حذر الدكتور معاشي عبد الكريم أخصائي في أمراض الكلى من التناول العشوائي والمفرط لمسكنات الآلام ومضادات الالتهابات، لتسببها في أعراض صحية جانبية سلبية على المدى البعيد، تؤدي إلى الفشل الكلوي والكبدي، معتبرا الجهل ونقص التوعية وراء الوضع، ما يستدعي شن حملة إعلامية للتوعية حول مخاطرها. ذكر أخصائي أمراض الكلى الدكتور معاشي في تصريح ل ''الحوار'' على هامش ندوة صحفية لإحياء اليوم العالمي للكلية المصادف ل 19 مارس من كل سنة، أن ازدياد أعداد المصابين بأمراض الكلى والفشل الكلوي على وجه التحديد راجع إلى الاستعمال المفرط والعشوائي لبعض الأدوية الممكن اقتناؤها دون وصفة طبية، حيث جرت العادة لدى الجزائريين عندما يشتد بهم الألم تعاطي مسكنات الألم والتي غالبا ما تزيده بدلا من إزالته، فيضطر المريض إلى أخذ جرعة إضافية وأحيانا يستمر على أخذ ذلك الدواء لفترات طويلة دون فائدة ودون عرض نفسه على الطبيب، حيث يكتفي البعض باستشارة الصيدلي للحصول على دواء لعلاج الرشح أو الزكام أو آلام اللوزتين أو آلام المفاصل والعضلات. ويتصور المريض أن الأقراص المسكنة تقضي على كل الآلام إلا انه لا بتخيل أنها تخلف وراءها شبح الفشل الكبدي والكلوي، مشيرا إلى أن الاعتداد برأي الصيدلي فقط سلوك خاطئ وعواقبه وخيمة، فهي حسب الدكتور معاشي تؤثر تأثيراً كبيراً في إصابات العضلات والعظام مثلاً، ولكن يكون تأثيرها دون المستوى المطلوب في حالات آلام الأعصاب. ترفع الضغط ومن ثم تفشل الكلى أوضح محدثنا أن الأقراص والحبوب المسكّنة للألم والشائعة الاستعمال مثل ''الأسبرين'' قد ترفع ضغط الدم، ومن ثم تؤدى لزيادة احتمالات الإصابة بأمراض القلب فتناول المسكنات بشكل يومي يؤدى لرفع ضغط الدم، ووفق ما جاءت به نتائج دراسات عدة، تزداد احتمالات إصابة المتعاطين بارتفاع ضغط الدم أكثر عند متعاطي المسكنات عن ذلك الذي لا يتعاطاها، والعلاقة جد وطيدة بين الإصابة بأمراض القلب والفشل الكلوي. وقال الدكتور إن غالبية من يتناولون المسكنات تصل بهم الأوضاع إلى غاية الإدمان عليها سيما من يستعملونها لعلاج الصداع وآلام الرأس. وتعد النساء الشريحة الأكثر استخداما لها ما يزيد من عدد المصابات بالفشل الكلوي. وتتسبب بعض المسكنات في زيادة سيولة الدم خاصة لدى النساء لذا فإن تناولها دون استشارة الطبيب يشكل خطراً بالغاً خاصةً للواتي يعانين من ضغط الدم المرتفع، مؤكداً أنه ينبغي تناول المسكنات الخفيفة التي تتميز بقلة مضاعفاتها وتأثيرها على المعدة والكبد الكلى. الجهل وقلة التوعية السبب الرئيسي أكد عبد الكريم معاشي أن قلة التوعية وجهل الجزائريين بمضار الأدوية يقف عاملا أساسيا وراء تفاقم الإصابات بالفشل الكلوي، سيما لدى الفئات الأكثر عرضة من المصابين بالسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، فما قدره 90 بالمائة من المرضى الذين يقومون بالتصفية هم من المصابين بالأمراض المذكورة سابقا، وتعرف الجزائر من 50 إلى 100 حالة إصابة جديدة سنويا ترهن حياتها بتصفية الدم. ويمكن بالنسبة ل 50 بالمائة من الحالات تجنب هذه المرحلة من خلال حصولهم على العلاج الجيد والمناسب خاصة لدى الإصابة بالتهاب اللوزتين، مع مراعاة تجانسها مع الأدوية التي يتعاطونها ودون تسببها في أعراض جانبية. ودعا الدكتور المرضى والمواطنين إلى عدم الإفراط في الاستعمال العشوائي لهذا النوع من الأدوية والتقيد بوصفات الأطباء حتى في أبسط الحالات كالزكام مثلا.