تسعى كل من الجمعيات الخيرية الفاعلة إلى تكثيف الجهود بين الدول العربية واستبدال الخبرات والتنسيق من أجل خدمة مساعيها وأهدافها وهو ما تطمح إليه جمعية كافل اليتيم الوطنية مع نظيرتها بتونس جمعية زهرة الأمل لرعاية الأيتام، وكان موضوع النقاش في الندوة التي تمحور موضوعها حول تفعيل دور العمل الخيري في تنمية الفرد والمجتمع بحضور سيف الدين الشيباني رئيس جمعية زهرة الأمل لرعاية الأيتام كضيف شرفي بمقر الجمعية الخيرية كافل اليتيم بالبليدة، اغتنمنا الفرصة وكان لنا معه هذا الحوار. نسيمة خباجة - بصفتكم مشرفين على رئاسة جمعية لرعاية الأيتام في دولة عربية شقيقة كيف ترون وضعية اليتامى في الدول العربية؟ - لا نستطيع إعطاء حكم عام لاختلاف الظروف من منطقة إلى أخرى ومن دولة إلى أخرى، لكن نرى أن هناك تطورا كبيرا وهناك طموح للعمل الخيري، وفي العالم العربي اليتامى محظوظون فالدين الإسلامي الحنيف يحث على رعايتهم والتكفل بهم وهناك جهود كبيرة تبذل في نفس الإطار من خلال الجمعيات الناشطة في الميدان وهي مكاسب لليتيم، كما أن هناك تطورا كبيرا على مستوى البرامج في بعض الدول على غرار الجزائر، تونس وليبيا، ووجب التنويه أن الاستثمار في فئة الأطفال المحرومين هو استثمار في رقي الدول وفي مستقبلها. - ومع اختلاف الدول هل ترون أن وضعية اليتامي هي نفسها أم هناك تفاوت من حيث التكفل والرعاية والرقي بفئة اليتامى والأرامل؟ - هناك خطوط عريضة يشترك فيها الكل تتمثل في الفراغ النفسي والمعنوي للأطفال اليتامي بعد فقدان أحد الوالدين، أما الظروف الأخرى من حيث الرعاية الصحية وضمان التعليم فهي تختلف من دولة إلى أخرى وهنا نصل إلى ضرورة تقوية العمل الخيري وغرس ثقافته في المجتمع المدني، وما رأيته في الجزائر بعد الاطلاع على ثلاثة مكاتب تابعة لجمعية كافل اليتيم الوطنية استخلصت أن هناك تقدما وتجارب حية لرعاية اليتامى وجهودا تبذل من طرف الجمعية تلخّص ثباتها في العمل للرقي باليتيم وكفالته على الرغم من أن المسعى الذي تسعى إليه الجمعية ليس بالسهل. لكن الحمد لله هناك تطور كبير على مستوى الجزائر. - هل تسعون إلى تبادل الخبرات والتجارب بين تونسوالجزائر في مجال التكفل باليتامى والأرامل؟ - بالطبع نحن هنا لنتعلم ونتبادل التجارب وناقشنا بعض النقاط مع أعضاء الجمعية منها تنمية العمل الخيري الذي نجده حتى في المجتمعات الإفريقية والآسياوية واللاتينية فما بالنا في المجتمعات الإسلامية، ففي المجتمع العربي العمل الخيري هو واجب شرعا كما حث عليه الإسلام لكن هناك ضعف على مستوى التطوع والعمل الخيري العلمي فالعمل الخيري هو علم قائم بذاته لابد من توصيل معرفته إلى الجميع، وتبادل التجارب والاشتراك في ذات المجال هو شي ضروري بين الجمعيات العربية ذات الأهداف الموحدة. - هل من مشاريع مستقبلية مسطرة بين البلدين تدور في نفس الفحوى ؟ - هناك أفكار تناقش لتبادل وفود الأيتام وإبرام شراكات مختلفة للرعاية والتكفل باليتامى وتجسيد تكامل في الميدان بين تونسوالجزائر في نفس الإطار. - كلمة أخيرة لليتامى في الجزائروتونس وفي العالم العربي ككل؟ - أنا جد فرح في بلد المليون ونصف المليون شهيد وقضيت أياما من أروع الأيام وأنوه في الأخير أنه لابد من دعم جمعية كافل اليتيم الجزائرية ماديا وبشريا أو حتى بالتبرع ببعض الوقوف لدعمها في الميدان وتحقيق الأهداف، كما أن هناك عهدا بين الجمعيتين في تونسوالجزائر من أجل التنسيق والعمل أكثر من أجل رعاية اليتيم في كلا البلدين.