خصص حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، شهر رمضان لاستقبال اقتراحات الأحزاب السياسية ومساهمات النقابات حول الوضع السياسي بالبلاد، وسبل تحقيق التغيير، حيث أجرت قيادات الأرسيدي مشاورات مع حركة حمس والنهضة، في انتظار استقبال تشكيلات سياسية أخرى إسلامية وديمقراطية. وحسب مصادر حزبية، فإن رئاسيات 2014، هي الفرصة التي يسعى التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، رفقة الفاعلين السياسيين، الاستثمار فيها قدر الإمكان لتحقيق التغيير، ”لأن الظروف مهيأة”، كما أن الاستجابة من طرف الأحزاب متوفرة لتحقيق الإجماع. وترمي مبادرة الأرسيدي إلى تحرير المبادرات السياسية وإخراجها من الانعزالية، عن طريق إيجاد مناخ أكثر إيجابية بين أحزاب المعارضة على وجه الخصوص، من أجل تحضير الأرضية المناسبة للتحقيق التغيير، ويعتقد الأرسيدي أن رئاسيات 2014، هي أكبر المحطات التي يجب توحيد الجهود لإنجاحها، من خلال البحث عن تحقيق إجماع حول شخصية معينة، وضمان انتخابات شفافة وديمقراطية. وحسب بيان الأرسيدي، فإن تنظيم اللقاءات مع الطبقة السياسية يهدف إلى إيجاد أرضية اتفاق أولية وتحرير الطبقة السياسية من العراقيل الحالية، للوصول إلى اتفاق مبدئي وضمان شروط تنافس ديمقراطي يكون على أساس المشاريع السياسية فقط. وعلى هذا الأساس جرى لقاء بين عبد الرزاق مقري، رئيس حمس، ومحسن بلعباس، رئيس الأرسيدي، تناول الأوضاع السياسية الحالية والمخاطر المحدقة بها، حيث ربطا الأوضاع الحالية بانعدام الشرعية في المؤسسات، فضلا عن التزوير المتتالي للانتخابات. اللقاءات التي نظمها الأرسيدي لفائدة الأحزاب السياسية، مع استثناء تلك التي الموجودة في السلطة كالأفالان، الأرندي والجبهة الشعبية الجزائرية، تعد أيضا ترتيبا وتوحيدا للرؤى حول مسودة الدستور التي يرى الأرسيدي، أنها لابد أن تشارك في صياغتها جميع التشكيلات والنقابات وجمعيات المجتمع المدني، رافضا أن تنزل من فوق وتقدم للاستفتاء أو المصادقة عليها بالبرلمان. ويرى الحزب أن جميع هؤلاء الفاعلين بإمكانهم الاتفاق حول عقد وطني من أجل مسودة الدستور قياسا بما فعلته البلدان الأخرى، ومنها تونس، المغرب، مصر وليبيا.