يقبل كثير من الجزائريين، على استعمال الأدوية المسكنة للألم بشكل واسع، كمسكنات آلام الرأس، والأسنان، وأوجاع الظهر والمفاصل وغيرها، ويهمل كثيرون بسبب وجود هذا النوع من الأدوية، التوجه إلى الأطباء المتخصصين، للكشف عن الحالات أو الآلام التي يعانون منها، ماداموا يجدون ما يسكنون به آلامهم، خاصة وان بعضها لا يكلفهم مبالغ مالية كثيرة، ولا تعتبر أسعار هذه الأخيرة مكلفة أو باهظة مقارنة بغيرها من الأدوية الأخرى، كما لا يحتاج اقتناء هذه المسكنات من عند الصيادلة إلى وصفة طبية، لذلك فهي تباع بكل سهولة، غير أن كثيرا من المختصين يحذرون من مغبة الإكثار والتمادي في تناول الأدوية المسكنة للألم لأنها قد تتسبب في إدمان الشخص، بشكل يصبح منحه العلاج صعباً للغاية، ويحتاج إلى جلسات علاجية متخصصة، مثلها مثل التي يحتاج إليها مدمنو الكوكايين أو الهيرويين أو غيرها من أشكال المخدرات الأخرى. وقد دلت الدراسات الطبية في هذا المجال على أن الاستخدام المنتظم والطويل للمسكنات لآلام الصداع مثلاً يمكن أن يسبب ألما شبيها بصداع التوتر، ومن يصاب بهذا النوع من الصداع يلجأ إلى استخدام أنواع أقوى من المسكنات مع أنه يمكن تجنب هذا النوع من الصداع بالامتناع عن تناول المسكنات إلا عند اللزوم، من جهة ثانية ربطت دراسة حديثة بين العديد من العقاقير المسكنة للألم وارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب، كما أكد العلماء أن تناول عدد كبير من مسكنات الآلام يمكن أن يضر بالكليتين عند بعض الأشخاص بشكل دائم، وعرف الأطباء الإفراط في الاستعمال بأخذ جرعتين من الاسبرين أو الباراسيتامول القوي بشكل يومي. ويذكر الأخصائيون أن للمسكنات أضرارا عديدة منها، أن استمرار تناولها يؤدي إلى الإدمان، كما أنها تسبب فقدان التركيز والاتزان والنعاس والغثيان والقيء علاوة على فقدان الوعي والدخول في غيبوبة، كما أن من أخطر أضرار استخدامها أنها رغم شدة الإصابة تخفي الشعور بالألم لأن الألم في حد ذاته عبارة عن إشعار الجسم بأن هناك مشكلة ما في الجسم لا يشعر بها المريض. وعليه ينصح الكثير من الأطباء بالابتعاد عن المسكنات قدر الإمكان لأنها تضر بالصحة بشكل عام ولها آثار سلبية خطيرة تصل إلى حد الإدمان والاكتئاب النفسي والإلتهاب الكبدي والتهاب المعدة المؤدي إلى الإصابة بالقرحة، كما أن معظمها يؤدي إلى الإصابة بالأمراض العصبية المختلفة والأرق وارتخاء العضلات والطفح الجلدي وهبوط في التنفس وغيرها من الأمراض، كما أن استخدام مسكنات الألم، يؤخر توجه المريض إلى الطبيب، ما يجعل حالته تتفاقم وتتدهور أكثر بالإضافة إلى أن استخدام المسكنات في بعض الحالات له تداخلات دوائية، وبالتالي يقلل أو يزيد من عمل الدواء. كما توجد هناك حالات مرضية خاصة، وبالتالي فان استخدام هذه المواد قد يؤثر عليها مثل مرض الربو ومرض قرحة المعدة والمرضى المصابين بالضغط.. كما أن استخدام المهدئات في فترة الحمل دون استشارة الطبيب المختص قد يؤدي إلى تشويهات في الأجنة، ناهيك عن أن الاستخدام المطول والدائم للمسكنات ينجم عنه حدوث فقر دم لدى المريض.