أعلنت الولاياتالمتحدة، أول أمس الثلاثاء، عن تعليق المفاوضات بشأن تطبيع العلاقات مع السودان• وذكر راديو " بي بي سي" البريطاني، مساء أول أمس ذاته، أن هذا الإعلان جاء في أعقاب وقوع أعمال عنف يمكن أن تهدد اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه في عام 2005 بين حكومة جنوب وشمال السودان• كما نقل الراديو البريطاني عن "ريتشارد وليامسون"، المبعوث الأمريكي الخاص الى السودان قوله " إن كلا من الحكومة السودانية ومتمردي الجنوب السابقين ليس لديهم الرغبة في التوصل إلى سلام له معنى فيما لم يتطرق الراديو الى أية تفاصيل أخرى بهذا الصدد" • من جهة أخرى، حذر "ديفيد جريسلي"، المنسق الإقليمي في الأممالمتحدة لشؤون جنوب السودان، من تدهور الوضع الأمني في البلاد وقال إن جنوب السودان وشماله باتا "على حافة حرب أهلية من جديد"• وقال المسؤول الدولي أن حشود القوات من كل من شمال السودان وجنوبها تتجه إلى منطقة وسط البلاد، الأمر الذي يهدد بانهيار اتفاقية السلام التي تم التوصل إليها بين الطرفين عام 2005• وقال "جريسلي" في لقاء مع "بي بي سي" أن القوات بدأت تحتشد على مشارف المنطقة المتنازع عليها وسط البلاد؛ حيث اندلع قتال بين الطرفين الشهر الماضي• يُذكر أن الحكومة السودانية كانت قد وقعت اتفاق السلام المذكور مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بعد عقود من النزاع المسلح بين الطرفين• وقال "جريسلي" أن عمليات حشد القوات في منطقة أبيي الغنية بالنفط قد تؤدي إلى تدمير عملية السلام برمتها وإدخال البلاد في أتون نزاع مسلح خطير• في غضون ذلك، قال مراسل "بي بي سي" في السودان أن فريقا من مجلس الأمن الدولي يزور البلاد على أمل أن يتوصل إلى إيجاد حل للصراع الدائر في منطقة أبيي، وذلك في خطوة تشير إلى تدهور الثقة بين الأطراف المتصارعة في المنطقة• وأضاف المراسل أنه من المتوقع أن يجري أعضاء الفريق الأممي لقاء في الخرطوم مع وزير الخارجية السوداني بعد أن كان قد التقى يوم أول أمس الثلاثاء مع "سلفا كير"، زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان الذي يشغل في الوقت ذاته منصب النائب الأول للرئيس السوداني "عمر حسن البشير"• وكان البشير قد اقترح الجمعة الماضية حل الإدارة المشتركة لمنطقة أبيي المتنازع عليها بين حكومة الخرطوم والإدارة الجنوبية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي• من جهة ثانية، أدان "البشير" قرار الولاياتالمتحدة القاضي بتعليق المحادثات بشأن تطبيع العلاقات بين البلدين•