حذر السفير السوداني في الاممالمتحدة من ان اجراء الاستفتاء على استقلال منطقة ابيي المتنازع عليها بدون اتفاق مسبق مع حكومة الخرطوم سيعني "عودة الى الحرب" في السودان. وفي غضون ذلك اختار الجنوبيون في السودان هذا الاسبوع المرشحين للمشاركة في التصفية النهائية لمسابقة "النشيد الوطني"، مع اقتراب موعد الاستفتاء حول استقلال الجنوب. ويقول ميدو صامويل احد ثلاثة مؤلفين موسيقيين تم اختيار اعمالهم للتصفية النهائية من بين 36 عملا تقدموا للمسابقة: "انها لحظة تاريخية. ان يكون لنا نشيد وطني يعني بالنسبة لي انني نلت اخيرا حريتي؟". واوضح رئيس اللجنة التي تتولى تنظيم المسابقة، ان الحكومة والجيش والرئاسة في جنوب السودان ستختار الآن من بين الاناشيد الثلاثة التي تشارك في التصفية النهائية. واصبحت كلمات النشيد التي اختارها مسؤولون عسكريون وحكوميون معروفة، وهي تحيي ضحايا الحرب الاهلية بين الشمال، ذي الغالبية المسلمة، والجنوب الذي يدين اكثرية سكانه بالمسيحية. ويقول مقطع من النشيد "ايها المحاربون السود (...) قفوا في صمت واجلال لتحية ذكرى ملايين الموتى الذين قامت فوق دمائهم اساسات امتنا". ويدعو مقطع اخر الى ان "ينشدوا اناشيد الحرية بفرحة، فالسلام والحرية والعدالة ستسود الى الابد". ويتعافى جنوب السودان من حرب اهلية دامت اكثر من عقدين (1983-2005) مع الشمال، وهو نزاع اوقع مليوني قتيل. وكانت حرب اهلية اندلعت من قبل بين الشمال والجنوب واستمرت من 1955 حتى 1972. ويقضي اتفاق السلام الشامل، الذي تم توقيعه في 2005 باجراء استفتاء لتقرير مصير الجنوب في التاسع من يناير المقبل سيختار خلاله الجنوبيون بين الاستقلال او البقاء ضمن السودان الموحد. ويزداد الحماس كل يوم في جنوب السودان مع اقتراب موعد الاستفتاء، الذي قد يؤدي إلى تقسيم اكبر بلد في افريقيا من ناحية المساحة وقيام دولة جديدة في قلب هذه القارة. وقال امين الحركة الشعبية لتحرير السودان (حركة التمرد الجنوبية السابقة) باقان اموم عند اطلاق المسابقة، ان هذا النشيد الوطني يعكس روح الجنوبيين "الذين لم يقبلوا ابدا الخنوع من دون مقاومة؟". واضاف ان "الجنوبيين موحدون في تطلعهم الى الحرية". وتابع "في التاسع من يناير سنكون احراراً وسنمد يد الصداقة الى كل شعوب الارض، وخصوصا اهل شمال السودان الذين اساءت نخبتهم قيادتنا". وكان الاعلان هذا الصيف عن مسابقة من اجل تلحين النشيد الوطني الجنوبي، قد اثار استياء العديد من قادة الشمال الذين رأوا فيه خرقا لاتفاق السلام الذي يقضي بالتشجيع على الوحدة حتى موعد اجراء الاستفتاء.