هددت 50 عائلة قاطنة بجبل أبو ليلى الواقعة على مستوى بلدية الأبيار بالانتحار الجماعي أمام وزارة الدفاع في حالة إقصائها من عملية الترحيل وعدم استفادتها من سكنات لائقة خصوصا بعض العائلات التي لم تشملها عملية الإحصاء سنة 2007 بالرغم من أنها ضمن العائلات المقيمة بالحي القصديري منذ أزيد من 50 سنة. قام نزلاء هذا الموقع باحتجاجات كانت اغلبها سلمية بهدف إيصال أصواتهم للسلطات المحلية والعليا في البلاد حيث طالبوا بسكنات جديدة في أقرب وقت ممكن لأن وضعيتهم لا تحتمل التأجيل. وفي حديثهم مع "أخبار اليوم" أكد هؤلاء السكان أن حيهم يعد من أقدم الأحياء القصديرية بالعاصمة والذي يعود إلى أكثر من 55 سنة، حيث تداول الأجداد والأحفاد على السكن فيه ويقول السكان "إننا لم نكن ضمن الهاربين من جحيم الإرهاب والوثائق تثبت صحة قولنا "ورغم ذلك لازلنا نتخبط في أزمة السكن التي مازالت قائمة إلى حد اليوم رغم السنين ورغم المشاريع المتعددة التي استفادت منها معظم الأحياء القصديرية حتى الحديثة منها، علما أن أكواخ السكان أصبحت غير صالحة للعيش، وداخلها يحسون بالذل ويتذوقون مرارة تلك الحياة البائسة التي لا تصلح حتى للحيوانات حسب ما أعرب عنه هؤلاء ورغم الوضعية التي يعشونها، إلا أن حب الوطن راسخا في قلوبهم ويدفعون حياتهم ثمنا من اجل الراية الوطنية، ولم يفكروا يوما القيام بأعمال منافية أو تنديد لإيصال أصواتهم كما فعل سكان أحياء قصديرية أخرى ودائما أملهم في الله والسلطات كبير في منحهم الحق الشرعي ألا وهو السكن. فتلك المنازل أو بالأحرى غرفة واحدة لا تسع لأربعة أفراد تأوي 7 أشخاص من عائلة التي تم تشييدها بالقصدير والحطب يعيش فيها هؤلاء حياة صعبة أثقلت كاهلهم جراء غياب أدنى ضروريات العيش من ماء وكهرباء وغاز، ناهيك عن غياب قنوات صرف المياه التي تعد مصدر العديد من المشاكل على غرار انتشار المياه القذرة والتي تتسبب في روائح لا تحتمل مما ينجر عنها تعرض هؤلاء السكان للأمراض والأوبئة انه فعلا واقع مر ومؤسف أقل ما يقال عنه أنه وضع كارثي لا يليق بحياة إنسان. وأضاف محدثونا أن غياب قنوات الصرف الصحي اكبر كارثة وعائق مما اضطر هؤلاء إلى قضاء حاجتهم بصورة عشوائية نتج عنها حدوث تسربات للمياه القذرة، وتلك التراكمات للنفايات والأوساخ تسبب في انتشار الذباب وشتى أنواع الحشرات الضارة والتي ألحقت بعدة أمراض للأطفال الأبرياء نتيجة اللسعات السامة التي يتعرض لها يوميا، ناهيك عن تلوث المحيط الذي يعتبر الفضاء الوحيد الذي يجمع هؤلاء الأطفال للعب غير واعين ما تسببه تلك القاذورات والأوساخ على صحتهم. وللحديث عن المياه فحدث ولا حرج، فهؤلاء السكان البالغ عددهم قرابة ال 50 عائلة يضطرون يوميا إلى الاستنجاد بالأحياء المجاورة كحي الدكتور عبد الوهاب ويحي فرادي من أجل جلب قطرة ماء، فضلا عن غياب شبكة الكهرباء التي اضطر الكثير منهم إلى إيصالها بطريقة عشوائية، شكلت في العديد من المرات خطرا عليهم خاصة بعد تساقط الأمطار أين تحدث شرارة الكهرباء بسبب استعمالها العشوائي كادت أن تودي بحتف عدة عائلات بعد تساقط أولى قطرات من المطر بسبب شرارة كهربائية.