يتواصل سيناريو انهيار أجزاء معتبرة من البنايات الهشة والشرفات في العديد من بلديات العاصمة، فبرغم الأرواح التي راحت ضحية لهاته الانهيارات، إلا أن بعض المسؤولين لا يعيرون الأمر اهتماما، ولم يكلفوا أنفسهم العناء للتكفل بالحد من الوضعية الخطيرة التي تهدد العائلات ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح البشرية المعرضة للموت تحت الأنقاض، وإنما اكتفوا بالتملص من مسؤوليتهم وتقديم الأعذار والحجج الواهية التي لا أساس لها من الصحة، وفيما يواجه البعض خطر الموت هناك بالمقابل من يواجه خطر الشارع والمبيت في العراء. عائلات تم طردها باستعمال القوة لتجد نفسها بين ليلة وضحاها بدون مأوى. مليكة حراث تهدد العديد من البنايات الهشة التي يعود تشييدها إلى عهد الأتراك حياة العديد من العائلات التي لم تجد حلا سوى البقاء بسكناتها، تنتظر الفرج، كالعائلة القاطنة ببلدية بولوغين والتي وقفت (أخبار اليوم) على معاناة أفرادها الستة، حيث أفاد رب العائلة السيد علاوة أنه يشغل منزله الذي يعود للعهد التركي منذ حوالي 50 سنة، إلا أنه بفعل مرور الزمن والعوامل الطبيعية، عرف المنزل عدة تشققات وتصدعات، ما جعل مصالح البلدية تصنفه عام 2003 إثر الزلزال الذي ضرب العاصمة في الخانة الحمراء، وكذا الزلزال الأخير ومن يومها والعائلة تعيش خطرا حقيقيا يتربص بهم في كل لحظة، يضيف السيد علاوة أنه عاش وعائلته أوضاعا جد صعبة وحرجة، خاصة في الأيام التي عرفت تساقطا كثيفا للأمطار التي تسربت إلى داخل المنزل عبر الثقوب والتشققات المتواجدة بالأسقف والجدران، ولولا تدخل الحماية المدنية لمساعدتهم لكانوا في عداد الأموات. كما أكد محدثنا أنه تم تصنيف المنزل ضمن البنايات الآيلة للسقوط وغير الصالحة للإيواء على الإطلاق، ويضيف محدثنا أنه بالرغم من إيداع مئات الملفات للظفر بسكن اجتماعي لائق يحفظ كرامته إلا أن انشغاله بات حبيس الأدراج ولحد كتابة هذه الأسطر لم ير النور بعد، ومازاد من تردي وضع العائلة هو محاصرة الأمراض بها على غرار الربو والحساسية وصعوبة التنفس نظرا للرطوبة العالية وغياب التهوية. ويقول السيد علاوة إنه بالرغم من عدم استفادته لا من قطعة أرضية أو أي استفادة رفقة والدته المسنة وإخوته إلا أنه تم إقصاؤه من السكن رفقة المرحلين إلى أولاد منديل خلال الفترة الرماضية، وبعد الاحتجاج على هذا الإقصاء طلب منه تدوين طعن وإيداعه على مستوى البلدية ليتم إرساله حسبهم لدراسته على مستوى الولاية، وبتذمر ولغة الاستياء قال هذا المواطن لماذا تم تهميشهم وإقصاؤهم بالرغم من أن السلطات وقفت على الأضرار التي لحقت بمنزلهم خلال فترة المعاينة بعد الزلزال الأخير، وأضاف هذا الأخير أن الأمر وصل إلى حد نقل أثاثهم عبر الشاحنات المخصصة من طرف السلطات للترحيل، إلا أنهم فوجئوا في الأخير بإقصاء اسمهم من القائمة المرحلة في آخر لحظة بحجة أن (رخصة المرور منعدمة الأمر الذي حال دون ترحيلهم) وأمام هذا الوضع التعسفي الذي انتهج على هذه العائلة يناشد السيد محند علاوة السلطات المحلية إنقاذه وعائلته من الموت الأكيد وهذا بترحيله إلى سكن لائق ضمن الكوطة المقبلة.