الخارج بمقر الوزارة اوضح السيد لعمامرة أن العملية تجري بصورة طبيعة، مؤكدا أن كل الظروف تمت تهيئتها من اجل استقبال أبناء الجزائر بالخارج وضمان السير الحسن لعملية الاقتراع. وحسب لعمامرة فإن أولى النسب المئوية المتعلقة بالمشاركة في الاقتراع بالخارج سيتم الإعلان عنها في فترة قصيرة مؤكدا إن إعلان النسب هذا "سيكون طبقا للترتيبات القانونية لوزارة الداخلية والجماعات المحلية". وفي استفسار عن مجريات العملية الانتخابية بالنسبة للجالية الجزائرية بسوريا في ظل الاوضاع التي يعيشها هذه البلد اوضح لعمامرة أن السلطات الجزائرية "وفرت مكاتب انتخابية تحت اشراف السفارة وشجعت على أن يشارك ابناء الجزائر هناك بطريقة مباشرة أو عن طريق تكليف غيرهم للقيام بهذا الواجب نيابة عنهم طبقا للقانون". للإشارة، فقد أشرف لعمامرة على إطلاق قاعة العمليات لمتابعة عملية انتخاب الجالية الوطنية المقيمة في الخارج التي انطلقت صبيحة السبت وستدوم إلى غاية يوم 17 أفريل. وبهذه المناسبة قدم الوزير عرضا أمام الملاحظين الذين يمثلون المنظمات الاقليمية والدولية الذين قدموا إلى الجزائر لمتابعة العملية الانتخابية حول الإجراءات والوسائل التي كرستها الدولة لضمان السير الحسن للاقتراع. وتمثل قاعة العمليات لمتابعة الاقتراع في الخارج التي نصبت بوزارة الشؤون الخارجية واجهة الممثليات الدبلوماسية الجزائرية في الخارج ووزارة الداخلية ولجنتي الإشراف ومراقبة الانتخابات الرئاسية حسبما أوضحه وزير الشؤون الخارجية.