يعد سوق السيارات المتواجد ببلدية تيجلابين 15 كلم شرق ولاية بومرداس من أكبر الأسواق الوطنية في هذا المجال بمنطقة الوسط، وبمرور الأزمنة والسنوات بدأ في التطور ليصبح سوقا وطنية يقصده آلاف الزبائن من مختلف ولايات الوطن وحتى خارجها· لينتعش نشاطه في السنوات الأخيرة خاصة بعد إلغاء عملية التقسيط في اقتناء السيارات، ومنع استيراد السيارات أقل من ثلاث سنوات من الخارج، لتتجه الأنظار نحو الأسواق الوطنية للسيارات خاصة سوق تيجلابين· تعاني ولاية بومرداس الكثير من هذا السوق الذي يعتبر مكسبا ضخما ومصدرا مهما للعائدات المحلية، حيث عرف عددا كبيرا من التوسعات، ليتمكن من استيعاب أكبر عدد من السيارات، والتي يضطر أصحابها للمبيت في الشارع للظفر بمكان جيد في الغد· حيث كثيرا ما يمتلأ السوق عن آخره بسبب العدد الكبير للعارضين والزبائن، ما جعله يحتل المرتبة الأولى وطنيا، ويتربع هذا السوق على مساحة تقدر بأكثر من 5 آلاف هكتار، كانت تمثل في وقت سابق مساحات زراعية تابعة لأملاك الدولة قبل أن تتخلى عنها هذه الأخيرة لصالح البلدية، والتي تقوم بتسييره إلى حدّ اليوم، و تشهد هذه المساحة توسعا ملحوظا نحو الجهة الجنوبية، أين عرض العديد من الخواص أراضيهم الخاصة للبيع أو الكراء لصالح هذا السوق، بعدما أصبح العقار بتلك المنطقة ذهبا خالصا يدرّ الملايير على أصحابه· السوق يستقطب أكثر من 15 ألف سيارة أسبوعيا وحسب الإحصائيات المقدمة من مصادرنا الموثوقة فإن سوق تيجلابين يحتل المرتبة الأولى وطنيا في عدد السيارات الوافدة إليه، فضلا عن قيمة العائدات المحصلة، حيث يستقطب السوق حوالي 15 ألف سيارة أسبوعيا تعرض للبيع على الزبائن الذين رغم صعوبة إحصائهم، إلا أن العدد التقديري لهم أسبوعيا حوالي 50 ألف زائر بين الزبائن والبائعين والسماسرة الذين يجدون راحتهم في المساحة الشاسعة التي يتربع عليها سوق السيارات بتيجلابين من جهة، فضلا عن الأسعار المقدمة من بائعي السيارات وكذا التوافد الكبير للزوار وتنوع السيارات من جهة ثانية· ويعتبر المجلس الشعبي لبلدية تيجلابين الوصي المباشر على هذا السوق، على أساس ملكية العقار التابعة لهذا الأخير· وتقدر عائدات السوق بحوالي مليار سنتيم شهريا، حيث تحتسب قيمة كراء السيارة الواحدة المعروضة للبيع بين 400 إلى 600 دج· وتوزع هذه العائدات على خزينة البلدية والولاية التي تملك نصيبا في حدود ال 25 بالمئة حسب مصادرنا من عائدات هذا السوق· فسوق تيجلابين يشهد جوا مختلفا مقارنة بالأسواق الأخرى، حيث يتعامل بمبالغ مالية ضخمة مقارنة بالأسواق الأخرى، ويقصده تجار كل من الجزائر وبومرداس والبويرة، تيزي وزو وبومرداس وحتى البليدة وبرج بوعريريج، حيث يشهد هذا الفضاء التجاري أسبوعيا أكثر من مائة عملية بيع وشراء·· من جهتها ترى مصلحة الضرائب أن المداخيل تقدر بمئات الملايين من الدينارات شهريا والتي تستفيد منها مصالح الضرائب نتيجة عمليات البيع والشراء، عائدات السوق أسالت لعاب الكثير من أصحاب الأموال الراغبين في الاستثمار في هذا العقار من خلال كرائه للبلدية، وإعادة كرائه للزبائن الراغبين في القيام بالعمليات التجارية، كما هو الشأن بالنسبة للعديد من الأسواق الأسبوعية عبر الوطن، غير أن الفكرة عارضتها الأجهزة التنفيذية بالولاية عدة مرات _حسب مصادر- ، واعتبرت السوق مكسبا عاما للتنمية المحلية لا يمكن التفريط فيه، وهو ما بقي إلى يومنا هذا محلّ مدّ وجزر على الساحة الولائية· يملك سوق تيجلابين ببومرداس مزايا خاصة جعلت منه يتربع على عرش الأسواق الوطنية للسيارات، ومرجعا مهما لأسعار السيارات عبر الوطن· ومن أهم الخصائص التي جعلته كذلك، توسّطه للمدن الشمالية والوسطى، حيث يعتبر ممرا للعديد من الولايات، فضلا عن إنجازه على مشارف الطريق الوطني الرابط بين العاصمة والمدن الشرقية، ما جعل موقعه إستراتيجيا· كما أن نوعية السلع المعروضة بالسوق تعتبر مميزة، وهو ما عبّر عنه العديد من الوافدين إليه، حيث اعتبر أحد السماسرة المعروف بالسوق -في اتصالنا به - أن هذا الأخير يعد السوق الأمثل للسيارات لأن الناس يأتون للشراء والباعة يوفرون سيارات في حالة جيدة وبأسعار أقل ما يقال عنها مناسبة، معتبرا أن نهاية القرض الاستهلاكي للسيارات كان فرصة لانتعاش أسعار السيارات المستعملة·