يحدق خطر الهلاك و الموت المحقق يسكان حي بن بريك مرينة طريق الميناء بتنس منذ أربعة عقود ،حيث تعيش 12 عائلة بهذا الحي العتيق والذي يعد من أقدم الأحياء بمدينة تنس ،وقد عايش عدة كوارث طبيعية خاصة الفيضانات منها فيضانات الأمطار الرعدية وحتى العادية أو فيضانات هيجان البحر إضافة إلى أخطار أخرى تتربص بسكان هذا الحي من تسربات الصرف الصحي ورمي النفايات إلى انتشار الروائح الكريهة وتجمع شتى أنواع من الحيوانات الضالة . وعن واقع معاناة سكان هذا الحي والخطر المتربص بهم تنقلنا إلى عين المكان ووقفنا على الحقيقة المرة التي يتكبدها سكان هذا الحي منذ فترة طويلة ،وأخطر واقع يعيشونه ، خطر الفيضانات بنوعيها سواء خطر هيجان وادي علالة الذي يتحول إثر تساقطات الأمطار إلى هيجان يتربص بالمنازل القريبة من الوادي أو الجسر ،بحيث لا تتعدى المسافة الفاصلة إلى أقرب بيت إلى سطح الماء 10 أمتار ،وهو ما يجعل سكان هذه البيوت معرضة لخطر الموت والهلاك في كل لحظة وهو ما أكده لنا السكان الذين عايشوا هيجان الوادي خلال كل التساقطات الأمطار وأخطرها الفيضانات التي ألمت بهذا الحي سنة 2001 ،أين عانقت المياه جدران المنازل نحو 2 متر كما أشار إليه السكان وخلفت خسائر مادية كبيرة إضافة إلى الفيضانات السنوية ،ولم تقتصر الفيضانات على هيجان واد علالة في فصل الشتاء فقط بحيث حتى البحر هو الآخر يرعب السكان على ممر الأزمنة و طول أيام السنة أين تتلاطم أمواج البحر وتثور مندفعة إلى اليابسة نحو هذا الحي الذي يتواجد بأمتار قليلة عن البحر ،واقع مر حقيقة يعيشها السكان وقد عبرت إحدى السيدات من شدة تخوفها من الأخطار الناجمة عن غضب الواد أو البحر بأنها تشعر بالخطر كلما تلبدت الغيوم وتساقطت الأمطار ،حيث تحزم أمتعتها الثمينة و الباهضة وتتأهب للفرار في أي لحظة غير مبالية بما تتركه من متاعها كما أكدت هذه السيدة بأن مياه الفيضانات وهيجان كثيرا ما كادت تبلع الأطفال في اي لحظة من الزمن لولا تدخل في كثير من المرات الكبار في إنقاذ الأطفال من خطر الغرق .وعند وقوفنا بعين المكان و استطلعنا مع السكان اكتشفنا حقائق أخرى مرة لم يبالي بها السكان كالروائح الكريهة المنبعثة من الوادي الذي يصب في البحر ،حيث يعد هذا الوادي المصب الرئيسي لقنوات الصرف الصحي وهو ما جعل مياه الواد تتحول إلى قاذورات تنبعث منها الروائح كريهة وأضحى هذا المكان هو المرتع المفضل للحيوانات الضالة كالكلاب والقطط أين تتجمع العشرات منها مشكلة مجموعة شرسة من الحيوانات تحدق بشراستها خطر على الأطفال و خاصة الصغار منهم الذين يتقاسمون اللعب مع هذه الحيوانات ،وهو ما يجعل فلذات أكباد هذه العائلات معرضة لشتى أنواع الأمراض المختلفة كالحساسية وأمراض العيون خاصة أين يصاب الطفل بالرمد وأمراض أخرى جلدية وتنفسية ،وهو ما أكده أولياء هذه الشريحة من الأطفال وحتى الكبار معرضين لمثل هذه الأمراض ،وهو الأمر الذي جعل السكان يناشدون السلطات المحلية والولائية بالتدخل لإنقاذ 12 عائلة من الخطر المحقق والهلاك المحتوم في أي لحظة إضافة إلى ما ينجم عنه من أخطار مصبات الصرف الصحي في واد علالة بحيث يطالب هؤلاء السكان بإيفاد لجنة تحقيق صحية ومعالجة مشكل الفيضانات وهذا بإتمام مشروع الجسر الذي تم انجازه في الجهة المقابلة دون إتمام المشروع الذي يحميهم من أخطار الفيضانات .