رغم أن فتح محلات الأكل السريع يخضع لمجموعة من الإجراءات الإدارية التي أقرتها وزارة التجارة، إلا أنه من المنتظر أن يتضاعف عدد محلات الفاست فود والبيتزا مع بداية موسم الاصطياف، حيث يلاحظ المتجول في أحياء العاصمة هذه الأيام تغيير نشاط بعض التجاروأشغال لفتح محلات جديدة، ومع تزايد هذه المحلات ستتضاعف المخالفات والتجاوزات، التي لها علاقة مباشرة بصحة المواطنين. أكثر شيء يلفت الانتباه بشوارع العاصمة وأزقتها هذه الأيام تزايد مطاعم الوجبات السريعة، التي انتشرت بشكل مذهل، حيث أصبح الكل يتهافت عليها وسبب التجاذب هو منظر الشاورما والبيتزا بأشكالها المغرية ورائحتها المنبعثة من بعيد، إلا أن الكثير من التجار الذين يمارسون هذا النشاط التجاري، خاصة منهم التجار الموسميين يتمادون في ارتكاب الكثير من المخالفات التي لهاعلاقة مباشرة بصحة المواطنين ، حيث تزداد يوميا وبشكل ملفت للانتباه هذه التجاوزات الخطيرة ، ليجد المواطنون أنفسهم يدفعون ثمن إغراء البيتزا والشاورما ووجبات سريعة أخرى تحضر قي ظروف غيرصحية بالإضافة إلى بقائها عرضة للغبار والبكتيريا. والحقيقة أن مثل هذه المخالفات تتكرر يوميا ويمكن أن يقف عندها أي مواطن في سائر أيام السنة ولكن بشكل أكثر كلما حلّ فصل الحرارة. هذا وتتفاوت درجات المخالفات التي يقوم بها أصحاب محلات الأكل الخفيف من محل إلى أخرإلا انه كثيرا ماتكون البعض منها بادية للعيان ،خاصة ماتعلق منها بنظافة المحيط والقائمين على الخدمات، والشيء الذي لا يمكن أن يتجاهله أحد أو يغفل عنه هو أن هذه التجاوزات الخطيرة يكثر تسجيلها خلال هذه الأيام الحارة باعتبار الصيف فصلا تقل فيه مقاومة المواد سريعة التلف للحرارة،علما أن أغلب التجار الموسميين من أصحاب المطاعم يعرضون وجباتهم دون توفير أدنى وسائل الحفظ خاصة على مستوى الشواطئ . وفي غالب الأحيان تكشف الملاحظة الميدانية عدم مطابقة هذه المطاعم ومحلات الأكل الخفيف للشروط الواجب العمل بها ، حتى ولو كانت لهذا المحل سمعة ومعروف ويعرف إقبالا كبيرا من طرف المستهلكين وتتلخص هذه الشروط الواجب توفرها في الوضعية العامة لمكان المحل أي المحيط ، نظافة المحل وضرورة توفر الماء ودورات المياه ، ونوعية الوسائل المستخدمة في تحضير الوجبات يجب أن تكون في حالة جيدة ،عمال هذه المحلات يتوجب عليهم ارتداء ألبسة معينة ، وما من شك أن الكثير من محلات الأكل الخفيف والفاست فود والبيتزيريات لا تحترم أدنى هذه الشروط ابتداء من تلك المآزر التي يرتديها القائمون على شؤون المطبخ أو العاملون بها بصفة عامة والتي تكون في وضعية كارثية لاتصلح حتى للعمل داخل الورشات الميكانيكية وتحمل من الجراثيم والميكروبات ما يكفي لحدوث تسممات خاصة وأن الكثير من هؤلاء العمال لايتوانوا لحظة في التخلص مما علق بأيديهم من شوائب بهذه المآزر ولكم أن تتصوروا الحالة التي تكون عليها الأواني المستخدمة في الطهي، حيث كثيرا ما تكون في حالة من العفن لدرجة أنه يخيل إلى الناظر إليها أن الأمر يتعلق بمستلزمات تنظيف أرضية المحل أو دورة المياه ، حبات البطاطا المقشرة تسبح في مياه داكنة ملوثة وهي جاهزة للقطع في شكل شرائح قصد طهيها، ناهيك عن أوراق السلاطة وحبات الطماطم الفاسدة . ويعمد البعض من أصحاب محلات الأكل الخفيف إلى استعمال اللحم المجمد على أساس أنه طازج،وهذا الشكل من المخالفات كثيرا مايقف عندها أعوان مراقبة النوعية وقمع الغش ، بالإضافة إلى أن بعض أصحاب هذه المحلات لايبالون من ترك كريات اللحم المرحي خارج المبرد لساعات مع أنه قانونيا لايجوز تقديم اللحم المجمد على أساس أنه لحم طازج ، ولايجوز أيضا رحي اللحم المجمد لأنه مادة سريعة التلف وعند رحيها ستتضاعف امكانية تعرضها للميكروبات الخطيرة، حيث يعتبر ذلك مخالفة واضحة ناهيك عن مخالفة ترك هذه المادة الحساسة خارج المبرد سواء النوع المجمد أو الطازج ولمدة طويلة ، وفي بعض الأحيان يفتقد المحل إلى ثلاجة أصلا .