تنفرد صحيفة "الشروق اليومي" بنشر هذا الكتاب الذي يتناول مسيرة الجبهة الإسلامية للإنقاذ ويرصد مختلف مراحلها التاريخية، وهو عبارة عن مذكرات كتبها أحد القياديين البارزين في هذا الحزب السياسي المحظور، عاش مختلف الأحداث التي مرّت بها جبهة الإنقاذ منذ تأسيسها إلى حظرها عن النشاط السياسي، حيث يسرد الكثير من التفاصيل الدقيقة للجبهة من الداخل باعتباره شاهد عيان. وإذا كانت صحيفة "الشروق اليومي" تنشر هذه المذكرات لهذا الشاهد، فإنها تفتح باب النقاش وتنتظر شهادات أخرى من مختلف القياديين الإنقاذيين، إيمانا منها بالرأي والرأي الآخر وأن الحقيقة لا يحق لأحد أن يدعي امتلاكها دون الآخرين. لماذا هذا الكتاب: منذ أن دخلت الجزائر في فتنة التسعينيات والمتحدث يتلوّى من الحسرات ويتأسف لما جرى ويجري وهو الذي حذر منه وتحمل من أجل ذلك كراهية الجهال وبغض بعض المتفيقهين وشكوك أهل الحل والعقد في جمهوريتنا المستقلة، فلم نبق أي جهد لتعقيل من يسمعنا واستدراك ما فات والتوبة مما قيل أو فعل ولا حول ولا قوة إلا بالله. فلقد كنت أحد مؤسسي حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ الذي تحول إلى سبب للفتنة ولو أنني اعتزلته قبل حدوثها، فمنذ أن دخل الحزب في الإضراب السياسي إنسحبت منه وتوقعت أنه ذاهب إلى الانتحار، ولكن بعد مضي أكثر من عشر سنين مازلت أسمع وأرى عبادا يدّعون الفقه والعلم والفهم في السياسة يشيرون إلى غير موضع المرض ويحملون غير المسؤولين الحقيقيين وزر تلك الفتنة ويتعامون عن مسببيها ويصرون على المضي في الخطأ وظلم الأبرياء، فأمضي أياما أحوقل بالله وأستغفر من هذا البلاء، بل عمى البصيرة الذي ابتلي به كثير من الناس في جزائرنا وهم يجرجرون عباءات التقوى ويتسننّون باللحى أو يتشدقون بالديمقراطية والثقافة السياسية، فقررت بعد عناء كبير أن أدون ما أعرف عن رياح الفتنة وأشرح بالألف والباء مسبباتها والذين حركوا نارها وبعضهم مازال ينفخ في رمادها كلما رأى أنها تناثرت وخمدت وتوشك أن تنطفئ. فيا من غررته الأيام والليالي الخوالي فلم تصب بعد بشرر نار الفتن فأنت تعرف أنك إن لم تتب توبة نصوحا مما تسببت فيه فلست معافى كما تظن ولكنك مستدرج، منسي أو لحسناتك مسبق، أو عمرك طائل فتروح بك الأيام إلى أن ترى انتقام رب العالمين في أبنائك وأحفادك فتتذكر وتريد أن تتوب وتطلب ممن ظلمت السماح والصفح فلا تستطيع، فتموت بالحسرات والغصص جزاء وفاقا في الحياة الدنيا قبل موعد الحساب والفضيحة أمام رب العباد، وكل الناس تنظر إليك في ساحة العرض وأنت تفتضح وكل من ظلمت يتقدّم أمامك فتعرفه ويقتص منك، فيأخذ من حسناتك، حتى إذا أصبحت خاليا منها تكب فوقك سيئات المظلومين، فهم فرحون مما تخلصوا منه، أصبحوا وفرين من الحسنات وصفر الأيدي من السيئات، وأنت أيها العنيد الظالم لنفسه تتثاقل بل السيئات ولا حسنة بقيت لك تثقل كفة ميزانك لليمين فتزل قدمك إلى اليسار وتسقط مع أقرانك أصحاب الشمال، صدقا وعدلا كنت منهم تنهل العلم والعمل وبهم تتشبه فلماذا تتأسف اليوم، فالمرء مع من أحب، ألم تكن في الدنيا تستعمل منهاج اليساريين للمتعامل مع إخوانك المومنين، ألم تستعمل منهاج ما سموه بالثورة والثوار فثرت أنت كذلك على إخوانك المسلمين لتخرجهم من مقر حزبهم الذي أسسوه من أجلك لتخدم دينك فرددت لهم خيرهم بإلحاق الأذى بهم وطردهم واتهامهم بالخيانة للدين وأنت تعلم أنهم أسيادك ولكن عمتك المناصب التي كنت تحلم بها ورفرفت حولك الشهرة والألقاب، ستكون وزيرا أو نائبا في البرلمان، ففكرت وقدرت ثم فكرت وأصررت على إلصاق بهم التهم خوفا من أن لا يرشحوك لما تصبو إليه، فها أنت اليوم بين يدي الله فأجب ومن يسمعك اليوم. فالذين أشعلوا نار الفتنة نجوا منها إلا القليل منهم الذين حصدهم شرارها، ولكن الذي يؤلمني أكثر هو التراجع البين للعمل الخيري وللثقافة الإسلامية الأصيلة، وأكثر من ذلك الخوف الذي أسدل جلابيبه على دعاة الفضيلة والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، الخوف من أن ينظر إليهم أنهم مثل أصحاب السيوف والقنابل والموت، فانحصر جهدهم على موضع قدمهم وأصبح الإسلام متهما من طرف الغلاة، وفرح أصحاب الشمال من الشيوعي إلى البعثي إلى اللاّ ديني فهم الذين كانوا دائما ومازلوا لا يرون في أسباب فشلهم وتأخر العالم الإسلامي إلا بسبب واحد، ألا وهو الدين الإسلامي أو الفكر الإسلامي، فهؤلاء للأسف جلهم من جلدتنا ويتربصون بنا ويفرحون عندما تلصق بنا التهم، بل يؤكدون بأنها حقائق رأوها بأم أعينهم فينا، فنحن أصحاب اليمين والمتطرفون والرجعيون واللا ديمقراطيون وأصدقاء أمريكا ورأسماليون وملكيون، وهم الجمهوريون والمواطنون، وفي كلمة واحدة "هم الصح ونحن والوا"، هذا الكتاب يتوجه إليهم كذلك ليرد على شبهاتهم وفي الطريق يذكر أخطاء وعيوب التيار الإسلامي والوطني ولا يستحيي من الحق ولا يجرمنه شنآن قوم أن لا يكون عادلا في وصف الحقيقة، وذلك وفاء للأمانة ودرسا للأجيال القادمة أن تصحح الأخطاء وتقول قولة عمر دائما "لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها". فيا أصحاب التيار الإسلامي أدخلوا إلى عالم التوبة بذكر الأخطاء وتصحيح الفكر والنية والعمل والرجوع إلى الله وحده، فلا أحد عندنا معصوم إلا صاحب ذاك القبر عليه صلوات الله وسلامه ما دامت السماوات والأرض وعلى آله السنيين الحقيقيين. أعيد السؤال على نفسي وليفهم من سيظن أنني أقصده، لماذا هذا الكتاب؟ كتبت هذه الصفحات من التاريخ للأسباب التالية: لأنني أولا أريد أن أبرأ نفسي مما قيل وفعل باسم حزب كنت أحد مؤسسيه وخاصة أنه حزب إسلامي.. لأنني لاحظت بعد أكثر من عشر سنين أنه مازال كثير من القاسية قلوبهم والذين في قلوبهم مرض يتسببوه ويتذرعون ليرموننا نحن المؤسسين وخاصة شخصي بأوصاف وهمزات ليست إلا من أعمال بني إسرائيل.. لأبنائي وأبناء إخواننا الذين قضوا نحبهم منبها إياهم ومحذرهم أن يخطط لهم كما خطط لآبائهم ورموهم إلى عالم الغيب وما بكيت عليهم إلا فلذات أكبادهم.. لمن أراد أن يتعلم من التجارب والأخطاء من دعاة المستقبل والعلماء لعلهم يجبروا كسر هذه الأمة ويخططوا بدقة وبصيرة وفكر ناضج للنجاح وللنجاح فقط.. ترحما على شهداء الفتنة المظلومين وجبرا لخواطر أهليهم. لإخراج المشروع الذي كان يحضر في إطار الج إإ لعله يجد يوما من يستفيد منه حكاما ومحكومين، أليس الأجر كنا نبغي فلم لا نعرف بأنفسنا وأعمالنا لعل الله يفتح على غيرنا فيقلبون الحلم إلى حقيقة. وأخيرا تشجيعا لأهل الفكر والسياسة في جزائرنا وفي عالمنا العربي لكتابة سيرتهم وتسطير أخطاء وقعوا فيها للأجيال القادمة حتى تبنى على الصحيح وتنجب الخطأ، أنظروا إلى الأمريكيين السياسيين والمثقفين عموما لا يخرج أحد منهم من الدنيا إلا وسيرة حياته تنشر وكذا الإسرائيليين، فيا عرب أين سيركم ومواطن قوتكم وضعفكم، ألا تحبون أن يصبح أبناؤكم خيرا منكم، فلمَ تبخلون عليهم بالنصيحة!.. وليكن البدء بالتعريف بالكاتب، أو قل بالشاهد من نشأته إلى اليوم. ذكريات من طفولتي ولدت بوجدة سند 1952 في أسرة فقيرة جدا، وبحي من الطوب، كان الوالد رحمه الله يعمل في بيع الخضر يحملها على يديه أو يضعها على الرصيف أو يتجول بما بين الأزقة وفي السوق، وكم كنت مشدودا إليه، أينما ذهب يأخذني ويريد مني أن أتعلم بيع الخضر، أو قل أعينه على الزمان كما يقال في ثقافتنا الشعبية. ننهض باكرا قبل الفجر ونذهب إلى البستان أحيانا نقطف منه ما اشترى بالجملة من أحواض كالنعناع أو القصبر أو الجزر وما أدراك ما الجزر في فصل الشتاء تخرج من الأرض بطينها وعليك أن تغسلها في الساقية بحافريك ترفسها وتزيل منها الطين، والماء لحسن حظنا دافىء في الشتاء ولكن الجو بارد، ولكن لها حلاوة لا يعرفها إلا من مر بها، نسمة باردة على الأذنين والأنف يسيل والبخار في الفم يطير، دنيا أخرى، عالم أصحاب الكد والجد الذين لا يأكلون إلا بعد عرق تصبب منهم قطرات واعتصرت بطونهم وأخيرا يأتيهم فنجان قهوة حلو عسلا وخبز كأنه الشهد مبللا. الذكرى الأولى: يوم موت الملك محمد الخامس رحمه الله أتذكر اليوم الذي توفي فيه الملك محمد الخامس رحمه الله حيث خرج الحي كله يبكي والنساء يصرخن وفجأة بدؤوا ينظرون إلى السماء وكانت مقمرة، كان شهر رمضان يبدو جليا في السماء على شكل هلال، وأخذ بعضهم يقول للآخر: ها هو الملك محمد الخامس هاو هواك سيدنا، فالقمر جالس.. فيرددوا: آه مازال ماشفتوهش، أي لم نراه بعد ويلح هذا على ذاك حتى يقنعه بأنه هناك فيهش هذا رأسه والآخر يقول: آه نعم ها هواك الله ينصره، وأنا واقف بجانب أبي أحرك عنقي لأرى ما يرون وأسأل أبي: فين راه يابّ الملك ورّيه لي وين راه.. وأبي المسكين يضع يده على رأسي ويقول: راه.. وين.. وأنا ألح وأرفع بصوتي: ماكاين والو فوق الهلال، أي لا يوجد أي شيء على القمر، فلما أكثرت من الحس على أبي وقد تفرق الجيران وأصبحنا لوحدنا رد الوالد رحمه الله: ذاك غير الخورطي يا ولدي ما كيان والو، أي كل ذلك إلا كلام فارغ، فهمت حينها أن أبي كان يجاري الناس وهو يدري أن الأمر فيه مبالغة ودروشة فقط، فكان حقا درسا سياسيا منذ الصغر حيث بعدما أسسنا الجبهة الإسلامية للإنقاذ بدأ عباسي يدور في المدن ويلقي الخطب وبدأت فجأة تظهر جماعة تشير للسماء وتقول للناس: أنظروا كتبت لا إله إلا الله أو محمد رسول الله، وإذا بذكريات الطفولة ترشدني إلى الخورطي والهف الذي يقع فيه الناس وقد مرت علينا هذه الخدعة في الثمانينيات حيث بدأت جماعة تدعو للزعيم بن بلة تنشر هذا النوع من الرماد والتبليد فنشروا أن عنكبوت رسم لا إله إلا الله وأخذوا لها صورا يوزعونها على الشباب الطّنوح المطنّح ومن تشبه بهم من غوغاء الحركة الإسلامية ومحترفي البزنس بوليتيك... الذكرى الثانية: يوم التسمم الذي وقع في الاحتفال السنوي بسيدي يحيى ذهبت مع أبي إلى وعدة سيدي يحيى؛ أي الموعد السنوي، وتفرجنا على القوم وهم يلعبون بالخيل، ودخلنا غار الحوريات فلما حان وقت الفطور بدأ الناس يكونون حلقا ليقدم لهم الطعام، جلسنا في مكان لنتناول الطعام معهم، فلما جاءت القصعة إنهالت الأيدي عليها وأنا النحيف الصغير جدا لم تصل يدي للملعقة ولم أستطع الوصول إلى جانب القصعة، وبالطبع أبي بجواري يحاول أن يقعدني أنا الأول فلم يستطع، فلما رأيت ذلك الزخام إمتلكني شيء من العيفة والكراهية للأكل وقلت له أنا ماناكلش؛ أي لا آكل وهو المسكين يلح عليّ فالطعام باللحم، وبدأت أتراجع وهو يدفعني وأنا حارن لا أريد تقديم رجلي ولا يدي وبعض الناس شفهم أمري ففتحوا لي مكانا في القعدة، ولكن مازلت حارنا عائفا، بل بدأت أبكي وأشهق... فلما رأى والدي دموعي قال لي: يا الله انروحوا وجذبني بيدي وأخذ ينقرش علي؛ أي يلومني إلى أن وصلنا إلى مكان الدراجة، ركبناها ورجعنا للبيت وكان الحي كله في الوعدة إلا النساء الحوامل والعجائز ففرحت بي جدتي أنني رجعت قبل النساء وهدأتني وأعطتني شيئا من الأكل. وما هي إلا سويعات حتى سمعنا ضجيجا ولغطا في الحي، خرج أبي ليسمع ورجع بالخبر للجدة رحمها الله: أن كل من أكل في الوعدة أصبح يتقيأ والناس راه تمشي لصبيطار وفيها بعض الموتى... فقالت له قلت لك ما تزيدش تدي يحيى معاك ها هو سلكك من الموت اليوم وأنت تقول لي: ما أبغاش ياكل... الذكرى الثالثة هي: بكاء أبي عندما عاد من ثكنة وجدة إثر رفض الطبيب العسكري تجنيده قلت له: واش بيك يابا.. قال الطبيب رفضني للتجنيد لأنني عندي النهجة (مرض الضيقة) وأنني أسعل بزاف، وهذا يضر بالجنود في الجبل، أي يمكن أن يجلب جنود الاستعمار للمختبئين عندما يسعل بضيق التنفس.. والآن ما ذنب الجزائري مثلي إذا كان أبوه عمل لنصرة بلاده بالمال واليد ما استطاع ولكن لم تكتب له الشهادة أو الجهاد بالنفس... الذكرى الرابعة هي: توبة رجل كان يشرب الخمر في حيّنا كان في حينا رجل يشرب الخمر كثيرا وفي الغروب عندما يدخل الحي كنا نحن الصبيان نرميه بالحجارة ونضربه بالزلاط وهو يترنج ويتمايل فيسقط ثم ينهض ونحن وراءه نصرخ: اسكايري أي شارب خمر.. إلى أن يأتي رجال الحي فيحمونه منا.. ولكن ذات يوم سمعت أبي يحكي لجدتي قصته فقال: ذاك اللي كان يشرب ربي شاف فيه إنه رأى في المنام أن سلسلة حمراء نزلت من السماء وطوقته، فبدأ يصرخ إلى أن أفاق من نومه، وفي الصباح حكاها لإمام المسجد فقال له يا بني إن الله يريد بك الخير فذكرك بهذه الرؤيا لتتوب وترجع إليه.. فبكى بكاء طويلا وعزم على التوبة والحمد لله كل المسجد فرح به وجاءوا بالطعام هذه الليلة وقرأ الطلبة ودعوا الله له بالتوبة النصوح وهو فرح وكل أسرته فرحة معه، وهكذا أصبح حينا أكثر سكينة وهدوءا ولا تسمح فيه إلا قراءة الطلبة وأذان المؤذن للصلاة، فلقد كان بيتنا قريبا من المسجد ببضع خطوات، فكنت أحفط فيه القرآن الكريم وأسمع القراءة من البيت، خاصة صوت ذلك الإمام الحنين كأنه عسلا مصفى يخرج من حلقه.. رحمه الله. الذكرى الخامسة: زوجة الإمام تطلب السماح والرضى كان أبي يقودني إلى المسجد معه، خاصة عندما يحين وقت الختمة، ختمة السلكة؛ أي ختم قراءة القرآن جماعة، لأنه كان يشارك في إطعام الطلبة ذلك اليوم، فكانت أمي تحضر المسمن والشاي وأحمل معه القفة وأجلس لأستمع إلى تلك القراءة الجماعية الحنينة، فهي التي غرست في حب القرآن الكريم منذ بداية خطواتي في الحياة، ومازلت أجدها أحلى من كل قراءة وأرق وأقرب إلى روحي تتغذى منها، فلما انتهت القراءة؛ أي الختمة وقرأ الدعاء الجماعي جاء من الجانب ولد الإمام الصغير في سني خمسة أو ستة سنين وتمتم في أذن أبيه ووضع في يده شيئا، فلما ذهب قال الإمام إن هذا ابني أرسلته والدته إليكم تطلب منكم أن تدعوا الله لها وتطلب السماح من زوجها والرضى، ولقد أرسلت لكم خمسة درهم فاهتزت الحلقة وبدأ الطلبة يتمتمون ويرفعون أيديهم إلى السماء ورفع الإمام صوته قائلا إشهدوا معي راني سامح لها وراني راضي عليها.. كانت كلمات من نور دخلت قلبي، ومشهد لن أنساه أبدا إمام مهيب بلحية نصفها أبيض وعمامة بيضاء وخيدوس من لون الوبر ووجه مضيء محمر وصوت لا يحتاج إلى مكبر لتسمعه وزوجة تطلب منه أن يرضى عنها ويسامحها، نعم النساء وأينهن يا مسلمات... يتبع