"لقب الضرة أفضل من لقب العانس" يعتبر الزواج من أقدس العلاقات التي شرعها الدين الإسلامي، لما فيها من مودة ورحمة بين الزوجين وحفاظا على استمرارية الأنساب، لذلك حلل الله تعالى للرجل جواز الزواج من أربعة نساء شريطة أن يعدل بينهن، ولكن الأمر يعتبر من المستحيلات السبع على المرأة ولا توجد أي واحدة في العالم ترضى أن يكون لزوجها الثانية وتكون لها (ضرة)، ومن الجهة الأخرى لا تقبل العديد من النساء الزواج من رجل متزوج مسبقا وأن تكون الثانية أو الثالثة، ولكن شبح العنوسة أباح لقب الضرة عند العديد من الجزائريات. عتيقة مغوفل الفشل هو مصير أي محاولة يقوم بها الرجل من أجل إقناع زوجته بالقبول بزوجة ثانية أو ب(الضرة) كما يهوى المجتمع الجزائري تسميتها، فخوض أي حديث في هذه الصدد يعتبر استفزازا للمرأة رغم أنها من الأمور التي شرعها الله عزوجل. 51 بالمائة نسبة العنوسة في الجزائر فكثيرا ما أصبحنا نسمع أصوات أئمة المساجد في خطب الجمعة ينادون بتعدد الزوجات باعتباره حلا لمشكل العنوسة، خاصة وأن عددها في ارتفاع في الجزائر فقد أحصت أحد المعاهد الهولندية التي قامت بإنجاز دراسة حول نسبة العنوسة في الوطن العربي، إن نسبتها بلغت في الجزائر 51 بالمائة سنة 2013، هذا يعني أن نصف الجزائريات دون أزواج خصوصا تلك اللائي فاق سنهن 30 ربيعا، وهذا راجع لجملة من الظروف الاجتماعية والاقتصادية، لذلك أصبحت بعض النسوة يرضين أن يكن زوجة ثانية ويحملن لقب الضرة حتى يقين أنفسهن من هذا الشبح. زوجات يرضين بالضرة لكن بشروط قد تختلف وجهات النظر في الموضوع حسب الظروف الاجتماعية والنفسية المحيطة بكل فرد، إلا أن أغلب إجابات المستجوبات من النساء أجمعت على ضرورة وجود سبب شرعي لذلك، وإلا فإنها لن تقبل بأن يدخل عليها زوجها ضرة إلى البيت، وهذا ما حاولت شرحه لنا السيدة (فريدة) في العقد الرابع من العمر التقيناها بعيادة الديبيسي للأمراض السرطانية تعاني من سرطان في الثدي في مستوى متقدم ما أدى بالأطباء إلى استئصال ثديها، بقيت السيدة (فريدة مدة الثمانية أشهر في العيادة، كما أن جلسات العلاج الكيميائية أفقدتها شعرها وجمالها وهو الأمر الذي دفع بها أن تسمح لزوجها بأن يعيد الزواج مرة أخرى، ويأت بامرأة إلى البيت تربي الأولاد. أما أحلام شابة في 32 سنة من العمر إطار بإحدى المؤسسات العمومية مضى على زواجها ما يقارب الأربع سنوات إلا أنها لم ترزق بالأطفال، وبما أنها تحب زوجها بدر الدين كثيرا لم ترد أن تكون أنانية وفضلت أن تسمح له بأن يعيد الزواج عليها مرة أخرى حتى يرزق بالأولاد من امرأة أخرى على أن يبقى دون أطفال طول العمر. أما السيدة (لطيفة) متزوجة منذ 15 سنة وأم لثلاثة أبناء ماكثة بالبيت سمحت لزوجها بالزواج مرة أخرى والسبب بسيط جدا، أنها تعاني من ضعف جنسي لأنها تشعر دوما بالتعب والإنهاك، إلا أن زوجها عكسها تماما فهو شخص ذو رغبة جنسية كبيرة، وبما أن السيدة (لطيفة) لا تستطيع أن تلبي رغبته دوما سمحت له بالزواج، وحسب تعبيرها (أن تكون له امرأة في الحلال وأكون على دراية أحسن من أن تكون له عشيقة في الحرام وأكون كالأطرش في الزفة). لقب "الضرّة" أهون من "عانس" من جهة أخرى اعتبرت الكثير من النساء لقب (الضرة) أهون بكثير من لقب العانس وإن كان المجتمع الجزائري ينظر إلى الزوجة الثانية أنها خاطفة الرجال وهدامة البيوت، ومع ذلك تختار فتيحة عزباء في36 سنة أن تكون زوجة ثانية على أن تكون عانسا، وعلى الزوجة الأولى أن تتقبل الأمر وتتفهمه لأنه لا عيب ولا حرام بل فيه ستر لغيرها من النساء، كما أنها أن تكون ضرة قد تكون لها الفرصة في الحصول على طفل يكون لها أنيسا ومعيلا في الكبر، أحسن من أن تكون عانسا وحين تكبر وتهرم تكون نهايتها في دار العجزة، لأنه في زماننا هذا تلاشت كل أواصل الرحمة بين الأشقاء وأصبح كل واحد يهتم بنفسه و عياله فقط. رجال يحبذون التعداد ولكن... التقت (أخبار اليوم) ببعض الشبان منهم المتزوجون وآخرون خاطبون كنا ننتظر أن تكون إجاباتهم مؤيدة للزوجة الثانية، ولكن بالعكس تماما فقد أجابنا معظمهم أن الظروف الاقتصادية لا تسمح حتى الظفر بزوجة واحدة فما بالك باثنتين، وهو ما أكده حسين شاب في 33سنة من العمر عون أمن بإحدى الدوائر الإدارية بالعاصمة، خاطب منذ سنة ونصف لم يستطع حتى جمع تكاليف زواجه التي أصبحت تقسم ظهره دون الحديث عن المهيبة التي يجب أن يقدمها للخطيبة في كل مناسبة. أما سليمان تاجر في 37 سنة فقد كانت وجهة نظره مختلفة تماما إذ أكد أنه يحب زوجته ويحترمها كثيرا ولولا ذلك لأعاد الزواج مرة ثانية لا لشيء فقط من أجل أن يستر أرملة أو مطلقة فهو يريد كسب ثواب الدنيا والآخرة.