في الوقت الذي يخيّم فيه صمت رهيب على المنتخب الوطني الأوّل لكرة القدم وكأن الهزيمة التي بها في المواجهة الأخيرة أمام منتخب إفريقيا الوسطى قد أفسدت كلّ ما هو جميل في الخضر، نجد الاتحاد المغربي يخوض سباقا ضد الساعة من أجل ترتيب بيت منتخب أسود الأطلس· فحتى وإن كان يفصلنا عن المواجهة المرتقبة بين المنتخبين الجزائري والمغربي خمسة أشهر كاملة، وهذا برسم الجولة الثالثة من إقصائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة 2012، حيث أقنع رئيس الاتحاد المغربي ما لا يقلّ عن خمسة لاعبين من أصول مغربية تنشط في البطولات الأوروبية، ثلاث منها في الدوري الإفريقي واثنين في الدوري الهولندي وآخر في الدوري الإنجليزي، فيما تتواصل المفاوضات مع لاعبين آخرين واحد ينشط في الدوري اليوناني وآخر في الدوري الألماني من أجل ضمّهم إلى تشكيلة المنتخب تحسّبا لمباراة منتخبنا وقهر فرسان الصحراء، إضافة إلى رئيس الاتحاد المغربي وما يقوم به للمّ شمل لاعبيه، راح مدرّب الأسود الجديد البلجيكي غيرتس يتوّعد منتخبنا الوطني بقوله: سنقهر منتخب الجزائر، وأن ورقة التأهّل لنهائيات كأس أمم إفريقيا لن تكون إلاّ من نصيب أسود الأطلس· لكن وبما أن الساهرين عندنا يواصلون التزام الصّمت بخصوص مستقبل العارضة الفنّية للمنتخب الوطني، خاصّة بعد أن تأكّد جليا من خلال ما لمّح إليه المشرّف الأوّل على المنتخب الوطني محمد روراوة من أنه سينتدب مدرّبا أجنبيا إلى جانب عبد الحقّ بن شيخة، لكن السؤال الذي قد يطرحه الكثيرون هو: لماذا يواصل روراوة السكوت على مستقبل الخضر وهو يعلم علم اليقين أن بلوغ النّهائيات المقبلة لكأس أمم إفريقيا لن يمرّ إلاّ عبر هزم المنتخب المغربي ذهابا وإيّابا، وعدم تضييع أيّ نقطة أمام تنزانيا وإفريقيا الوسطى؟ وفي انتظار أن يستيقظ روراوة من سباته العميق الذي عوّدنا عليه قبل كلّ محطّة يقوم بها منتخبنا الوطني، علينا أن نعترف بأن ما ينتظر منتخبنا الوطني لبلوغ أمم إفريقيا 2012 أكثر ممّا كان ينتظره في مثل هذه الأيّام من العام الماضي لبلوغ مونديال جنوب إفريقيا·