اتّهم ناشطون في حملة مقاطعة إسرائيل في الولايات المتّحدة عملاق صناعة الكمبيوتر بيل غيتس ومؤسسته الخيرية المسمّاة (بيل وميليندا غيتس) بالتواطؤ في تعذيب الأسرى الفلسطينيين، وتحديدا الأطفال من خلال الاستثمار في الشركة الأمنية البريطانية (G4S) التي تزوّد إسرائيل بتقنيات السجون وأدوات مراحل التحقيق. أطلقت خلال الأسابيع الماضية عدّة حملات على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الصحف التقدّمية تتّهم غيتس بالمشاركة في تعذيب المعتقلين الفلسطينيين عبر شركة (G4S) التي توفّر خدمات الأمن والمعدّات في السجون الإسرائيلية، حيث أثيرت قضايا تعذيب الأطفال والاعترافات القسرية والاكتظاظ والإهمال الطبّي المتعمّد. واشترت مؤسسة غيتس وهي الأكبر في العالم العام الماضي حصّة أسهم في (G4S) بقيمة 271 مليون دولار وبات لها صوت مؤثّر، وهو الأمر الذي أدانته الجمعيات الناشطة في مجال حقوق الإنسان. ويواصل ناشطو مقاطعة إسرائيل في أوروبا والولايات المتّحدة حملة عرائض تطالب جمعية غيتس بالانسحاب من الشركة الأمنية أو إجبارها على عدم التعامل مع إسرائيل المنتهكة لحقوق الإنسان. وتحتجز إسرائيل في سجونها أكثر من 5 آلاف فلسطيني، بينهم 183 طفل في سجن (الدامون) ومعتقل التحقيق في (الجلمة) وكلاهما يدارّان ويسيطر عليهما بالمعدّات الموردة من الشركة الأمنية البريطانية. وأصدرت جمعية غيتس بيانا ردّا على الحملة ضدها نشرته وسائل الإعلام قالت فيه إن (الذراع الاستثمارية للجمعية منفصلة عنها تدار من قِبل كيان منفصل عن مؤسسة بيل وميليندا غيتس، وأن من يضع استراتيجيات الاستثمار فيها هو مجلس أمناء لها). وتضمّن البيان فقرة توحي بأن انتهاكات حقوق الإنسان مقبولة لمؤسسة غيتس طالما هناك أرباح يتمّ استثمارها في المشاريع الإنسانية، وقال إن (موارد المؤسسة تدار ضمن أولويات تضمن توفير أقصى حدّ ممكن من المال لاستثمارها في المشاريع العظيمة للمؤسسة في جميع أنحاء العالم). يشار إلى أن شركة (G4S) وتحت ضغوط قانونية تعرّضت لها في بريطانيا كشفت عن عملياتها في إسرائيل، معترفة بأنها تزوّد السجون الإسرائيلية والحواجز العسكرية بالتقنية الأمنية، فيما كشفت أيضا أنها ورّدت أنظمة مراقبة تستخدمها المملكة العربية السعودية للرقابة خلال موسم الحجّ، وأن عمليات (G4S) في السعودية حاليا تدار من قبل ضابط الأمن السعودي السابق خالد البغدادي منذ عام 2010.