تعيش 50 عائلة بحوش مريوش ببلدية بئر توتة بالعاصمة الرعب بسبب خطر انهيار منازلها فوق رؤوسها في أية لحظة، نظرا لقدمها، وهشاشتها، حيث يساور تلك العائلات القلق خوفا من كارثة من شأنها أن تتسبّب في ردمهم تحت الأنقاض. أعرب السكان عن سخطهم وتذمّرهم الشديد اتجاه السلطات المحلية والولائية التي لم ترد على شكاويهم ولم تعر أي اهتمام للخطر الذي يواجه حياتهم، وناشدوها عبر صفحات "أخبار اليوم" من أجل التدخل العاجل لإنصافها من الموت المحتّم والمتربص بهم طالبين التفاتة من أجل تفادي حدوث كارثة بشرية يكون ضحاياها أناس أبرياء. وأضاف هؤلاء السكان أن خوفهم وقلقهم يزيد كلما حل فصل الشتاء بسبب هشاشة تلك المنازل التي بنيت بطريقة فوضوية منذ الحقبة الاستعمارية بالطين والقش مما جعلها مهددة بالانهيار في أول عاصفة تهب على الحوش، خصوصا مع تلك التصدعات والتشققات التي أصابت جدران وسقوف المنازل والتي بدأت تتناثر مع مرور السنوات ويضاف إلى معاناة هؤلاء مع خطر الانهيار تعيش تلك العائلات بذات الحوش في معاناة كبيرة مع غياب قنوات الصرف الصحي، مما انجر عنه حدوث أزمة القذارة بسبب اعتماد الطرق التقليدية على شكل حفر ومطامير تتسرب مياهها القذرة وتطفو فوق سطح الأرض عند امتلائها، مما ينجر عنه انتشار الروائح التي لا تطاق بالحوش والتي تسببت لهم في إصابتهم بمختلف الأمراض على غرار الطفح الجلدي والربو وغيرها، ناهيك عن الحشرات والجرذان التي تنتشر كالطفيليات وتتسرب إلى بيوت تلك العائلات. وأضاف السكان أن مسالك الحي يعد مشكل أخر حيث أنها تتواجد في حالة مهترئة كليا مما يصعب عليهم السير في تلك الحفر التي تتحول إلى برك من الأوحال في الشتاء أما في فصل الصيف فتتحول الطرقات إلى أتربة وتطاير الغبار ضف إلى جملة المشاكل المذكورة انتشار الأفاعي بالحوش التي باتت هاجس العائلات التي حرمت عليهم النوم وطعم الراحة بسبب الخوف من اللدغات خصوصا على أطفالهم الذين يجدون ضالتهم في اللعب وسط الحشائش والأحراش المحيطة به. وأمام هذه الأوضاع المزرية ومعاناة هؤلاء المواطنين مع حياة الفقر والذل التي يعيشونها بالحي طالبوا بتدخل السلطات المعنية من أجل إنصافها من خطر الموت المحتوم الذي يحدق بهم وترحيلها إلى سكنات لائقة تجعلهم يحسون أنهم ينتمون إلى هذه البلاد، أو منحهم عقود ملكية لتشييد سكنات لائقة تحفظ كرامتهم.