* أنا شاب أصلي والحمد الله رب العالمين، ولكن منذ 3 أيام ذهبت لحضور حفلة زواج وقد أحرجت على شرب الخمر وأنا نادم كثيراً، فكيف السبيل إلى تكفير ذنبي؟ - لا يجوز للمسلم أن يذهب إلى الحفلات التي يشرب فيها الخمر، أو فيها اختلاط الرجال بالنساء الأجنبيات لما فيها من مخالفات شرعية. ويحرم مجالسة شارب الخمر عند شربه، ومن فعل ذلك فهو آثم وعليه بالتوبة فوراً. ومن شرب الخمر فعليه أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى حتى لا يحرم شربها في الآخرة؛ فقد روى الشيخان من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة». وقال الباجي في المنتقى: «قوله صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة»؛ بيان منه صلى الله عليه وسلم أن التوبة منها معرضة لشاربها ممكنة له مقبولة منه لمن وفقه الله لها وأنعم عليه بها فإنه ربما خيف على المكلف المدمن على معاصيه أن يمنع من التوبة ويحرمها ويحال بينه وبينها نسأل الله العصمة ونعوذ به من الحرمان. وقال صلى الله عليه وسلم: «من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحًا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحًا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحًا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد في الرابعة لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحًا، فإن تاب لم يتب الله عليه، وسقاه من نهر الخبال أي صديد أهل النار». رواه الترمذي ومثله عند أبي داود والنسائي. والعقوبة بعدم قبول صلاته منه أربعين ليلة مشروطة بألاّ يتوب أثناء الأربعين، فإن تاب أثناءها فإنه يرتفع عنه هذا الوعيد، وتقبل صلاته كما تقبل صلاة من لم يشرب الخمر، لأن التوبة تجبُّ ما قبلها، فإن الله تعالى رحيم ودود، يتشوق إلى توبة العباد، ويغريهم بها بمحو السيئات وتبديلها حسنات. أما من تاب وأناب إلى الله فإن الله يتوب عليه ويتقبل منه أعماله كما في الحديث السابق: «فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ». وكما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:» التائب من الذنب كمن لا ذنب له». رواه ابن ماجه فالواجب على من ابتلي بشيء من ذلك أن يبادر بالتوبة إلى الله فوراً، وشرطُ التوبة الصحيحة: الإقلاع عن الذنب، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة، فالواجب على من ابتلي بشرب الخمر، أو غيره من المعاصي أن يبادر بالتوبة إلى الله، وعدم تأخير ذلك، فإن الإنسان لا يضمن حياته، نسأل الله تعالى التوبة والإنابة إليه والاستقامة، والله يهدي السبيل.