طالبت أكثر من 50عائلة تقطن بالمجمع السكني الطوبي بسيدي علي عيشون المتواجدة على بعد 5 كلم شرق مقر بلدية الكريمية وبنحو 30 كلم جنوب عاصمة ولاية الشلف من السلطات المحلية بتخصيص لهم حصة من السكن اللائق، حيث لا يزال سكان هذا التجمع يعيشون في ظروف اجتماعية مزرية منذ أكثر من 15 سنة ويعانون الأمرّين من انعدام كلي لقنوات الصرف الصحي وكذا تدهور سكناتهم الطوبية جراء العوامل الطبيعية، إذ يعيش هؤلاء السكان تحت أكواخ وبيوت هشّة ترابية تنعدم بها أدنى متطلبات الحياة الكريمة، خاصة في ظل الشتاء حينما تتحول هذه البيوت إلى برك جرّاء التساقطات المطرية التي تغمرها وتتسبب في كثير من الأحيان في إحداث خسائر مادية معتبرة وهو ما عرفه الحي خلال أمطار الربيع الماضي أين تضررت عدة سكنات. وحسب تصريحات سكان هذا الحي فقد لحق الضرر خمسة عائلات إثر الإنهيار الجزئي الذي أصاب مساكنهم الطوبية ولحسن الحظ لم تسجل وفيات وهو ما يضاعف من معاناة سكان هذه البيوت ولانعكاساتها الصحية نتيجة العوامل المناخية كالبرد القارس والأمطار الغزيرة شتاء والحر الشديد صيفا، ذلك في ظل انعدام أدنى الشروط الصحية داخل هذه البيوت وكذا تدهور المستوى المعيشي لأغلب هؤلاء السكان. وسعيا من السكان لحل مشكل قنوات الصرف الصحي باعتباره عاملا صحيا استنجدوا بالمطامير أي بحفر خنادق في الأرض كحل مفروض عليهم لاستقبال المياه المستعملة من طرف السكان، يحدث هذا في ظل تماطل السلطات المحلية لإيجاد حلول استعجالية لهذه الفئة التي حرمت من نعمة العيش الكريم. وللإشارة فإن هؤلاء طالت مدتهم في هذه السكنات وذاقوا طعم العيش المر إذ تفوق مدة إقامتهم في هذه الوضعية المزرية نحو 15 سنة أي منذ تدهور الأضاع الأمنية خلال العشرية السوداء بالمناطق الريفية الجبلية لولاية الشلف، وقد فر هؤلاء بجلدهم خوفا من بطش الإرهاب، لكن بعد طول المدة وعدم توفير سبل الاطمئنان لهؤلاء السكان حال دون بلوغ مبتغاهم وذلك بالرجوع إلى أراضيهم الفلاحية وخدمتها، إذ لا زال هؤلاء السكان يقطعون يوميا مسافات تزيد عن 30كلم ذهابا وإيابا وإلى مناطقهم الأصلية بني بوعتاب لخدمة بعض الأغراض الفلاحية، والجدير بالذكر بأن أغلب هؤلاء العائلات مستعدة للعودة إلى مواطنها الأصلية أرض الأجداد ولكن هذا لا يتم إلا بتوفير الشروط الضرورية للحياة خاصة منها الأمنية باعتبارهم يقطنون أماكن معزولة كمنطقة المراح، البادلية والعياشين التابعة إقليميا لبلدية الكريمية، فيما توجد فئة أخرى تابعة لبلدية بني بوعتاب، هذه الظروف أرغمت هؤلاء السكان على قبول حتمية العيش المرير، وعليه هي تطالب بتوفير السكنات اللائقة بهم ولا يهمهم موقعها بقدر ما يهمهم البحث عن صحة أبنائهم وتأمين المستقبل لهم كباقي أبناء هذا الوطن الحبيب.