تساءلت 12 عائلة تقطن بشارع أحمد بوعزة بالمدنية، عن تأخر السلطات المحلية في ترحيلهم إلى سكنات لائقة، لا سيما وأن العمارات التي يقطنونها مهددة بالانهيار في أية لحظة، مطالبين بذلك الاستفادة من برنامج ولاية الجزائر في القضاء على السكنات الهشة. تعيش أزيد من 12 عائلة خطر انهيار بنايات بشارع أحمد بوعزة بالمدنية منذ 18 سنة، وقد قامت مصالح المراقبة التقنية بتصنيفها ضمن الخانة الحمراء، بعدما تم تسجيل سقوط تدريجي للأسقف والجدران مع تدهور الأسوار، حيث أكد السكان لنا أنهم ظلوا منذ سنوات يعيشون أوضاعا صعبة، داخل سكنات مهددة بالانهيار في أية لحظة، نظرا للتصدعات التي لحقت بها، والتي وقفت عليها السلطات المحلية لأكثر من مرة، إلا أنها لم تحرك ساكنا، حسب قولهم، سوى بإطلاق وعود لم تر النور بعد، وذلك بالتعجيل في ترحيلهم إلى سكنات لائقة. وأوضحت بعض العائلات المتضررة ممن التقتهم ''المساء''، أن الشارع الذي يقطنون به لا يحتوي على أدنى الشروط الصحية، وهم يعيشون يوميا على هاجس الخوف من سقوط سكناتهم فوق رؤوسهم بسبب قدمها، والتي تعود إلى الستينيات، ولم تستفد أغلبيتها من أية عملية تهيئة، رغم الضرر البالغ الذي يظهر عليها، والذي يؤكد على أنها لم تعد صالحة للاستعمال، الأمر الذي دفعهم إلى دق ناقوس الخطر، بسبب التشققات المتفاوتة والتصدعات التي أُلحقت بالجدران والأسقف، لاسيما بعد زلزال 2003 الذي زاد من تأزم الوضع، حيث أعرب السكان أن هذه الأوضاع تزيد حدة في فصل الشتاء، نتيجة تسربات مياه الأمطار إلى داخل سكناتهم، وعلى الرغم من عمليات الترقيع التي قام بها السكان رفقة مصالح البلدية، إلا أن الوضع لا يزال على حاله، وتسوء الأمور يوما بعد يوم. كما أشار محدثونا إلى اهتراء وتشققات السلالم التي كادت أن تودي بحياة أحد القاطنين بإحدى البنايات، حسب شهاداتهم، مما يؤكد الخطر الحقيقي الذي باتت تشكله على أرواح عشرات العائلات التي تقطن هذه البنايات، بالإضافة إلى أن خطر انهيار سكناتهم أصبح يهدد أيضا المارة وحتى أصحاب المركبات المركونة في الشارع، ودليل ذلك عديد الشرفات التي انهارت وراح ضحيتها من تواجد أسفلها حينها، وفقا لما سجلته مصالح الحماية المدنية، حسب الحادث الأخير الذي راح ضحيته أحد المارة عندما كان مارا بالشارع، حيث انهارت أجزاء إحدى الشرفات عليه، حسبما أفاد به السكان، وتعرض بالتالي إلى جروح خطيرة على مستوى الرأس كادت تقضي على حياته، وهوما أثار ذعرا كبيرا وسط السكان والمارة على حد سواء. لذلك، يناشد سكان شارع أحمد بوعزة السلطات المحلية بالتدخل العاجل للحد من وضعيتهم الحرجة، والتي تهدد حياتهم، مع المطالبة بترحيلهم إلى سكنات لائقة كباقي المواطنين الذين استفادوا من تعليمة رئيس الجمهورية الصادرة بالقضاء على البيوت الهشة الآيلة للسقوط.