يعتبر فصل الصيف فصل الحرارة والعطش ولكن الأمر يزيد صعوبة عندما يتخلل رمضان فصل الحر، أين يتعين على الفرد شرب كميات كبيرة من المياه ما بين الإفطار والسحور، لهذا نجد الكثير من الأطباء ينصحون كبار السن من المرضى بعدم الصوم حتى لا يؤدوا بأنفسهم إلى التهلكة، ولكن هؤلاء لا يحبذون الإفطار ظنا منهم أنهم ينتهكون حرمة الشهر الفضيل. عتيقة مغوفل تجوّلنا ببعض شوارع العاصمة أين التقينا بعدد من المواطنين خصوصا كبار السن منهم والذين سألناهم عن كمية المشروبات التي يستهلكونها في الشهر رمضان لسد عطش 16 ساعة من الصيام، وهل سمح لهم الأطباء بالصيام خصوصا وأن بعضهم يعانون من أمراض مزمنة ويشربون أدوية لا يمكن الاستغناء عنها أو تغيير أوقات شربها. "أصوم رمضان رغم أن الطبيب منعني" أول من التقينا كان عمي عمر الذي يبلغ من العمر 73 ربيعا مصاب بمرض السكري وضغط الدم وبالطبع يشرب الأدوية الخاصة بهاذين المرضين، وذلك مرتين في اليوم مرة على الغذاء والثانية على العشاء وسط الأكل حتى لا يتسبب له الدواء بمضاعفات، سألناه عن كميات الماء التي يشربها يوميا في فصل الصيف، فأجابنا (على أقصى تقدير أشرب لتر ونصف من الماء يوميا وذلك لأنني أشعر بالعطش كثيرا، وفي مرات عديدة عندما أكون أسير في الشارع وأحس بعطش شديد أضطر إلى شراء قارورة من المياه المعدنية حتى أروي عطشي، عدنا وسألناه مرة أخرى هل يسمح له الطبيب بصيام شهر رمضان أجابنا قائلا: منعني الطبيب من صيام شهر رمضان منذ 5 سنوات لكني لم أتبع نصيحته، فكل سنة يوصيني الطبيب بعدم الصيام ولكني أصوم دون أن أبالي)، وعن مواعيد الدواء قال أنا أغيرها كما أريد فأشرب دوائي وقت الإفطار وآخذ البقية وقت السحور، وبهذا أكون في صحة جيدة). "ألتمس رخصة الله في الإفطار بسبب مرضي المزمن" أما السيدة دليلة البالغة من العمر67 ربيعا، واحدة من سكان بلدية القصبة ونظرا لرطوبة المكان أصيبت السيدة دليلة بمرض الربو، تضطر إلى استعمال الفونتولين عدة مرات في اليوم، خصوصا إذا تمشت كثيرا، تشعر بضيق في التنفس حاد لذلك هي لا يمكن لها أن تخرج من البيت من دونها، طلبنا منها إن كانت تصوم رمضان فقالت: أنا كنت أصوم الشهر الفضيل حين كانت يحل علينا أيام الشتاء، ولكن ومنذ أن أصبح يحل فصل الصيف منعني الطبيب، من أن أصوم وفعلا هو ما فعلته خصوصا بعد أن سأل ابني إمام المسجد وأفتى له الإمام بجواز الإفطار، فالإفطار رخصة من رخص الله التي شرّعها للمرضى شهر الصيام، حفاظا للنفس ويعني هذا الحفاظ على حياة المسلم). وللأطباء رأي آخر في الموضوع ولمعرفة رأي الأطباء في صيام المرضى شهر رمضان مع منعهم الأطباء عن ذلك خصوصا عند حلوله فصل الصيف والعطش، ربطت (أخبار اليوم) اتصالا هاتفيا بالدكتور سعيد خالد رئيس الاتحاد الطبي الجزائري، الذي شرح لنا أنه من الضروري استهلاك الماء بكميات كبيرة خصوصا عند ارتفاع درجات الحرارة بين فترتي السحور والفطور، لأن ذلك سيمنح الجسم الرطوبة الكافية وبالتالي يكسب الجلد الليونة ويجدد حيوية كل خلايا الجسم، كما يحافظ على بريق العينين، ويعمل أيضا على تخليص الدم من السموم والرواسب وتنشيط الجهاز الهضمي وعملية إخراج الفضلات من الجسم، وكذلك تعويض كل ما يفقده من سوائل عن طريق التعرق والتبول وحتى لا يجف جسم الفرد. ومن جهة أخرى فقد رأى الدكتور سعيد خالد من خلال اتصال هاتفي الذي ربطناه به أن الإنسان يحتاج إلى 2 أو 3 لتر من المياه يوميا من أجل تغذية الجسم وتنشيطه وكذلك مساعدة الكلى على تصفية الدم، لأن الإنسان يفقد الماء كثيرا خصوصا عندما ترتفع الحرارة، لذلك يتعين على كبار السن الذين يعانون من الأمراض كارتفاع ضغط الدم وداء السكري، وكذا الربو عدم صيام الشهر الفضيل خصوصا أيام الحر لأن ذلك سيؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة كالقصور الكلوي الحاد وكذا جفاف خلايا الرأس ما يؤدي إلى الإصابة بجلطة دماغية خصوصا عندما يقوم المسن بتغيير أوقات أخذ الدواء وحده دون استشارة الطبيب ومن تلقاء نفس غير مدرك بالخطر الذي يمكن أن يحدق به. بالإضافة إلى هذا يفضل أن لا تصوم الحوامل شهر رمضان هذه السنة إلا بعد استشارة الطبيب لأن ذلك قد يؤدي بحياة الجنين إلى الخطر، فالصيام وتحمل العطش الشديد يؤدي إلى تعرض الجنين للجفاف، مما يصيبه بتشوهات خلقية لذلك لا بد على الحوامل استشارة الطبيب وعدم الصيام إذا منعن من ذلك.