* بولطيف: "لهذه الأسباب.. هناك من يستهدف الشركة" ع. صلاح الدين ما ليس فيه شك أن خدمات شركة الخطوط الجوية الجزائرية بلغت مستوى كبيرا من الرداءة، رغم كفاءة كثير من إطاراتها وجهودهم، وما لاشك فيه أن المشاكل الكثيرة في (آر آلجيري) قد أثرت بشكل واضح على سمعتها، لكن الواضح أيضا أن الشركة تتعرض لمخطط حقيقي يهدف إلى "تفجيرها" والقضاء على ما تبقى من سمعتها.. ما تعيشه شركة الخطوط الجوية الجزائرية من مشاكل وتأخر في موعد إقلاع طائراتها ليس بالأمر الجديد، قد يكون الأمر تفاقم إلى درجة أصبح السكوت معه غير وارد، ولكن في النهاية يبدو أن هناك أيادي خفية تريد تفجير هذه الشركة التي ظلت على مدار أكثر من نصف قرن رمزا من رموز الدولة الجزائرية، قبل أن "تتآكل" من الداخل بفعل سوء تسيير لا غبار عليه جعلها عاجزة عن إرضاء زبائنها ومنافسة الشركات الأخرى، وقبل أن تتداعى عليها سهام النقد والغضب من جهات مختلفة، وقبل أن تعطي الفرصة للمتربصين بها ليجعلوها مهددة بمصير غير مفرح.. وبعيدا عن استياء زبائن (آر آلجيري) من رداءة خدماتها وعدم احترام مواعيد رحلاتها، فضل الرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية محمد الصالح بولطيف أن يندد بالحملة الإعلامية الموجهة ضد الشركة، معتبرا أن "الديناميكية وروح المبادرة التي تعرفها من الناحية التجارية" بدأت تزعج البعض. ولم يخف بولطيف في حوار أجرته معه وكالة الأنباء الجزائرية ونشر فحواه أمس الأربعاء قلقه من الهجومات التي يتعرض لها الأسطول الجوي الوطني منذ حادثة تحطم آ أش 5017 في 24 جويلية الفارط في مالي مؤكدا أن الجوية الجزائرية التي (باشرت ديناميكية للتطور) بدأت تزعج المنافسين. وحسب السيد بولطيف فإن الخطوط الجوية الجزائرية نجحت في ظرف ثلاث سنوات في استقطاب 4ر1 مليون مسافر إضافي في الخطوط الدولية وأطلقت تحدي إنجاز قطب عبور للنقل الجوي في الجزائر العاصمة وهذا في إطار اقتناء 16 طائرة في أفق 2016. وقال في هذا الخصوص "إذا كانت هذه الحملة الإعلامية موجهة ضد الرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية فإن ذلك يهون عما لو كانت موجهة ضد الشركة نفسها. نعم يمكن أن يكون الهدف المقصود هي الشركة وشخص الرئيس المدير العام في الآن نفسه". كما أقر السيد بولطيف أن حوادث سقوط الطائرات عادة ما تعكس مسؤولية مسؤولي الشركات الطيران، منددا في هذا السياق بالاتهامات الموجهة بخصوص النقائص المسجلة على أسطول الطيران الوطني. كما أوضح بأن الخطوط الجوية الجزائرية (تنشط في مناخ جد مضبوط من الناحية القانونية) لافتا إلى أن الشركة تخضع لرقابة وإشراف دائم سواء من طرف المؤسسات الدولية على غرار الجمعية الدولية للنقل الجوي "اياتا" أو مديرية الطيران المدني الجزائرية التابعة لوزارة النقل. وأضاف (أطمئن الجميع أن النقل الجوي في الجزائر مقنن بشكل جيد ومراقب)، معربا عن "تفاؤله" لمستقبل الشركة التي يرتقب أن تعرف تطورا معتبرا مع تفعيل المخطط الخماسي 2013-2017 الذي صادقت عليه الحكومة. وسمح هذا المخطط في 2013 بإعادة اكتساب حصص في السوق على الصعيد الدولي، حيث كان يمثل هذا النشاط 47 بالمائة في 2012 لينتقل إلى 49 بالمائة في 2013، حسب توضيحات المسؤول مؤكدا على طموح الشركة لتصبح رائدة في السوق الوطني الذي تنشط به 25 شركة طيران دولية. وحسب السيد بولطيف فقد أطلقت الشركة ديناميكية للتطوير أساسها العنصر البشري معترفا بأن الخطوط الجوية الجزائرية تعرف فائض في عدد الموظفين. وقال في هذا الشأن لقد ورثت وضعية تمثلت في وجود 50 بالمائة من العمال في مناصب التنفيذ بينما المعمول به في شركات الطيران أن عدد الإطارات اكبر من عدد أعوان التنفيذ. وأوضح في ذات الإطار أن الأعباء المالية المترتبة عن الأجور تأتي في المرتبة الثانية بعد أعباء الوقود وهو ما يثقل نفقات الشركة ولكن تبقى في مستوى يمكن التحكم فيه.