اعتبر وزير التجارة مصطفى بن بادة أمس الاثنين بالجزائر أن دخول عدد (هائل) من الأسواق حيّز الخدمة في 2014 سيساهم في (استقرار) أسعار المواد الغذائية واسعة الاستهلاك وتوفّرها خلال شهر رمضان المقبل، مضيفا أن دخول نحو ألف سوق جوارية ومغطّاة عبر كافّة التراب الوطني منذ سنة 2012 إلى غاية 2014 حيّز الخدمة سيسمح باستقرار أسعار ووفرة المنتوجات الغذائية خلال شهر رمضان، معلّقا بالقول: (سنقيس مدى فعالية هذه الهياكل التجارية الجديدة في التأثير على أسعار المواد واسعة الاستهلاك ووفرتها). كشف بن بادة عن مشروع جديد يدخل الخدمة في غضون الأيّام القليلة القادمة بعدما يعرض على الصحافة المتمثّل أساسا في بطاقة (الإنذار السريع) التي توضع تحت تصرّف المستهلك، والتي يتمكّن من خلالها التبليغ من عن أيّ تجاوز قد يتعرّض له من خلال اقتنائه لمواد استهلاكية منتهية الصلاحية أو أجهزة غير مطابقة للمواصفات المعمول بها وطنيا أو عالميا، في حين تقوم مصالح الرقابة وقمع الغشّ بناء على شكوى المواطن بالتدخّل السريع لضمان حقّه. وأكّد بن بادة أمس بقصر المعارض (اصافكس) أين قام أمس وزيرا التجارة والفلاحة بتدشين فعاليات الطبعة الثانية عشر للصالون الدولي للصناعات الفلاحية-الغذائية (جزاغرو) بمشاركة حوالي 600 عارض قادمين من 33 دولة، من بينهم 131 عارض سيزيحون الستار عن منتجات وتجهيزات جديدة في أوّل ظهور عالمي لها في السوق الجزائرية، أن العمل قائم من أجل توفير المواد واسعة الاستهلاك، قائلا: (إننا نسجّل ككل سنة تذبذبا في التوزيع خلال الأسبوع الأوّل من الشهر الكريم). وبخصوص مسألة الحليب جدّد وزير التجارة تأكيده عزم الحكومة على مرافقة كلّ المشاريع الرّامية إلى التأسيس لصناعة محلّية للحليب والهدف تقليص فاتورة الواردات. كما حثّ من جهته وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الوهّاب نوري كلّ المهنيين في هذه الشعبة على تكثيف الجهود وكلّ المبادرات الرّامية إلى دعم الآلة الإنتاجية المحلّية. وقد استمع الوزيران كذلك إلى انشغالات وشروحات حول مشاريع تحويل القمح وأصحاب المطاحن الكبرى عبر الوطن الذين كشفوا أن الجزائر حقّقت إنتاجا معتبرا هذا العام من الحبوب، الأمر الذي سيقلّص من حجم الواردات، على حد تعبيره. من جانب آخر، خصّصت (صافكس) مساحة مغطّاة تزيد عن 15 ألف متر مربّع، فضلا عن مساحات أخرى مخصّصة لمختلف الخدمات الأخرى وضعت تحت تصرّف العارضين في هذا الموعد المهني الهام. وقد انطلق كلّ من وزير التجارة مصطفى بن بادة ووزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الوهّاب نوري في زيارة للمعرض بدءا من الجناح المركزي (المصالحة)، أين تعرض أكثر من 350 شركة منتجاتها، 60 بالمائة منها جزائرية قبل أن ينتقلا إلى جناح (الأهفار)، حيث تعرض أكثر من 250 شركة ما بين جزائرية وأجنبية. حيث وقف الوزيران على آخر التطوّرات الحاصلة في هذه الشعبة الصناعية الحيوية، وأيضا جملة من المنتجات الجديدة والتجهيزات غير المسبوقة في السوق، والتي تخصّ شعب التحويل والرّسكلة والاسترجاع، فضلا عن المنتجات الخاصّة بقطاع الفلاحة وتربية المواشي. وقد استمع الوزيران مليا إلى الشروحات المقدّمة لهما وأيضا الانشغالات والمشاكل التي تعترض مشاريعهم الاستثمارية، سواء البينية المحلّية أو الجزائرية الأجنبية ووفقا لقاعدة 49 - 51 بالمائة. للإشارة، ينظّم الصالون من طرف الشركة الفرنسية (كوم.إكسبوزيوم) المتخصّصة في تنظيم المعارض بشراكة مع الجمعية الفرنسية لتنمية التبادلات والتقنيات الخاصّة بقطاع الصناعات الغذائية (آديبتا) بالتعاون مع الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة والغرفة الولائية للتجارة والصناعة والشركة الجزائرية للمعارض والتصدير (صافكس). والجدير بالذكر إن صالون (جزاغرو) مخصّص للعارضين المنتجين وموجّه حصريا للزوّار المهنيين، خصوصا الصناعيين الرّاغبين في استكمال أو تجديد تجهيزاتهم والمهنيين الرّاغبين في الاتّصال بالمنتجين قصد تفعيل مشاريع شراكة وتعاون، بالإضافة إلى هؤلاء المهنيين، المستوردين والموزّعين الجزائريين لمنتجات كبريات الشركات الأوروبية والعربية، وأيضا كلّ الرّاغبين في توزيع المنتجات المعروضة والمهنيين المهتمّين بالاطّلاع على آخر التكنولوجيات، والصناعيين والمستثمرين خاصّة فئة الشباب المدعّمين من طرف الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب (لونساج) والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة (الكناك) أو الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغّر (لونجام). وقصد تسهيل مهمّة المستثمرين الرّاغبين في تجديد عتادهم أو تجسيد مشاريع جديدة خصّص المنظّمون مساحات للعرض مجهّزة مجّانا للهيئات والمؤسسات المرتبطة مباشرة بالاستثمار التي استحدثتها الدولة لهذا الغرض. وبخصوص معرض (جزاغرو) 2014 فهو يسجّل حضور دول مشاركة لأوّل مرّة في هذه التظاهرة، على غرار ماليزيا، سنغافورة، اليابان ،الأرجنتين. وحسب الشركة المنظّمة فقد تقرّر تنظيم ندوات وملتقيات على هامش هذه التظاهرة تتمحور حول واقع وآفاق الشعب الفلاحية، وذلك على مستوى قاعة المحاضرات (علي معاشي) بقصر المعارض في العاصمة.