كشف البروفيسور محمود ولد طالب رئيس مصلحة الطب العقلي لدى الأطفال بمستشفى دريد حسين بالجزائر العاصمة بسطيف، عن أن التكفل بمرضى التوحد في الجزائر لا يزال (غير كاف) في الوقت الذي يتم فيه تسجيل سنويا زيادة كبيرة لحالات الإصابة بهذا المرض. ق. م أكد البروفيسور ولد طالب خلال أشغال ملتقى دراسي وطني نظم بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأمراض العقلية ببلدية عين عباسة (شمال سطيف) حول (مرض التوحد وكيفيات تشخيصه وعلاجه) أنه أصبح من الضروري الاهتمام بالتكفل بهذه الفئة من المرضى باستعمال مختلف تقنيات العلاج والمتابعة والتشخيص. وأشار ذات المتحدث إلى أن المراكز والمؤسسات المخصصة للتكفل بهذه الفئة عبر الوطن والبالغ عددها حاليا 7 فقط (غير كافية) و(غير قادرة) على استيعاب العدد الكبير للمصابين بمرض التوحد في الوقت الذي تحصي فيه الجزائر ما لا يقل عن 150 ألف شخص متوحد بين أطفال ومراهقين وبالغين. وبالنظر إلى عدد الحالات الجديدة المسجلة سنويا بمعدل 15حالة جديدة كل أسبوع - يقول البروفيسور ولد طالب- إن هذه الوضعية تستدعي تخصيص ما بين 36 مركز ومصلحة متخصصة أخرى لاستقبال هذه الفئة من الأشخاص ومواجهة النقائص المسجلة في مجال التكفل بها. كما أنه وبالرغم من توفر الكفاءات الطبية المعترف بها والإمكانيات المادية التي تقدمها الدولة للقطاع إلا أن أغلب المؤسسات الاستشفائية للأمراض العقلية تعاني من نقص في الموارد البشرية خاصة المختصين والممرضين وأعوان شبه الطبي، إضافة إلى غياب التكوين في هذا المجال يضيف نفس الأخصائي. وبعد أن لفت إلى تسجيل أكثر من 1600 حالة إصابة جديدة بمرض التوحد لدى الأطفال خلال سنة 2013 في الجزائر أكد على أن التشخيص المبكر لهذا المرض قبل سن الثانية من العمر وحسب نفس المصدر فإنه وبعد تجربة دامت 10 سنوات في مجال التكفل بهذه الفئة فإن ثلث المتكفل بهم من الأطفال بعد التشخيص المبكر للمرض يبدون تجاوبا للعلاج مع إمكانية إدماجهم في الوسط المدرسي وتنمية المهارات الذهنية والفكرية والرفع من نسبة الذكاء لديهم. من جهته تطرق الدكتور سعيد عباس طبيب مختص في الأمراض العقلية بالمؤسسة الاستشفائية للأمراض العقلية لعين عباسة إلى الدور الذي تلعبه العائلة في نجاح عملية التكفل بالطفل المتوحد خاصة الأم باعتبار أنها تقضي أطول وقت معه ما يسمح لها بمراقبة وملاحظة أي تطورات في سلوكياته وتصرفاته. وشدد بالمناسبة على ضرورة أن تفهم الأم بالدرجة الأولى هذا المرض النفسي الذي لا تزال أسبابه المباشرة (غير معلومة) والبحث عن تقنيات التكفل بالطفل المصاب من خلال الاحتكاك والتكوين وكذا التنسيق مع الأخصائيين وكل ممن لديهم دراية بهذا المرض. وتقوم المصلحة المتواجدة بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأمراض العقلية ببلدية عين عباسة (سطيف) بضمان تكفل نفسي بالأطفال المصابين بمرض التوحد باستعمال تقنيات العلاج والمتابعة والتشخيص، مع التركيز على الدور الأسري في نجاح العملية كما أشار إليه بدوره السيد محمد قباشي نائب مدير ذات المؤسسة. وتكمن أهمية ودور هذه المصلحة -وفقا للسيد قباشي- في العدد المتزايد للأطفال المتكفل بهم والذين بلغ عددهم 500 شخص متوحد والتي تظهر تطورا ملحوظا في مستوى النشاطات من حيث الكم والنوع على غرار الفحوصات من طرف الأطباء الأخصائيين وكذا النفسانيين العياديين ومختصي تصحيح التعبير اللغوي. كما يتم تنظيم لقاءات مع الأولياء و برمجة خرجات ترفيهية للأطفال المرضى وأوليائهم والعمل على تحسيس مصالح التربية الوطنية حول ضرورة إعطاء أهمية خاصة لهذه الفئة لمساعدتهم على الاندماج في الوسط الدراسي. ومن أجل منح بعد أكثر أهمية لدور هذه المصلحة تسعى إدارة المؤسسة لبعث المستشفى النهاري بسعة 20 سريرا من لضمان تكفل دائم ورعاية خاصة بالطفل المصاب بمرض التوحد وإدماجه في الحياة العادية والوسط المدرسي مثلما تمت الإشارة إليه. واستنادا للمنظمين فإن هذا اللقاء الذي دام يوما واحدا يندرج ضمن سلسلة النشاطات التي تنظمها مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لولاية سطيف بالتنسيق مع المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في الأمراض العقلية لبلدية عين عباسة للتكوين المتواصل للأطباء والمتخصصين الممارسين من ولايات سطيفوالجزائر العاصمة وسكيكدة وتيزي وزو.