أضحى الجزائريون في الآونة الأخيرة لا يهتمون بالحفاظ على صحتهم بقدر ما يهتمون بملء بطونهم ودفع توترهم عن طريق التهام الأكل، ما نراه من الخلط الواضح في الوجبات على مستوى محلات الفاست فود على غير العادة، إذ بتنا نرى وجبات غريبة يتم استهلاكها من طرف الجنسين معا ولم يعد الأمر مقتصرا على الشبان فقط بل حتى الشابات رحن إلى نفس أسلوب الاستهلاك الخاطئ الذي يؤثر على الصحة بدليل انتشار أمراض القولون والالتهابات المعدية وغيرها والسبب الرئيسي يعود إلى الخلط الواضح في طريقة الاستهلاك وإهمال نمط غذائي منظم. نسيمة خباجة لا يحيرك أبدا الاصطدام بمنظر أحدهم وهو يستهلك طبق البيتزا مع شرائح البطاطا المقلية أو حتى أكلة (القرنطيطة) المشهورة مع شرائح البطاطا وغيرها من الوجبات الغريبة التي يبدو أنها استحدثت مؤخرا في رزنامة الأطباق الجزائرية التي لم تكن كذلك في السابق، وكان الجزائريون يعتمدون على نظام غذائي منظم حفاظا على الصحة، إلا أن تلك الفرضية ذهبت في مهب الريح وأضحى البعض يهدفون إلى تحقيق درجة الشبع على حساب الصحة العامة وذلك ما نراه من الإقبال الجنوني على الأكل والخلط فيه دون أدنى اهتمام بالتأثير البليغ لذلك على الصحة. وإضافة إلى الاستعمال الواسع للمخللات والزيوت والمملحات على غرار المايوناز التي تؤدي إلى كثرة الدهون على مستوى الجسم ومن ثمة الإصابة بالكولسترول الزائد نجد أن هناك خلطا واضحا في الأطباق المأكولة التي لم تعد تحترم المقاييس والشروط الصحية وتكون النتيجة شكاوى الكل من الأمراض التي تصيب المعدة كالحروق والالتهابات المعدية والقولون وغيرها من الأعراض الأخرى التي تعود أساسا إلى الخلط الواضح في التغذية والابتعاد عن نمط غذائي جيد ومنظم. اقتربنا من بعض محلات الفاست فود ووقفنا على الأكلات الغريبة التي بات يستهلكها الجزائريون والتي تكون بهدف ملء البطون بالدرجة الأولى، بحيث أن هناك فئات ومن الجنسين معا من لم تعد تعطي أي حساب للصحة العامة والمهم والأهم هو التهام مختلف الأطباق مرة واحدة بل وحتى خلط أكلات لا تتلاءم مع بعضها أبدا وخلطها يهدم نكهتها في الأصل لكن من يقدمون على ذلك يرون أن بذلك تتحقق لهم النكهة ويصلون إلى درجة الشبع بعد يوم شاق وساعات عمل خانقة. الشاب فوزي وجدناه بمحل للإطعام السريع بساحة الشهداء وما جذبنا إليه هو وضعه لطبقة من شرائح البطاطا المقلية التي عهدنا على تناولها كسندويتشات، إلا أنه اختار وضعها فوق البيتزا واصطفها إلى درجة إخفاء البيتزا وظهرت وكأنها صحن من البطاطا، اقتربنا منه فقال إنه يشتهي أكل البيتزا مع البطاطا المقلية كثيرا وهو طبقه المفضل ولم يكن كذلك من قبل ورأى أن مضاعفة ساعات عمله الشاق جدا عادة ما تؤدي إلى توتره وقلقه ووجد نفسه يميل إلى تلك العادات السيئة على الرغم من علمه بإفرازاتها على الصحة وامتلائها بالدهون لكن أعلمنا أنه لا يستطيع مقاومة الجوع وتحقيق الشبع إلا بتلك الطريقة. وبعد أن عهدنا تلك السلوكات على الرجال أضحى حتى الجنس اللطيف يميل إلى تلك العادات وصارت بعضهن تخلط في الأكل على مستوى محلات الإطعام السريع منهم وردة التي وجدناها في محل للإطعام السريع على مستوى القبة، واختارت هي الأخرى بيتزا مخلوطة بالبطاطا وقالت إنها في مرات تشتهي الكيفيتين معا ولا حرج لديها في خلطهما وتناولهما وتتقبل الذوق وتراه جيدا وهي بذلك تكسب الوقت وتحقق درجة الشبع وتخرج للعودة مسرعة إلى مقر عملها. ولاحظنا أن هناك من يقوم بخلط المحاجب كأكلة شعبية معروفة بشرائح البطاطا، بحيث أصبحت البطاطا المقلية المرافقة الدائمة لكافة الأطباق التي يستهلكها الجزائريون عبر محلات الفاست فود دون أن يعلم الكل مخاطر ذلك على الصحة، بحيث تتحول تلك الأطعمة إلى سموم تهلك المعدة وتفرز العديد من العوارض الصحية وليس هناك أحسن من اتباع نظام غذائي محدد ومنظم يخضع إلى حمية صحية تحافظ على جسم الإنسان وتحمي صحته من مختلف الأعراض المؤلمة.