مايا الخوري «أجيال» مسلسل لبناني جديد من 90 حلقة يُعرض على شاشة ال{أم تي في» اللبنانية، كتابة كلوديا مرشليان، إخراج فيليب أسمر، إنتاج مروى غروب. يقدّم قصصاً واقعية لنساء يعشن في مجمّع سكني واحد، ويجسّد نبض الشارع عبر يوميات أفراد مع ما يصادفهم من ظروف وأحداث. تشارك في المسلسل مجموعة من النجوم اللبنانيين الذين يتقاسمون البطولة، من أبرزهم: ورد الخال، باميلا الكك، ريتا برصونا، كارلا بطرس، داليدا خليل، جويل داغر، وداد جبور، نادين نجيم، سهى قيقانو، يوسف حداد، كارلوس عازار، يوسف الخال، مجدي مشموشي، جهاد الأطرش، وجيه صقر، ووسام حنا... يشكّل كل منهم قصة بحدّ ذاتها، فتسلَّط الأضواء على كل شخصية على حدة وتتوازى خطوط الأبطال الدرامية من حيث الأهمية وتتنوّع. جرأة غير مبتذلة تحدّد الكاتبة كلوديا مرشليان المسلسل بأنه يقدم الواقع كما هو، فهو درامي تارة وميلودرامي طوراً، ويعبّر عن الفرح والحزن والولادة والموت... «هو الحياة بكل أشكالها وألوانها، إذ لا يمكن تقديم هذا الكم من الحلقات من دون تقديم قصص متشعّبة ومختلفة مع الحرص على تجنّب الوقوع في التكرار». وعما إذا كان «أجيال» يتميّز بجرأة مسلسل «مدام كارمن» نفسها، تجيب مرشليان: «طبعاً هو جريء لكن ليست جرأته بطرح موضوع الجنس والقبلة إنما عبر طريقة معالجة المواضيع كافة. ركّز «مدام كارمن» (اقتصر على حلقات محددة) على موضوع الدعارة بينما يعكس «أجيال» الحياة الواقعية الملوّنة بشخصيات قد يكون بعضها مركبًا والبعض الآخر عادياً». الدراما، في رأي مرشليان، رسالة بحدّ ذاتها هدفها تعرية المجتمع وتصويره كما هو، بمشاكله وحلوله، بحلوه ومرّه، «باختصار، أحاول قول ما لم نقله منذ مئات السنين». علاقات متناقضة تؤدي ورد الخال دور مطلّقة تعشق الحياة وروح النكتة والفرح وترتبط بعلاقة مع مدرب سباحة (كارلوس عازار) أصغر منها سنًا ولا تخجل في المجاهرة بذلك على رغم معاناتها التي تعيشها عندما يحاول زوجها استرجاعها. ترى الخال أن القصص المتشعّبة في المسلسل تتحمّل هذا الكمّ الهائل من الحلقات، لكن ليس من الضروري برأيها أن يصبح هذا النوع موضة في الدراما اللبنانية، وتؤكد أن مشاركة النجوم في المسلسل تشكّل دافعًا قوياً له لأن كل واحد من هؤلاء سيجذب جمهوره الخاص. تضيف الخال: «المسلسل جريء في طروحاته وستفاجئ أحداثه المشاهد، فهو يعبّر بواقعية ووضوح عن مجتمع عصري غير متخلّف ويصوّر نماذج متنوّعة بجرأة غير مبتذلة تأتي في سياق طبيعي ومنطقي يخدم فكرة النص». بدوره، يجسّد مجدي مشموشي شخصية أفّاق، صاحب سوابق يخرج حديثًا من السجن ويعمل على استعادة (ورد الخال) طليقته وولديه، «هذه الشخصية ذات نكهة جديدة» وفق تعبيره. يشير مشموشي إلى أن المسلسل يركّز على البطولة الجماعية وهذا ما تسعى إليه بلدان عربية عدّة في الدراما اليوم، ويوضح «أن الجمهور اللبناني معتاد على الحلقات الدرامية الطويلة مع المسلسلات التركية والأميركية ومع الكاتب اللبناني شكري أنيس فاخوري في «العاصفة تهب مرتين» و{نساء في العاصفة»، لذلك عدنا إلى تقديم هذا النمط الدرامي واستكماله بعدما توقّفنا عنه فترة طويلة». يتمنّى مشموشي أن يستحوذ المسلسل على إعجاب المشاهدين لأنه يتضمن مجموعة قصص تقارب المجتمع اللبناني وثمة أمور كثيرة قد تحاكي كل واحد منا. شذوذ ومثاليّة تؤدي كارلا بطرس دور سيدة أعمال لبنانية تقيم في كندا، وتسكن المجمّع السكني الذي يضم ثمانية منازل لكل منها قصة من الواقع، «إلا أن بعضها قد يشكّل صدمة للمشاهد» بحسب تعبيرها. وتضيف أن الممثلين اليوم هم العامل الأكبر في نجاح المسلسل لأنهم يستقطبون عبر أدائهم أكبر نسبة من المشاهدين، من هنا لم يعد الاتكال على بطل واحد في المسلسل. تشير بطرس إلى أن المسلسلات الطويلة نمط جديد في الدراما اللبنانية فيما هو منتشر في الخارج، لافتة إلى أن «أجيال» سيحقّق نجاحاً ونسبة مشاهدة كبيرة لأنه يطرح المشاكل الحياتية اليومية. تؤكد بطرس أن دورها يختلف عما قدمته سابقًا، إذ تسعى دائمًا إلى ما يشفي فضولها التمثيلي، تقول: «قد لا تعجب قصّتي البعض لأنها مختلفة عن أدواري السابقة، خصوصًا أنني أجسّد شخصية امرأة ذات ميول شاذة، من هنا يُعتبر دوري جريئاً من حيث الفكرة، مع أنني أنفر من هذه الكلمة لأنها باتت توازي العري، ولم يسبق أن قُدم في أي مسلسل، لذا قد لا يتقبّله المشاهدون، ما يشكّل تحدياً لي كممثلة تحاول إقناع المشاهد بأدائها وأتمنى أن أكون عند حسن ظنّه». وتؤدي سهى قيقانو دور «أم وسام»، امرأة عراقية مسلمة متديّنة ومحجّبة تعيش في لبنان وتتابع أخبار عائلتها والأوضاع الأمنية في العراق. هذه المرأة، وفق قيقانو، مثالية في التصرّف والمعاملة وتصغي إلى مشاكل المحيطين بها وتسدي النصائح إليهم. تتمحور قصّتها حول حياتها مع ابنها الذي تتمنى أن يكون مثالياً فيما هو بعيد عن ذلك تماماً. شخصيّة مركّبة تؤدي باميلا الكك دور كاتبة مسلسلات وهي شخصية صعبة، مركبة، غير مستقرة، متفلسفة لكنها عنيدة عن حق وليست ضائعة، تعاني من عقد قديمة وتسعى إلى حلّ المشاكل التي يقع فيها الآخرون وتسدي إليهم النصائح. تتوقّع الكك النجاح لهذا الدور، إذ «طالما نلت إعجاب الصحافة في أدواري الجريئة فكيف بالحري في هذا الدور الذي أعكس فيه شخصية الفتاة اللبنانية بتصرّفاتها وتفكيرها». ترى الكك أن ما يميّز «أجيال»، النضوج على صعيد الكتابة والإخراج والإنتاج والتجانس بين الممثلين الذين شاركوا سوياً في أكثر من عمل والواقعية في تصوير المجتمع اللبناني.