أشجار النخيل متساقطة هنا وهناك والممرّات المخصّصة لمياه السقي جافّة وفلاّحو البساتين متخوّفون من شبح القحط الذي يهدّد وجود ثروة التمور المعروفة جودة وإنتاجا.. هذا هو حال بعض البساتين في إينغر بولاية تمنراست وسط صمت رسمي وغضب شعبي. تعتبر بلدية إينغر إينغر كلمة بربرية معناها المنطقة المتواجدة بين هضبتين إحدى واحات جنوبنا الكبير الغنية بأجود التمور، إلاّ أنها اليوم تعاني من مشكل جفاف السواقي المخصّصة للسقي نتيجة انسداد فوهات الفقارات بالرمال المتراكمة بفعل الزوابع الرملية، حيث أدّى هذا الجفاف إلى خسارة أزيد من 227 نخلة، وبذلك يمكن القول إن ثروة التمور في المنطقة مهدّدة بالزوال إن لم يُتدارك الأمر في أقرب وقت ممكن، وهذا ما أكّده لنا جميع من التقينا معهم خاصّة أصحاب البساتين، حيث أبدو استياءهم وخوفهم عن مصير بساتينهم إن استمرّ هذا الجفاف لمدّة أطول، منتقدين صمت السلطات المحلّية التي لم تحرّك ساكنا وكأنها ليست طرفا مُهمّا في إيجاد حلّ لهذه المعضلة. وبدورنا، نقلنا هذا الانشغال إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية إينغر السيّد بن بركة محمد الصالح فأكّد لنا أنه يتابع تطوّر هذا المشكل بكلّ أسف مع بذل كلّ المجهودات الكفيلة للوصول إلى حلّ فعلي وسريع، مضيفا أنه راسل السلطات الولائية وعلى رأسها والي الولاية عدّة مرّات إلاّ أنه لم يلقّ أيّ ردّ. وفي آخر تصريحه دعا رئيس البلدية المجتمع المدني وكلّ سكّان إينغر إلى تكاتف الجهود والعمل معا (لإحياء) الفقارات وعودة مياه السواقي إلى مجاريها لاسترجاع هذه البساتين وإنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى لا يعمّ هذا (الداء) وتصبح كلّ واحات المنطقة في خطر.