وصل عدد بؤر الحمّى القلاعية بالجزائر العاصمة إلى 6 بؤر منذ ظهور أولى الحالات شهر جويليةالمنصرم، في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الفلاحة لكافّة المربّين والفلاّحين أنه تمّ اقتناء كمّية معتبرة من اللقاح، وبمجرّد وصوله إلى أرض الوطن تمّ توزيعه على مستوى كلّ الولايات المتضرّرة. أوضح عبد الحليم يوسفي، بيطري، أن عدد البؤر التي تمّ اكتشافها منذ ظهور داء الحمّى القلاعية نهاية شهر جويلية 2014 بالجزائر العاصمة وصل إلى 6 بؤر موزّعة عبر كلّ من بلديات الشرافة، زرالدة، عين البنيان، الرويبة، السحاولة وسيدي موسى، وأن أجمالي عدد الأبقار التي حملت فيروس الحمّى القلاعية وصل إلى 30 رأسا، والتي تمّ ذبحها عبر مختلف المذابح والمسالخ الموزّعة عبر إقليم ولاية الجزائر، كما أفاد بأنه تمّ تسجيل 12 مربّيا متضرّرا من هذه الوضعية، فيما تمّ إعداد ملفات خاصّة بهؤلاء الفلاّحين، في انتظار انطلاق عملية تعويضهم عن الخسارة التي تكبّدوها، نافيا تسجيل أيّ حالة لإصابة رؤوس الأغنام بهذا الداء في الولاية، وشدّد على ضرورة تحلّي المربّين والفلاّحين بروح المسؤولية في حال اشتباههم في وجود إصابات في أوساط قطعانهم وعدم التصرّف بشكل فردي تجنّبا لانتشار هذا الداء والاتّصال الفوري بمصالح المفتشية البيطرية أو بأقرب طبيبي بيطري، حيث تمّ العثور منذ حوالي أسبوعين على أربعة رؤوس أبقار ميّتة ملقاة في أماكن مختلفة عبر كلّ من بوشاوي، الرويبة والرغاية وآخرها أوّل أمس الثلاثاء ببابا علي تخلّص منها أصحابها بطريقة عشوائية. وأضاف يوسفي أن هذه الوضعية استدعت استنفار مصالح مفتشية البيطرة كون جثث تلك الأبقار في حال إصابتها بالحمّى القلاعية تشكّل مصدرا للعدوى لفترة طويلة. في سياق متّصل، ذكر المتحدّث أن عملية التلقيح لرؤوس الأبقار التي تتوفّر عليها الجزائر العصمة وعددها 11000 بقرة انتهت منذ انطلاق العملية خلال شهر مارس المنصرم، فيما تجري حاليا عملية تلقيح الرؤوس التي لم تمسّها المرحلة الأولى بسبب امتناع المربّين عن ذلك، كما اعتبر مشكل نقص اللّحوم على مستوى المذابح الأربعة للعاصمة أمرا عاديا في ظلّ الظروف الحالية، وبالخصوص مع غلق أسواق المواشي ومنع نقل الأبقار بين الولايات وبالتالي تراجع عمليات الذبح، وأكّد في السياق أن الحديث عن انتقال العدوى إلى الإنسان انطلاقا من استهلاكه للّحوم الأبقار المصابة بالداء ليس له أيّ أساس، وأضاف أن عمليات الذبح لهذه الأخيرة لا تتمّ إلاّ بحضور طبيب بيطري يصادق على توجيه تلك اللّحوم للاستهلاك في حال عدم إصابة البقرة بأيّ أمراض أخرى وإلاّ فإنها صالحة تماما للاستهلاك ما عدا أجزاء الرأس والأرجل والضرع التي يتمّ التخلّص منها إلى جانب الجلود أيضا. من جهة أخرى، تلقّت مصالح وزارة الفلاحة والتنمية الريفية أمس الأربعاء (كمّيات معتبرة) من اللقاح ضد الحمّى القلاعية ووجّهتها نحو 7 مخابر جهوية التي ستتكفّل بتوزيعها عبر الولايات، حسب ما علم لدى الوزارة. وأوضح المراقب العام للمصالح البيطرية بوزارة الفلاحة عبد المالك بوحبال أن الكمّيات التي وصلت إلى البلاد تمّ توجيهها نحو المعهد الوطني للطبّ البيطري الذي وزّعها بدوره على المخابر الجهوية لولايات تلمسان ومستغانم وتيارت والأغواط وتيزي وزو وقسنطينة وعنابة، مؤكّدا أن هذه اللقاحات ستصل إلى المصالح البيطرية بطريقة منتظمة وتدريجية في انتظار إتمام استقبال الكمّيات الكلّية المطلوبة والمقدّرة ب 900.000 جرعة قبل نهاية الشهر الجاري. كما أعلنت وزارة الفلاحة أنها ستستلم في الأيّام القليلة القادمة كمّية لا يستهان بها من اللقاح، داعية كلّ السلطات المحلّية والمربّين إلى مساعدة البياطرة على القيام بمهامهم في أحسن الظروف من أجل إنجاح هذه العملية الوطنية.