أمرنا الله سبحانه وتعالى ببر الوالدين وجعل برهما أحب الأعمال إليه بعد الصلاة التي هي أعظم دعائم الإسلام بعد الشهادتين، وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سألت النبي -صلى الله عليه وسلم-: أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟ قال: الصلاة على وقتها، قال: ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين، كما قال سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً (24) سورة الإسراء. والبر بالوالدين هو الإحسان إليهما قولا وفعلا ومعاملة، تكريما لهما ووفاء لفضلهما واعترافا بجميلهما. قال تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا). وعلى من يريد النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة وكسب الأجر العظيم من الله أن يشفق عليهما ويتذلل لهما وأن يترحم عليهما ويدعو لهما بما يفتح الله عليه، وليتذكر الإنسان شفقة أبويه وتعبهما في تربيته، ليزيده ذلك إشفاقا لهما وحنانا عليهما، وقال أحد الحكماء في هذا السياق: (راع أباك يرعاك ابنك).