هناك مثل شعبي يقول "العود اللي تحڤروا يعميك" تُرى هل سينطبق هذا المثل على لقاء اليوم الذي سيوضع منتخبنا الوطني الجزائري لكرة القدم في عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى بانغي، أمام منتخب هذا البلد برسم الجولة الثانية من تصفيات كأس أمم إفريقيا المزمع عقدها مطلع عام 2012 في كل من جمهورية الغابون وغينيا الإستوائية؟صحيح أنّ مستضيف منتخبنا الوطني جد متواضع ولا وجود له في ترتيب "الفيفا"، إذ يحتل المراتب الأخيرة، لكن هل بمقدور لاعبينا سلب نقاط الفوز؟ ذلك هو السؤال الذي ارتأينا أن نطرحه على أكبر عدد ممكن من الجزائريين، فحتى وإن اختلفت إجابات الكثيرين إلا أنّ جميع الآراء تصب في دلو واحد، نعم منتخبنا سيفوز بلقاء اليوم، والكل يجمع أنّ منتخب إفريقيا الوسطى في متناول لاعبينا، فالمنتخب الذي أسال العرق البارد للمنتخب الإنجليزي وأبكى المصريين مرتين العام الماضي مرة بمدية الورود البليدة، ومرة بأم درمان بالسودان، والمنتخب الذي لقّن الإيفواريون بقيادة دروغبا درسا في أبجاديات كرة القدم، والمنتخب الذي قدم مباراة بطولية أمام المنتخب الأمريكي في المونديال التحير، باستطاعته هزم منتخبا بحجم إفريقيا الوسطى، لكنت وكما عودتنا دوما "الساحرة" كثيرا ما تعطى ظهرها للأندية الكبيرة، وتبكي جماهيرها، وما حدث لمنتخبنا في مواجهته الرسمية الأخيرة أمام منتخب تنزانيا لدليل عن ذلك، حيث اكتفى بتعادل أشبه بالخسارة أمام منتخب اسمه تنزانيا وهو الآخر جد مغمور على الساحة. سنفوز بثلاث أهداف لصفر أول من التقينا بهم كانوا أربعة أفراد من مدينة الورود البليدة، ارتأينا أن نخترق مجلسهم، ونسألهم بخصوص رأيهم في مباراة اليوم، وقد أجمع هؤلاء الشبان أنّ الفوز لن يفلت من منتخبنا طالما أنّ المنافس ضعيف. يقول محمد. س من حي ولاد يعيش ويبلغ من العمر 26، إنه يتوقع أن يفوز المنتخب الوطني بلقاء اليوم بنتيجة ثلاثة أهداف لصفر، ويذهب هذا المناصر الوفي الذي قال لنا أنه لم تفته أي مباراة خاضته العناصر الوطنية بملعب تشاكر بالبليدة، على أن عبد القادر غزال سيكون نجم مباراة اليوم، وسيكفر عنه أخطائه وسيوقع هدفين، فيما سيأتي الهدف الثالث من قدمي اللاعب جمال عبدون، وحسب هذا المناصر أن فرصة هذا الأخير كبيرة لفرض مكانته ضمن التشكيلة الأساسية، وإذا عرف كيف يستغلها أحسن استغلال ليكون أحد نجوم المنتخب الوطني مستقبلا. من جهته، عبد الرزاق ناجي القاطن بإحدى أحياء مدينة البليدة، لم يختلف عن صديقه بخصوص رأيه في لقاء اليوم إذ قال: "أنا على يقين أنّ الفوز لن يفلت من منتخبنا وأتوقع أن يسجل الفريق الوطني ثلاثة أهداف كاملة، وسيقدم لاعبونا مباراة في القمة، فحتى وإن كانت المباراة ستلعب في أجواء غير عادية كالحرارة وسوء أرضية الميدان التي لا تصلح لممارسة كرة القدم حسب ما اطلعت عليه من الجرائد الوطنية، إلا أنّ هذا لن يشكل عقبة في وجه لاعبينا وسيحققون فوزا ساحقا يعيدون به البسمة إلى جميع الجزائريين". على غرار هذين الشابين، محمد. ج ورضا عبدللي يتفقان من زميليهما السابقين بخصوص رأيهما في لقاء اليوم. يقول محمد. ج "الروح القتالية التي يتسلح بها اللاعبين وتغيير الطاقم الفني بقدوم بن شيخة ورحيل رابح سعدان عاملان مهما للاعبين من أجل طرد نحس الإخفاقات التي تطاردهم منذ مدة، فقد حان الوقت يقول ذات الشاب البالغ من العمر 31 واحد من الذين تنقلوا إلى جنوب إفريقيا لمناصرة منتخبنا في المونديال، فهو يرى أنّ منتخب إفريقيا الوسطى في متناول لاعبينا ولا يشك في قدرتهم في عدم كسبهم نقاط الفوز، ويشاطر هذا الشاب زميليهما السابقين حين رشحا معا فوز منتخبنا بلقاء اليوم بنتيجة 3/0. من جانبه، رضا عبد اللي ذات التاسعة والعشرين من عمره، طلب منّا أن نذكر اسمه كاملا لعشقه الأبدي لجريدة "الشباك"، وكم كانت فرحته حين أكدنا له أننا سنقوم بنشر رأيه في عدد اليوم، حينا راح يقول بشأن المنتخب الوطني بلغة عربية فصيحة جميلة، الفضول جعلنا نسأله عن مستواه الدراسي فرد علينا أنه حاصل على شهادة ليسانس في اللغة العربية، وهو ينتظر رد طلب تقدم به إلى أكاديمية البليدة قصد الحصول على وضيفة في سلك التعليم. يقول رضا بشأن لقاء اليوم "أتعجب من بعض الأقلام الصحفية التي جعلت من لقاء اليوم أشبه من لقاء إنجلترا أو الولاياتالمتحدةالأمريكية، فلماذا أخذ منتخب إفريقيا الوسطى كل هذا الحيز الكبير من التعاليق؟، وهو لا يستحق أكثر من ربع ذلك، كونه منتخبا عاديا ولا يملك لاعبيه من الإمكانات التي تؤهلهم للوقوف في وجه لاعبينا، وأنا على يقين أنّ المنتخب الوطني سيكسب المباراة بنتيجة كما قال لك من قبل جميع زملائي بالفوز بنتيجة ثلاثة أهداف لصفر". تركنا هذه المجموعة الشبانية، وهم يتشوقون لقراءة أرائهم في هذا العدد، واتجهنا إلى مجموعة شبانية ثانية ودائما بمدينة الورود البليدة، وإليكم أراء هؤلاء. لاعبو إفريقيا الوسطى محدودي الإمكانات ولا يمكن مقارنتهم بمستوى عناصرنا جمال ناصري، البالغ من العمر 32 سنة أستاذ في الطور التعليمي الأول، وصف لقاء اليوم بمثابة فرصة ثمينة للاعبين الجزائريين لطي الإخفاقات الماضية، فحان الوقت يضيف يقول هذا الشاب لكسب أول انتصار بعد طول انتظار، فلا يعقل أن يفشل المنتخب الذي مثل العرب في المونديال الأخير في كسب الفوز أمام منتخب ضعيف ولا يملك من الإمكانات التي تؤهله لهزم منتخبنا، فالوجه الذي ظهر به لاعبوه في مباراتهم الأخيرة أمام المنتخب المغربي، حتى وإن كانت قد فرض التعادل على المغرب إلا أنّ ذلك لا يمكن وصف هذا المنتخب بالقوي، فشتان بين مستوى لاعبيه ومستوى لاعبينا، وسنفوز بإذن الله. وبإذن الله تعالى راح يقول زميله عبد الكريم. ك وهو الآخر أستاذ في الطور التعليمي الأول، ولاعب سابق في جميع الأصناف الشبانية لفريق اتحاد البليدة، لكن دراسته أبعدته من مواصلة ممارسته لرياضته المفضلة كرة القدم، فاختار الدراسة عن الرياضة، وهو لم يندم على ذلك بالرغم من أنه لمَ لا يزال يبحث عن سكن ليكمل نصف دينه. يقول هذا الشاب "المنطق يرشح المنتخب الوطني لكسب مباراة اليوم، لكن هناك عوامل خارجية قد تعقد من مهمة لاعبينا، فرغم الغيابات العديدة المسجلة ضمن التشكيلة الوطنية كزياني، مطمور، بودبوز وڤديورة، إلا أنّ ذلك لن يمنع بقية العناصر التي سيختارها الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة من تعويض هذا النقص، وأنا على يقين أن لاعبا مثل خالد لموشية وباعتباره يملك الخبرة والتجربة في مثل هذه اللقاءات سيكون قادرا على تقديم مباراة كبيرة، شأنه شأن جمال عبدون الذي أتمنى أن يكون ضمن التشكيلة الأساسية باعتباره يملك من المؤهلات التي تسمح له بتقديم مباراة في المستوى، خاصة في ظل بروزه الملفت لانتباه في ناديه "لايوناتي الجديد" ناصري قال إن الفريق الوطني سيفوز بهدفين لواحد. إذا خسرنا مواجهة اليوم فعلينا بالانسحاب تركنا مدينة الورود، وقصدنا العاصمة، لمعرفة أراء بعض الشباب بخصوص لقاء اليوم، وأول من طلبنا رأيه كان الشاب سمير نايلي من حسين داي التقي قبالة محطة القطار بحسين داي "المنتخب الوطني سيفوز في لقاء اليوم، وأنا أشم رائحة الفوز وأتوقع أن تنتهي المباراة بفوز فريقا بنتيجة هدفين لصفر أو هدفين لواحد، أما إذا قدر الله وفشل لاعبونا في كسب نقاط اللقاء، فأطالب الساهرين على المنتخب سحبه من المنافسات الدولية، فلا يعقل منتخبا شارك في نهائيات كأس العالم الأخيرة ووقف الند لند في وجهة الآلة الإنجليزية وقدم لقاء في القمة أمام المنتخب الأمريكي، قهر قبل ذلك المنتخب المصري في السودان أن يفشل في هزم منتخب بحجم إفريقيا الوسطى فشتان بين هذا الأخير ومنتخبنا الوطني". وقبل أن يواصل هذا الشاب كلامه راح زميله عبد القادر. د، ليوقفه بقوله "لقد أضحكني أداء لاعبي منتخب إفريقيا الوسطى في لقائهم الأخير أمام المغرب، كون طريقة لعبهم لا تزال بدائية وهي أشبه بتلك الطريقة التي كانت تمارس بها كرة القدم قبل قرن من الآن، المهم بالنسبة للاعبي هذا المنتخب أمام المغرب كان من أجل إنهاء اللقاء بالتعادل وكفى، حيث تكتلوا جميعهم في منطقتهم وعلى مدار اللقاء هدفهم كان تشتيت الكرة إلى أي اتجاه كان، لذا يجب أن لا نخشى منتخبا لا علاقة للاعبيه بكرة القدم الحديثة، وأنا أتوقع فوز منتخبنا بنتيجة عريضة". ويضيف هذا الشاب قائلا: "إذا فشل لاعبونا في تحقيق الفوز فعليهم أن يعود كل لاعب لناديه دون أن يعرجوا على الجزائر فلسنا بحاجة إليهم مستقبلا، فليرحلوا عنّا". لقاء اليوم فرصة للاعبين لطرد نحس الإخفاقات حتى وإن كانت مباراة اليوم تلعب بعيدا عن الجزائر وفي ظروف مناخية، يمكن وصفها بالسيئة إلا أن ذلك لم يمنع المنتخب الوطني بكسب نتيجة المباراة وتحقيق أول ثلاث نقاط في التصفيات. بهذه الكلمات راح المناصر الوفي لفريق نصر حسين داي بن ساسي محمد يدلي لنا برأيه في لقاء اليوم مضيفا "لا يوجد أي عذر للاعبين إذا فشلوا في كسب لقاء اليوم، خاصة مع رحيل المدرب رابح سعدان وتعويضه بعبد الحق بن شيخة وتوفير كل الإمكانيات لهم خاصة المادية، لذا أرى أن الفوز أقرب جدا من منتخبنا عن المنتخب المحلي، وهي فرصة لا تعوض للاعبينا من أجل طرد نحس الإخفاقات الذي يطارد "الخضر" بداية من نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة، وإذا لم نفز فهذا يعني أننا لا نملك منتخبا وطنيا". "وإذا لم نفز في لقاء اليوم فهذا يعني أننا لا نملك منتخبا وطنيا"، هذه العبارة رددها ليّ أكثر من مناصر طلبت رأيه بخصوص لقاء اليوم، ومن بين هؤلاء الشاب آيت عبد العزيز وليد التقى بحي بلكور، قال ليّ وهو يتصفح جريدة "الشباك"، "الربحة اليوم ما فيهاش هدرة"، حان الوقت للفوز، وإذا لم يفز منتخبنا معنى هذا لا نملك منتخبا وطنيا، ويجب حله، فالمنتخب الذي لا يقدر على هزم إفريقيا الوسطى فمن هو المنتخب الذي سيفوز عليه مستقبلا". زميل هذا الشاب واسمه يحيى روابح، لم تختلف رؤيته للمنتخب الوطني عن جل من التقيناهم إذا يقول هذا الشاب "صحيح أنّ الفوز في متناول لاعبينا بالنظر لتواضع منتخب إفريقيا الوسطى، فأنا ضد من يقول إن هذا المنتخب قدم مباراة كبيرة في لقائه أمام المغرب فلم يقدم أي شيء فلاعبوه محدودي الإمكانات، ولا يمكن وضع أحسن لاعب في منتخب إفريقيا الوسطى في كفة لاعب احتياطي في الفريق الوطني، لهذا أرشح منتخبنا لكسب نقاط اللقاء، وإذا فشل في الفوز فمعنى هذا أننا لم يبق لنا منتخبا ويجب أن يتم حله". منتخبنا سيفوز لكن حذاري... وقبل وأن نضع نقطة لنهاية هذه الاستجوابات ونعود إلى مقر الجريدة لتدوين كل ما استقيناه من الآراء لنشرها في عدد هذا اليوم، كان لنا لقاء مع بعض الشباب بأعالي العاصمة بالأبيار، حيث حذّر بعض الشباب لاعبو منتخبنا من مغبة سقوطهم في الغرور. يقول الشاب رشيد. و "لم تعجبن تصريحات الكثير من اللاعبين بقولهم أنهم لا يخشون منتخب إفريقيا الوسطى وعلى أنّ الفوز لن يفلت من أيديهم، جميل جدا أن نسمع مثل هذا الكلام من لسان المعنيين بالمرّ لكن الأجمل من كل هذا أن يجسدوا ذلك في المباراة وينهونها بالفوز، لكن يظهروا بنفس المستوى الذي ظهروا به في مباراتهم الأخيرة أمام تنزانيا وقبل ذلك في لقائهم الودي أمام الغابون، فذلك الذي يجعلني أشد الناقمين على العناصر الوطنية، لذا أحذرهم من مغبة السقوط في الغرور". على غرار هذا الشباب الذي طالب من خلاله كلامه السلف الذكر بعدم السقوط في الغرور من المنافس، زميله محمد. ط يعتبر أنّ لقاء اليوم صعبا ليس لكون اللقاء يجرى خارج الجزائر، أو لكون المنافس كان قد فرض التعادل على المنتخب المغربي لكن لتوقيت التي جاءت فيه المباراة، فتمنيت لو كان خاض منتخبنا مباراة ودية فور قدوم بن شيخة، حيث كان سيسمح له بدراسة النقائص العديدة التي تعاني منها التشكيلة الوطنية، لكن أن يخوض الفريق لقاء رسميا وخارج الجزائر، ويأتي بعد التعثر وفي الجزائر أمام منتخب تنزانيا الضعيف، فهذا الذي يجعل اللاعبون الجزائريون في وضعية صعبة للتخلص من نحس الإخفاقات والهزائم التي تطاردهم منذ نهاية شهر جانفي الأخير أمام كوت ديفوار". هذا الشاب ختم حديثه معنا بقوله: "تريدون الحقيقة أنا خائف من تعثر جديد للفريق الوطني، وإذا قدر الله وفشل منتخبنا في الفواز بلقاء اليوم فيعني أنّ هناك خلل كبير في المنتخب ولا نستحق بلوغ الأدوار النهائية". ونبقى من الفئة المتخوفة بخصوص عدم قدرة منتخبنا في تحقيق الفوز في لقاء اليوم، لنتوقف مع رأي المناصر عبد الوهاب طايبي ودائما بحي الأبيار إذا يقول هذا الأخير "فقدت كل الثقة في اللاعبين الجزائريين، ولم أتأثر لغياب زياني، مطمور، بودبوز أو ڤديورة، طالما أنّ هؤلاء اللاعبين سبق لهم وأنّ شاركوا في عدة لقاءات سابقة مع المنتخب لكنهم فشلوا في تحقيق الفوز، فلماذا نخشى اليوم عن المنتخب بدونهم". ويضيف يقول هذا الشاب "صحيح أنّ أراء اللاعبون والطاقم الفني وهم يتحدثون عن اللقاء تفرحنا كجزائريين ويجعلنا جد متفائلين، لكن هذا لا يكفي طالما أنّ هذه النغمة سمعناها من هؤلاء قبل مباراتهم الأخيرة أمام تنزانيا، والنتيجة هو فشلهم في الفوز، وأخشى أن يتكرر هذا السيناريو ويفشل منتخبنا في تحقيق الفوز، وإذا حدث هذا وأشك في عدم قدرة لاعبنا في تحقيق الانتصار فأطالب برحيل رئيس الاتحادية بعد رحيل رابح سعدان، فيجب أن يكون هناك تغيير جذري على مستوى هرم الكرة الجزائرية، فالتغيير الذي يمس الطاقم الفني فحسب، لن تكون له نتائج إيجابية في مستقبل المنتخب الوطني". بهذه الكلمات ودعنا هذا الشاب، آملين أن تكون نظرته خاطئة وينهي المنتخب الوطني اللقاء لمصلحته لعل هذا الفوز حتى وإن كان أمام منتخب متواضع جدا اسمه إفريقيا الوسطى، إلا أنه سيكون بمثابة بداية نحو غد أفضل، خاصة وأنّ اللقاء المقبل سيكون أمام منتخب أسود الأطلس المغربي، لقاء بدون تعليق.