تلبية احتياجات العالم الإسلامي إلى السيارات.. هو الهدف الذي أعلنته مصادر تركية وإيرانية للتعاون المشترك بينهما في إنتاج السيارات والذي يجري تعزيزه بالمشاركة في صناعة سيارة "د-8" في غضون 3 سنوات. ووفق ما أشار إليه جواد نجم الدين، المدير العام لشركة إنتاج السيارات الإيرانية (إيران خودرو) فإن التعاون بين الجانبين قديم؛ حيث تستورد الشركة قطع الغيار من تركيا منذ 20 عاماً تقريباً؛ لما لها من باع طويل في إنتاج السيارات وقطع الغيار حتى وصل حجم المستورد من تركيا في العام الماضي إلى 100 مليون دولار. غير أن هذا التعاون يجري تعزيزه- بحسب نجم الدين- عبر إنتاج مشترك لسيارة "د- 8"؛ لتلبية احتياجات دول العالم الإسلامي من السيارات، بحسب ما نشره موقع "تركيا اليوم" هذا الأسبوع. وتعدُّ شركة إنتاج السيارات الإيرانية أكبر شركة لإنتاج السيارات في الشرق الأوسط؛ حيث يبلغ دخلها السنوي 12 مليار دولار، وإجمالي إنتاجها 800 ألف سيارة في العام، وفق ما صرح به مديرها العام. وإضافة إلى هذا التعاون في مجال الاستيراد وإنتاج السيارة "د-8" فإن مصادر من الشركة قالت إنه جرى توقيع إتفاقية مبدئية تقضي بإنشاء مصنعين على الحدود بين تركيا وإيران لإنتاج قطع الغيار برأس مال يصل إلى 100 مليون أورو. وتعد صناعة السيارات قاطرة الاقتصاد التركي، وهو ما دعا الحكومة هذا العام إلى وضع هدف لإدامة نمو هذا القطاع يتمثل في إنتاج مليوني سيارة هذا العام، على أن يُصدر منها 1.5 مليون للوصول بعوائده إلى 50 مليار دولار سنوياً. وتشجعت الحكومة للوصول إلى هذه الأرقام بعد أن شهد قطاع صناعة السيارات ارتفاعاً في النمو بلغ 30% في الأشهر الثمانية الأولى من العام 2010 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وتعول الحكومة التركية على صناعة السيارات في أن تكون إحدى الرافعات التي ترفعها إلى مصاف الدول العملاقة اقتصادياً في العالم، وهو ما لفت إليه رئيس الحكومة، رجب طيب أردوغان، في احتفال العام الماضي بأن تركيا تسعى إلى أن تكون في العام 2023 أحد أكبر عشر اقتصاديات في العالم. وجاء تصريح أردوغان خلال مشاركته في احتفال بمناسبة تصدير سيارات أمريكية تنتج لأول مرة في تركيا، وتصدر منها إلى موطنها الأصلي أمريكا. السيارة "الإسلامية" كما تعد صناعة السيارات في إيران أحد دعائم الاقتصادي الوطني، وقد احتلت إيران في عام 2010 المركز الخامس في قائمة الدول التي شهدت نمواً في إنتاج السيارات بعد كل من الصين وتايوان ورومانيا والهند، وفق التقرير الصادر هذا العام المنظمة الدولية لمصنعي السيارات (OICA). وتسعى إيران إلى أن تكون رائدة صناعة السيارات في الشرق الأوسط، وهي تخوض منافسة قوية مع تركيا في ذلك، وتصدر منتجاتها إلى مختلف دول العالم وبشكل خاص الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية. وتشكل شركة (إيران خودرو) وشركة (سايبا) قطبي هذه الصناعة في الجمهورية الإسلامية، وهما تخططان للسيطرة على الأسواق لواعدة في آسيا الوسطى وأمريكا اللاتينية من خلال رفع مستوى إنتاجهما السنوي وتحسين جودة مركباتهما التصديرية. وفي خطتها التسويقية لاستقطاب أكبر عدد من المستهلكين في العالم الإسلامي تصف شركة (إيران خودرو) السيارات التي تصنعها بأنها سيارات "إسلامية"؛ بمعني أنها تصنع على يد مسلمين؛ مما يشجع المستهلك أن يكون للبلاد المسلمة الأولوية في الشراء لتعزيز قدرة العالم الإسلامي على المنافسة العالمية.