جدّد السيّد سعيد عبادو الأمين العام للمنظّمة الوطنية للمجاهدين أمس الأربعاء تمسّك المنظّمة بمطالبة الدولة الفرنسية بالاعتراف بجرائمها والاعتذار للشعب الجزائري وإقرار التعويضات المناسبة وذلك لما تمّ نهبه من ثراوته الوطنية، مشيرا إلى أن الجزائريين لن يتوقّفوا عن مطالبة فرنسا بالاعتذار عن جرائمها· وشدّد السيّد عبادو في الكلمة الافتتاحية لأشغال الدورة الرابعة للمجلس الوطني للمجاهدين بالجزائر العاصمة على تمسّك المنظّمة بضرورة إعادة الأرشيف وخرائط الألغام والتجارب النووية على مدى قرن وربع من الاحتلال الفرنسي، مبرزا مواصلة المنظّمة نضالها إلى غاية أن يتمّ الفصل النهائي في هذا الموضوع· وكشف الأمين العام للمنظّمة الوطنية للمجاهدين أن تنظيمه سيواصل التنسيق والتشاور مع كلّ الجهات التي تدعّم هذا المسعى إلى أن يتمّ تحقيق هذا المطلب المشروع وبلوغ النتائج المرجوّة منه وهي إرغام الدولة الفرنسية على إدراك مسؤوليتها الجنائية والسياسية والتاريخية والقانونية أزاء الشعب الجزائري والاقرار علنية ورسميا بذلك· من جهة أخرى، ذكّر السيّد عبادو بالمواقف الواضحة للمنظّمة من كلّ ما يجري، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، ومن ذلك تدعيمها الكامل لرئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة في مجال المصالحة الوطنية واستتباب السلم والتنمية الشاملة وجعل الجزائر تتبوّأ المكانة المستحقّة دوليا وكذا ثبات موقفها بالنسبة لمرحلة حقبة الاستعمار الفرنسي· وفي لقاء مع الصحافة على هامش أشغال هذه الدورة أكّد السيّد عبادو دعمه لنوّاب المجلس الشعبي الوطني بشأن المطالبة بإصدار قانون يجرم الاستعمار، مبرزا أن موقف المنظّمة في هذا الشأن ثابت لا رجعة فيه مهما كانت الظروف وكان قد صدر قبل موقف النواب· وذكر عبادو أن فرنسا كانت قد طالبت ألمانيا بالاعتراف بجرائمها في حقّ الشعب الفرنسي إبّان الحرب العالمية الثانية وبتقديم التعويضات له، ليتساءل كيف لا يحقّ للشعب الجزائري أن يطالب بحقّه ويحافظ على ذاكرة شهدائه· وقال المتحدّث إن اصدار النوّاب الفرنسيين لقانون تمجيد الاستعمار لا يعني أنهم أكثر وطنية من نواب المجلس الشعبي الوطني، داعيا نواب المجلس إلى مواصلة النضال الى غاية تمرير هذا القانون· من جهته، أكّد وزير المجاهدين السيّد محمد الشريف عبّاس في تدخّله أن السباق مازال متواصلا بيننا وبين فرنسا في ميدان كتابة التاريخ، مشيرا في نفس الوقت إلى أهمّية التذكير بالتاريخ الجزائري المجيد، وأكّد وزير المجاهدين أن تجربة الجزائر في كتابة التاريخ الوطني تحتاج إلى إثراء لاستكمال المدرسة الوطنية بما يتوفّر من وسائل علمية وتقنية حديثة، مشيرا إلى أن قطاعه يلتزم في حدود صلاحياته بمد يد العون في مجال كتابة التاريخ الوطني للوصول الى كتابة تتجاوز التقليد الى التجديد· وأضاف عباس في هذا الإطار أن التساؤل الذي يطرح نفسه في الوقت الحالي يتعلّق بالبحث عن الوجهات التي يتعيّن سلوكها في كتابة التاريخ من منظورالمصلحة الوطنية دون سواها· وقال الوزير إن التاريخ هو فنّ عزيز المذهب جم الفوائد وشريف الغاية مؤكّدا أنه أيضا مسؤولية ثقيلة لا يجب أن تترك في يد من يرى في الماضي مجرّد صفحة سوداء كما أنه لا خير في من يحولون أحداث الماضي إلى خلفيات وأحكام يرمون بها كبد الحقيقة ويحاولون من خلالها زرع الشقاق والخلاف دون أن يشعروا·