تحولت حدود دول المغرب العربي إلى محور ناري تحيط به الأخطار من كل ناحبة، فالاضطرابات الأمنية الدائرة في كل ماليوتونس بالأخص ليبيا، ألقت بظلالها على الدول المجاورة، ورغم سياساتها المحكمة في مكافحة الإرهاب الا أن تونس هي الأخرى تشهد في الآونة الأخيرة تنامي خطير للجماعات المسلحة خاصة على الحدود التونسيةالجزائرية. ق.د/ وكالات على وقع العمليات الإرهابية لا تزال تونس تحيا وتعاني، مع هجمات يشنها سلفيون جهاديون ، تمركزت غالبيتها غربي البلاد، وأصبحت تنتقل من محافظة إلى أخرى من المحافظات الغربية الثلاث المحاذية للحدود الجزائرية، حسب بيانات وزارة الداخلية. المحافظات الثلاثة هي القصرين حيث يوجد أهم معقل للإرهابيين بجبل الشعانبي المطل على مدينة القصرين مركز المحافظة، تليها محافظة الكاف شمال محافظة القصرين، ثم محافظة جندوبة شمال محافظة الكاف، واللافت في مناطق تركز الهجمات الإرهابية في أن المحافظات الثلاث وجميعها محافظات حدودية تشترك في حدود طويلة مع محافظات شرقي الجزئر. ومن بين 55 عسكري وأمني سقطوا في الأحداث الإرهابية نجد 46 عسكريا وأمنيا قد قتلوا في المحافظات الغربية لتونس غير عن محور الطريق الوطنية رقم 17 قاعدة الإرهابيين الرئيسية جنوب محافظة الكاف ودائما على الحدود الغربية لتونس مع الجزائر تعتبر محافظة القصرين الميدان الرئيسي للعمليات الأكثر عنفا والأكثر إيلاما للمؤسستين الأمنية والعسكرية التونسية. وكانت وزارة الدفاع قد أعلنت سابقا عن استرجاع جبل الشعانبي من الجماعات المتحصنة به بعد أكثر من عام ونصف العام من المواجهات بعد مقتل وكيل الحرس الوطني أنيس الجلاصي يوم 10 ديسمبر 2012، و تلت ذلك بداية انفجار الألغام بجبل الشعانبي في ربيع 2013 مما أدى إلى سقوط ضحايا من الجيش والحرس الوطنيين العملية الأعنف كانت قبل عام عندما نصبت مجموعة إرهابية كمينا لوحدات الجيش وقتلت 8 جنودا ليتواصل مسلسل جبل الشعانبي اللغز الذي ما أن يهدا حتى تثور ألغامه من جديد وفي كل مرة يسقط ضحايا جدد ليلتحق جبل السلوم كحاضن لمجموعة تمكنت في الثامن والعشرين من شهر ماي الماضي من مهاجمة منزل وزير الداخلية بقلب مدينة القصرين وقتل أربعة أمنيين في عملية طرحت أكثر من سؤال. وزير الداخلية قال فيما بعد إن حالة من الارتخاء وسوء توقع من قبل الجهات الأمنية سمحت للمجموعة بتنفيذ العملية والعودة إلى جبل السلوم، هذا الجبل الذي أعلنه الرئيس التونسي في أفريل الماضي منطقة عسكرية إلى جانب جبل الشعانبي وجبل سمامة وجبال أخرى. وفيما كان ينتظر الجميع إعلان تطهير للجبال توسعت رقعة العمليات شمالا وانتهت بحادثة هنشير التلة التي أعطت الشرعية لتسمية جبل الشعانبي ب الجبل اللغز والطريق الوطنية رقم 17 الرابطة بين المحافظات الثلاث ك طريق للإرهابيين . التحام الإرهاب بالتهريب تجاور المحافظات الثلاثة الجزائر ويبلغ طول الحدود 482 كلم وتتميز المناطق الحدودية بانتشار الهضاب والجبال المرتفعة والتي تمتد داخل القطر الجزائري وهو ما يسهل وييسر نشاط التهريب الذي يبدو أن العلاقة بينه وبين الإرهاب باتت أمرا مفروغا منه. في تقرير أعدته مجموعة الأزمات الدولية (منظمة دولية غير ربحية وغير حكومية) حول المناطق الحدودية في الربع الأخير من سنة 2013 أكد أن النصف الشمالي من الحدود التونسيةالجزائرية بات منطقة تشهد عمليات تهريب متزايدة لمخدر الحشيش والأسلحة الخفيفة. هذه الأنشطة تزيد من قدرة الجهاديين على التعطيل وإثارة القلاقل وترفع من حدة الفساد في أوساط السلطات الحدودية. وانتهى التقرير إلى أنه بمرور الوقت، فإن نشوء ما يُسمى بالجماعات الجهادية يمكن أن يسهم في ظهور مجموعات تجمع بين الجهاد والجريمة المنظمة داخل شبكات التهريب العاملة على الحدود أو الأسوأ من ذلك، إلى التعاون بين الكارتيلات (عصابات التهريب) والجهاديين. الا ان الحزائر أكدت في كل مرة انها قادرة على حماية حدودها بامكانيتهاا الخاصة من أي تدخل إرهابي قد يتسلل من الدول المجاورة. هذا ربما يفسر نسبيا تحول في تنقل المجموعات المسلحة نحو الشمال بعد أن كانت تقوم بالتنقل بين الجبال الممتدة بين تونسوالجزائر مما يفيد أن سياسة الجزائر بدأت تؤت أكلها لكن الهجمة الارهابية الاخيرة بجبل الشعانبي بينت أن مراقبة الحدود تحتاج إلى مزيد من الصرامة حيث قال وزير الدفاع إن المجموعة التي نفذت الهجوم عبرت الحدود وتسللت إلى الجبل ونفذت العملية ثم انسحبت عبر الحدود.