تختتم اليوم الحملة الانتخابية لخامس رئاسيات تعددية في الجزائر، بعد جولة من المهرجانات والتجمعات قادت المترشحين وممثليهم على مدار ثلاثة أسابيع إلى كل ولايات الوطن، سعى كل واحد من المتسابقين الستة على منصب القاضي الأول للبلاد إلى استغلال الوقت لشرح أهم محاور برنامجه وتقريب مشروعه الانتخابي من الشعب لاستقطاب أكبر عدد من الناخبين وإقناعهم بالتصويت لصالحه، الحملة الانتخابية التي سجلت تجاوبا واسعا للمواطنين من مختلف الشرائح، رافقتها بعض التوترات المحدودة التي تخللت التجمعات الشعبية، في محاولة للتشويش على الموعد الهام الذي تنتظره الجزائر هذا الخميس، غير أن المشهد العام الذي ترجمته المشاركة الواسعة لأبناء الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج يؤكد أن ال17 من الشهر الجاري جاء ردا على أبواق الفتنة ودعاة المقاطعة، في انتظار يوم الحسم الذي سيبرهن فيه الجزائريون مدى وعيهم بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم وقدرتهم على اتخاذ القرار المناسب دون وصاية من أحد. المغتربون الجزائريون يصوتون بكثافة في اليوم الأول من الاقتراع أقبل الجزائريون المقيمون بالخارج بكثافة على صناديق الاقتراع في اليوم الأول، لاختيار رئيس للبلاد للخمس السنوات المقبلة، وتحدى المغتربون بمختلف شرائحهم في سوريا ومصر الأوضاع الأمنية المتوترة، فمجريات العملية الانتخابية مؤشر لما ستكون عليه نسبة المشاركة في هذا الاستحقاق الرئاسي الحاسم هذا الخميس. من كل أنحاء العالم، ربط الجزائريون المقيمون بالخارج اتصالهم بالوطن الأم، ففي فرنسا أين يتركز أكبر عدد من الجالية الوطنية خرج الناخبون بقوة بباريس ، تولوز وليل و ومرسيليا وستراسبورغ وغرونوبل، ولم يتخلف الجزائريون المقيمون تونس، المغرب والأردن عن أداء الواجب الوطني ورغم توتر الأوضاع الأمنية بمصر وسوريا، إلا أن المغتربين أبوا إلا أن يشاركوا في هذا الموعد الحاسم، كما أن بعد المسافة بين الجزائروواشنطن لم تنس الجالية الجزائريةبالولاياتالمتحدةالأمريكية انتمائهم. وحسب وكالة الأنباء الجزائرية فان الجزائريين المقيمين ببويني بسان دوني بباريس و بتولوز توجهوا بقوة إلى مكاتب الاقتراع على مستوى القنصلية قبل افتتاحها، وقال المشرفون على مكتب التصويت بالقنصلية إنهم »ليسوا مستغربين لهذا الإقبال«، موضحين أنه خلال »معظم الاستحقاقات الانتخابية يتوافد الناخبون منذ افتتاح الاقتراع«، مشيرين بالخصوص إلى الانتخابات التشريعية لعام ,2012 علما أن الهيئة الناخبة بهذه المدينة تقدر ب 219,24 ناخب ، وبليل ، صوّت الرعايا الجزائريون المقيمون في التصويت عبر 23 مكتبا وسط إقبال مكثف بحضور ممثلي المترشحين على غرار أبناء الجالية الجزائرية المقيمة بمرسيليا الذين دخلوا إلى المركز تحت زغاريد النسوة وفي جو احتفالي وكلهم حماس لاختيار من سيفوز بكرسي الرئاسة، معتبرين الإدلاء بأصواتهم »واجب وخدمة للوطن«. إلى ذلك، قام رئيس البلدية الجديد لنيور »بواتو-شارونت« بالوج جيروم »الاتحاد من أجل حركة شعبية«، أمس، بزيارة مجاملة بمكتب التصويت في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 000,60 نسمة في محافظة دو سيفر، وأبدى المير »اهتمامه بسير الاقتراع و تلقى شروحا حول كيفيات تنظيم عمليات التصويت و سيرها«. وبدورهم كان أعضاء الجالية الوطنية المقيمون بالمغرب على موعد اليوم مع 11 مكتب تصويت في كل من الرباط وفاس و طنجة ووجدة و أحفير وتازة و الدار البيضاء و أكادير و مراكش لاختيار من سيقود البلاد في الخمس سنوات المقبلة. ولم يتخلف أفراد الجالية الجزائرية المقيمين بمدينة الكاف التونسية عن أداء واجبهم الانتخابي لاختيار أحد المترشحين الستة لتولي منصب رئيس الجمهورية في ظروف ملائمة، حيث توافد الناخبون على مكتب الاقتراع، منذ الساعات الأولى المتواجد بمقر القنصلية وهم يحملون الرايات الوطنية،و عبر ممثلو المترشحون للانتخابات الرئاسية عن ارتياحهم للسير العادي لعملية الاقتراع جراء الإمكانيات التي وفرتها مصالح قنصلية الكاف من أجل أن تجرى التصويت في كنف »الشفافية والنزاهة«. ونفس الصورة، شهدتها بساقية سيدي يوسيف أين أدى الجزائريون بهذه المدينةالتونسية التي تربطها مع الجزائر تاريخ مشترك، في ظروف مريحة للإمكانيات التي سخرتها مصالح القنصلية لإنجاح هذا الاستحقاق الرئاسي، عبر عدد من الناخبين عن التزامهم بتأدية حقهم الانتخابي خاصة في الاستحقاقات الرئاسية معلقين أمالهم الكبير على الرئيس القادم لعله يحسن من أوضاعهم »المزرية«. وكالعادة أدت الجالية الجزائرية بالأردن واجبها الوطني منذ الساعات الأولى بمكتب التصويت المفتوح بمقر سفارة الجزائر بعمان، وكان إقبالها ملحوظا من مختلف الشرائح ، واعتبروا الانتخاب »واجبا وطنيا« و»فرصة لتعزيز الروابط مع الوطن الأم« من بينهم جزائريات ربات بيوت معظمهن مرفوقات بأولادهن وكذا طالبات جزائريات يدرسن بالجامعات الأردنية في إطار التبادل الثقافي بين البلدين، وحسب وكالة الأنباء الجزائرية فان عملية التصويت انطلقت بدون حضور ممثلين عن المترشحين الستة لهذه الرئاسيات. كما أن بعد المسافة بين واشنطنوالجزائر، لم يُنس الجزائريين انتمائهم لبلادهم، حيث أدلوا بأصواتهم على مستوى مكاتب الانتخاب التي تمت تهيئتها في عدد من الولايات لاختيار أحد المترشحين الست للانتخابات الرئاسية في أول أيام الاقتراع بالنسبة للجالية الجزائرية في الخارج. و قد تم تخصيص 11 مكتب انتخاب عبر مختلف الولايات لتمكين أفراد الجالية الجزائرية من أداء واجبهم الانتخابي على مدار ستة أيام، ويقدر العدد الإجمالي للجزائريين المسجلين على القوائم الانتخابية بالولاياتالمتحدة ب9 آلاف ناخب، حيث تغطي مقاطعة واشنطن التابعة للسفارة 205,1 ناخب جزائري مقيمون على التوالي بالعاصمة الفدرالية الأمريكية و بولايات فيرجيني و واست فريجيني و ماريلاند و ديلاوير و كارولين الشمالية و كارولين الجنوبية، أما القنصلية العامة لنيويورك فقد فتحت 09 مكاتب انتخاب موجهة لحوالي7 آلاف و700 ناخب مسجلين في القائمة الانتخابية و مقيمين في الولايات ال44 الأخرى. وقد تلقى مجموع الناخبين الجزائريين المقيمين في الولاياتالمتحدة بطاقة الناخب مرفوقة برسالة سفير الجزائر عبد الله بعلي توضح رهانات هذا الموعد الانتخابي و شروط سيره. لعمامرة يدعو الجالية إلى الإسهام في بناء الوطن أكد أمس، وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة أن عملية تصويت أبناء الجالية الجزائرية بالخارج التي انطلقت صباح أمس تجري بصورة طبيعية، معلنا أن كل الظروف تمت تهيئتها من أجل استقبال المغتربين وضمان السير الحسن لعملية الاقتراع التي ستستمر إلى غاية هذا الخميس، كما اعتبر أن التوجه بقوة لصناديق الاقتراع لاختيار رئيس الجمهورية بكل حرية سيعطي الجزائريون مثلا عن التحضر والروح الوطنية والتمسك بوطنهم حتى يساهم الجميع في بناء الجزائر شدد رئيس الدبلوماسية الجزائرية على توفير كل الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاح الانتخابات الرئاسية واستقبال أزيد من مليون ناخب من أفراد الجالية الوطنية المقيمة بالخارج الذين ستكون نسبة مشاركتهم في هذا الاقتراع الحاسم بمثابة مؤشر لما سيجري هذا الخميس على المستوى الوطني. وعلى هامش إطلاق قاعة العمليات المكلفة بمتابعة اقتراع الجالية الجزائرية في الخارج، بمقر وزارة الشؤون الخارجية، أكد لعمامرة أن مكاتب الاقتراع الخاصة برئاسيات 17 أفريل فتحت أبوابها في كافة أنحاء العالم طبقا للقانون لاستقبال الناخبين من الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، مبرزا أن العملية تجري ب »صورة طبيعية«.وأن كل الظروف تمت تهيئتها من أجل استقبال أبناء الجزائر بالخارج وضمان السير الحسن لعملية الاقتراع. وحسب لعمامرة فإن أولى النسب المئوية المتعلقة بالمشاركة في الاقتراع بالخارج سيتم الإعلان عنها في فترة قصيرة ، مؤكدا أن إعلان النسب هذا «سيكون طبقا للترتيبات القانونية لوزارة الداخلية والجماعات المحلية«. وفي استفسار عن مجريات العملية الانتخابية بالنسبة للجالية الجزائريةبسوريا في ظل الأوضاع التي يعيشها هذه البلد أوضح لعمامرة أن السلطات الجزائرية »وفرت مكاتب انتخابية تحت إشراف السفارة وشجعت على أن يشارك أبناء الجزائر هناك بطريقة مباشرة أو عن طريق تكليف غيرهم للقيام بهذا الواجب نيابة عنهم طبقا للقانون«. وتوقع رئيس الديبلوماسية الجزائرية أن تكون نسبة المشاركة في دمشق متواضعة نظرا للظروف السائدة هناك، مؤكدا أن الدولة وبصورة رمزية حرصت على العمل في دمشق مثلها مثل عواصم الدول الشقيقة والصديقة الأخرى، معتبرا ذلك »واجب تجاه الجالية الوطنية في سوريا والتفاتة للشعب السوري الشقيق مع مراهنتنا على العودة إلى الأوضاع الطبيعية وإلى السلم والأمن في هذا البلد الشقيق«. وحيىّ لعمامرة بمناسبة انطلاق تصويت الجزائريين المقيمين في الخارج واختيار رئيسهم الدور الكبير الذي تلعبه هذه الأخيرة في نهضة الوطن في كافة المجالات ومساهماتها في هذا الإطار. وأعرب عن أمله في تحقيق نسبة مشاركة قوية من قبل هذه الشريحة من المجتمع الجزائري التي قدر العمامرة عدد الناخبين المسجلين منها مليون وتسعة آلاف و 285 ناخب أي ما يقارب ال 5 بالمئة من الهيئة الناخبة على المستوى الوطني. وبهذه المناسبة قدم الوزير عرضا أمام الملاحظين الذين يمثلون المنظمات الإقليمية والدولية الذين قدموا إلى الجزائر لمتابعة العملية الانتخابية حول الإجراءات والوسائل التي كرستها الدولة لضمان السير الحسن للاقتراع. تمثل قاعة العمليات لمتابعة الاقتراع في الخارج التي نصبت بوزارة الشؤون الخارجية واجهة الممثليات الدبلوماسية الجزائرية في الخارج ووزارة الداخلية ولجنتي الإشراف ومراقبة الانتخابات الرئاسية، حسبما أوضحه وزير الشؤون الخارجية، وفي كلمته أشاد لعمامرة بالجهود المستمرة التي تبذلها الجالية الوطنية المقيمة في الخارج ومساهمتها قبل وبعد الاستقلال في بناء الوطن. وقال الوزير أن هذا الاقتراع الذي يعد »لا محالة لحظة قوية في حياة الشعب . الجزائري« يعد مرة أخرى مناسبة »لتوطيد الروابط بين تشكيلة الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج والجزائريين المقيمين على أرض الوطن«، مؤكدا أن الجالية كان لها دوما »إسهام معتبر وكانت في الطليعة كلما تعلق الأمر بالتضحيات المبذولة والنتائج المحققة«. وأضاف لعمامرة »من خلال التوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس الجمهورية بكل حرية سيعطي الجزائريون مثلا عن التحضر والروح الوطنية والتمسك بوطنهم حتى يساهم الجميع في بناء الجزائر«.وقال الوزير »أدعو بأخوة كل المواطنين إلى التوجه للانتخاب والتمتع بحقوق المواطنة وجعل يوم 17 أفريل بمثابة عرس وطني كبير«. وأشار إلى أنه تم تجنيد 11 مركزا دبلوماسيا وقنصليا لضمان السير الحسن لهذا الاقتراع، مذكرا بأنه تم وضع 398 مكتب اقتراع تحت تصرف الجالية الوطنية المقيمة في الخارج من بينهم 52 مكتب على التراب الفرنسي. ويقدر عدد الناخبين المسجلين ضمن الجالية الوطنية في الخارج بحسب الأرقام التي قدمها الوزير ب 285,009,1 من بينهم 81,80 بالمائة مسجل بفرنسا.