ينتظر أن تسلم نهار اليوم الفيدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ، التي يرأسها شرفيا الأستاذ مباركي بوعلام رسالة رسمية إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، والوزير الأول أحمد أويحيى، تناشدهما فيها التدخل قبل مجيء القانون الخاص بعمال التربية، لإقرار حل نهائي لمعضلة الأساتذة المتعاقدين، الذين تزداد وضعيتهم المهنية تعقيدا سنة بعد أخرى، وأصبحوا في عداد المعوزين الذين توفرت فيهم شروط الاستفادة من قفة رمضان. هذا ما أكدته أمس ل "صوت الأحرار" السيدة غزلان نصيرة الأمينة العامة للنقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية (سناباب) ، باعتبار أن نقابتها منذ البداية هي التي دأبت على ضمان التغطية النقابية لكل الحركات الاحتجاجية لهذه الفئة من المدرسين، واحتضنت الإضراب عن الطعام، الذي كاد أن يؤدي بحياة بعضهم، في السنة الماضية، حيث قالت : أن الفيدرالية الوطنية المستقلة لجمعيات أولياء التلاميذ، التي يرأسها شرفيا الأستاذ بوعلام مباركي ( وهي ليست الفيدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ التي يرأسها الحاج دلالو) اجتمعت بقيادة المجلس الوطني للأساتذة المتعاقدين، وقررت وإياهم التوسط لهم لدى رئيس الجمهورية، والوزير الأول، ومناشدتهما التدخل لإقرار حل نهائي لمعضلة الأساتذة المتعاقدين، قبل صدور القانون الأساسي الخاص بعمال التربية، لأنه في حالة صدوره سوف يجد هؤلاء الأساتذة أنفسهم في الشارع، لأن هذا الأخير لا يسمح بالتوظيف في التعليم إلا للمتخرجين من المدارس العليا للأساتذة. وحسب السيدة غزلان، فإن الأستاذ بوعلام مباركي ورفقائه سوف يسلمون لرئيس الجمهورية والوزير الأول رسالة رسمية، اتفق على تسليمها إما نهار اليوم، أو يكونون سلموها لهما نهار أمس، وفي هذه الرسالة توضح الفيدرالية المعاناة المتواصلة التي تطارد أفراد هذه الفئة، سنة بعد أخرى، رغم أن لهم جميعهم أقدمية في ممارسة التدريس، ومنهم من له 10 سنوات، و14 سنة، وما إلى ذلك في هذه المهنة. مع العلم أن ممثلي الأساتذة المتعاقدين كانوا قد شرعوا في حركاتهم الاحتجاجية بتنظيم التجمعات والاعتصامات منذ أكثر من سنتين، الأغلبية الساحقة منها نظموها أمام مقرات مديريات التربية عبر الولايات، وأمام مقر وزارة التربية الوطنية ، و مقر رئاسة الجمهورية بالمرادية ، ومقر المديرية العامة للوظيف العمومي، ورئاسة الحكومة ( الوزارة الأولى حاليا)، وإذا ما حاولنا إحصاءها، فهي تعد بالعشرات، وفي كل مرة كان الأساتذة المتعاقدون، ومازالوا حتى هذه اللحظة يطالبون بالترسيم والدمج النهائي في مناصب العمل التي هم فيها منذ سنوات كأساتذة متعاقدين مستخلفين، في الوقت الذي مازالت فيه وزارة التربية وإدارة الوظيف العمومي متمسكة بالمشاركة الفعلية لهؤلاء الأساتذة المتعاقدين في المسابقة التي تجريانها من سنة لأخرى، ولا ينجح فيها إلا العدد القليل منهم، ولا تعطيان أية أهمية للسنوات التي قضوها في هذه المهنة، ولا إلى التجربة التي اكتسبوها، رغم أن التلاميذ الذين بلغوا مدرجات الجامعات والمدارس العليا، كان بفضل جهودهم و تضحيات هذه الفئة المكافحة، المحرومة حتى في ظل هذا الوضع من جملة من الحقوق والامتيازات التي تمنح لزملائهم المرسمين والمدمجين، الذين يتساوون وإياهم في الشهادات الجامعية التي يحملونها. ولتوضيح الصورة المأساوية التي يوجد عليها هؤلاء الأساتذة البالغ عددهم حوالي 40 ألف أستاذ وأستاذة، أكدت من جديد السيدة غزلان، أن هؤلاء الأساتذة كانوا من ضمن المعوزين الذين استفادوا من قفة رمضان، التي نظمتها وأشرفت على توزيعها نقابة"سناباب" نفسها، وقد قدرت مجموع القفف، التي وزعتها بما يساوي 60 ألف قفة، وهي كلها مثلما قالت من اشتراكات التضامن التي تجمعها النقابة سنويا من مناضليها.