أكثر حالات الطلاق تقع في السنة الأولى تُظهر التقديرات الرسمية ارتفاعا كبيراً بمعدلات الطلاق في الجزائر وبمختلف الدول العربية، لكن الأمر الأكثر إثارة للجدل لا يتعلق بارتفاع النسبة فحسب بل بالأسباب التي تؤدي إلى الطلاق والتي تكون غير منطقية وغير معقولة في كثير من الأحيان، فلقد أكدت المشاهد التي تحتضنها قاعات المحاكم بشكل شبه يومي، أن هناك أسباباً تافهة وراء هذه الظاهرة المجتمعية والكارثية وبمعالجتها يمكن أن تحول دون وقوع مئات من حالات الطلاق المتعجل .. س. بوحامد/ق.م انتشرت في الآونة الأخيرة مواقف أكثر طرافة واستغراباً لأشخاص طلقوا زوجاتهم لأسباب غريبة تنوعت ما بين الخضوع لعادات وتقاليد معينة أو الظن بالتعرض للخداع أو أمور تتعلق بمشاهدة القنوات الفضائية، أو حتى الأنترنت وغيرها من الأسباب التافهة والغريبة والتي تؤكد بطريقة أو بأخرى على أن كل الإحصائيات الرسمية والإعلامية وغيرها والتي تحدثت عن مؤشرات عالية للطلاق في المجتمع الجزائري لم تكن جانية على الحقيقة أو مبالغا فيها بأي شكل من الأشكال، فالعديد من الحالات على فترات متفاوتة تمثل قصصا غريبة ومحزنة وقد تكون مضحكة في بعض الأحيان ! أنقذونا من الأتراك! فعند سؤال (منيرة) موظفة في شركة تسويق عن رأيها قالت: أسمع من صديقاتي الكثير من الخلافات التي تتسبب فيها المسلسلات التركية العاطفية التي تأجج رغبة العديد من الأزواج والزوجات في اتهام كلا منهما الآخر بالتقصير عاطفياً ورومانسياً، ولكن برأيي أن هذه الخلافات يجب ألا تصل إلى حد الطلاق كما حدث في القصة التي انتهت بالطلاق بسبب المسلسل التركي الشهير (نور) والبطل الوسيم (مهند) في إحدى النقاشات الساخنة بين زوجين، أو كما تسبب مسلسل حريم السلطان في إنهاء كيان زواج استمر 15 عاما وأثمر سبعة أبناء عندما نفذ صبر الزوجة وهي تسمع زوجها يكرر عبارات الإعجاب ببطلة المسلسل الجميلة فوقع الشجار وتلاه الطلاق في لحظة غير متوقعة ! وتؤكد (آمال) وهي ربة منزل أن الرجل هو من يبحث عن مسببات الطلاق التافهة كما حدث عندما تقدم أحد أصدقاء زوجها بطلب تطليق زوجته في المحكمة بحجة أنها أقدمت على (معصية الخلوة بالرجال) أثناء مشاهدتها لوحدها أحد البرامج التلفزيونية الفضائية، وبالرغم من أن القاضي رفض ونصحه كما حاول زوجي إقناعه العدول عن ذلك، إلا أنه أصر على الطلاق ونفذ مراده وبالطبع لم يجد صعوبة في إيجاد شهود من المتواجدين حينها حتى لو لم يعرفوا حقيقة الأمر! غوانتنامو وعند سؤال (نادية) وهي معلمة للمرحلة الثانوية قالت: إنها تؤيد الطلاق عندما يعمد الزوج إلى التقليل من شأن زوجته أو الاستهزاء بها حتى لو كان الموقف تافها من وجهة نظر الآخرين كما حدث عندما طلبت امرأة سعودية بعد 17 عاماً من الحياة الزوجية الطلاق من زوجها بعد أن اكتشفت في ذاكرة هاتف زوجها النقال عن طريق المصادفة أن اسمها هو (غوانتنامو)، معتبرة أن وصفها بهذا اللقب في الهاتف يدل على تسلطها ووصفها بالشرسة التي لا تعاشر زوجها، كما اعتبرت ذلك تقليلا من مكانتها ومن حقها الإصرار على الانفصال، وهي تجد مبرر الزوج غير مقنع إطلاقا، فلقد برر اعتماده على هذه التسمية من باب الحفاظ على الخصوصية وعدم معرفة من هم بجانبه وأن المتصلة هي زوجته. "كرامتي فوق كل اعتبار!" وقالت (سيرين) وهي موظفة إدارية في إحدى المدارس: إن تحكم الرجل وحبه للتسلط هو أساس الخلافات الزوجية، فقد تسبب التسلط غير المنطقي لزوج أختها في تطليق أختها لمجرد خلاف نشب بينهما على تسمية مولودهما البكر وعدم اتفاقهما على اسم المولود الذي رزقا به، حيث أقسمت أختها ألا يكون اسم طفلها الأول إلا على الاسم الذي اختارته ووصل الأمر بالأب للرفض التام للاسم ومؤكداً بأنه لن يسميه إلا اسماً اختاره هو، وانتهى الأمر بالطلاق وتأكيد الزوج (أن كرامته فوق كل اعتبار). "رخصة قيادة الأسرة" للحد من تزايد الطلاق كشفت دراسة مؤخرا عن تزايد نسب الطلاق في السعودية، حيث قفزت خلال السنوات الست الماضية بالمملكة وصلت إلى أكثر من 35%، ففي آخر إحصائية بالسعودية بلغت عدد حالات الطلاق 18765 حالة مقابل 90983 حالة الزواج في العام ذاته، بمعدل حالة طلاق كل نصف ساعة، ولفت مختصون إلى أن غالبية حالات الطلاق تقع في السنة الأولى من الزواج بنسبة تصل ل60%، لذا اقترحت هيئة الخبراء والمختصين بمجلس الوزراء السعودي ، إلزام الشباب والفتيات المقبلين على الزواج بالحصول على _رخصة قيادة الأسرة_ للحد من ارتفاع نسب الطلاق. وذلك عن طريق إعداد دورات تدريبية من خلال نخبة من المتخصصين في شؤون الأسرة والحياة الاجتماعية من الجامعات والقطاعات التعليمية المختلفة للتدريب على كيفية مواجهة ضغوط الحياة الزوجية والاجتماعية، ومؤخرا تم تنظيم العديد من الدورات التدريبية للحصول على رخصة قيادة الأسرة لكلا الجنسين استفاد منها آلاف الشباب والفتيات من المقبلين على الزواج بعدد من المناطق السعودية. وفي الجزائر، فلقد كشفت إحصائيات لوزارة العدل عن تسجيل ما يقارب 55 ألف عملية طلاق خلال سنة 2013 وأكثر من 20 ألف امرأة خلعت زوجها خلال نفس السنة، ارتفعت حالات الطلاق خلال العشر سنوات الأخيرة إلى الضعف، ففيما كانت الحالات سنة 2004 تصل إلى 29 ألف حالة، فقد أشارت آخر إحصائيات وزارة العدل التي تم إعدادها خلال سنة 2013 إلى 54 ألف و 985 حالة طلاق، أي قرابة ال55 ألف حالة. وقد تمّ تسجيل 7 آلاف حالة عنف ضدّ المرأة، منها27 حالة عنف عمدي، و266 حالة تحرش، وبالنسبة للخلع فقد ارتفع من 11 ألف حالة خلع خلال السنة الماضية إلى 20 ألف و 591 حالة هذه السنة، أي ارتفع إلى الضعف خلال هذه السنة.