لازلت العائلات القاطنة بحوش مريوش ببلدية بئر توتة بالعاصمة تعيش هاجس الخوف والهلع من خطر انهيار منازلهم فوق رؤوسهم في أية لحظة ممكنة، نظرا لقدمها، وهشاشتها، والتي أضحت غير قابلة للصمود أمام العوامل الطبيعية لاسيما خلال الأسابيع الماضية أين عرفت التقلبات الجوية ارتفاعا محسوسا في الكوارث إما المادية أو البشرية بسبب الانهيارات المتتالية للبنايات المهترئة، وعلى إثرها تعيش تلك العائلات وسط هلع وتخوف دائم من حدوث كارثة من شأنها أن تتسبب في موتهم تحت الأنقاض إذ ما انهارت تلك المنازل على رؤوسهم. وفي هذا الصدد أعرب لنا هؤلاء عن امتعاضهم واستيائهم اتجاه السلطات التي لم تردّ على شكاويهم ولم تعر أي اهتمام للخطر المتربص بهم والذي زرع الرعب داخل قلوبهم ورفعوا استغاثتهم عبر صفحات (أخبار اليوم) من أجل التدخل العاجل لإنصافها من الموت المحتم ومن أجل تفادي حدوث كارثة بشرية. وأضاف هؤلاء السكان أن خوفهم وقلقهم يزيد كلما حل فصل الشتاء بسبب هشاشة تلك المنازل التي بنيت بطريقة فوضوية منذ الاستعمار، بالطين والقش مما جعلها مهددة بالانهيار في أول عاصفة تهب على الحوش، خصوصا مع تلك التصدعات والتشققات التي أصابت جدران وسقوف المنازل. وتعيش تلك العائلات بذات الحوش في معاناة كبيرة مع غياب قنوات الصرف الصحي، مما انجر عنه حدوث أزمة القذارة بسبب اعتماد الطرق التقليدية على شكل حفر تتسرب مياهها القذرة عند امتلائها، مما يؤدي إلى فيضانها عبر أرجاء الحي مما ينجر عنه انتشار الروائح الكريهة التي تسد الأنفاس والتي لا تطاق بالحوش، ناهيك عن أنها تسببت في إصابتهم بأمراض مختلفة، فضلا عن الانتشار المذهل للحشرات الضارة والحيوانات المؤذية على غرار الجرذان التي تتسرب إلى بيوت تلك العائلات مما زاد الأوضاع تعقيدا. ويضاف إلى جملة مشاكل السكان أن مسالك الحي تعد مشكلا آخر ضاعف من قلقهم، حيث أنها تتواجد في حالة مهترئة كليا مما يصعب عليهم السير في تلك الحفر التي تتحول إلى برك من الأوحال مع تساقط أولى قطرات الأمطار. ولإنهاء معاناة هؤلاء المواطنين مع حياة الفقر والذل التي يعيشونها بالحي المذكور يطالب هؤلاء بتدخل السلطات المعنية من أجل إنصافهم وإنقاذهم من خطر الموت المحتوم الذي يحدق بهم، ناهيك عن معاناتهم النفسية جراء القلق والرعب الذي يلازمهم منذ سنوات خلت، معلقين كل أملهم في تحقيق مبتغاهم وتجسيده على أرض الواقع وهو ترحيلهم إلى سكنات لائقة تجعلهم يحسون أنهم ينتمون إلى خريطة الجزائر كباقي المواطنين الذين يعيشون في عز ورفاهية. .