تخوّف الكثير من المواطنين الذين يقطنون في مناطق معزولة بولايات الوسط من المخاطر التي تحدق بخطوة السلطات المتمثّلة في إعادة تسلميها بنادق الصيد التي صودرت منهم بعد نشوب الأزمة الأمنية في بداية التسعينيات، الأمر الذي قد يدخلهم في دوّامة من الخوف والرّعب شبيهة بالتي عايشوها مع بداية الأزمة، سيّما الذين يسكنون في ولايات لاتزال بعض النّشاطات الإرهابية تثير الخوف فيها من حين إلى آخر، على غرار ولاية بومرداس، بجاية، تيزي وزو والبويرة· وقال بعض المواطنين في اتّصال مع أخبار اليوم إنهم مجموعة من الفلاّحين يقطنون بولاية بومرداس، أنهم لا يمكنهم أن يسترجعوا بنادقهم التي ستزيدهم عبئا إضافيا في حياتهم اليومية، وستجعلهم دائمي الحراسة على بيوتهم خوفا من تسلّل المجموعات الإرهابية لأخذها بالقوّة، وأن ذلك سيحرمهم من أداء نشاطهم الفلاحي الدّخل الوحيد الذي يعيلون بهم عيالهم، على اعتبار أن المجموعات الإرهابية بالمنطقة لازالت تسجّل بعض الخطر من حين إلى آخر، وأن أسباب مصادرتها في سنوات التسعينيات لازالت قائمة، مشيرين إلى أنهم لن يكون في مقدرتهم الجمع بين محاربة الإرهاب ومزاولة حياتهم العادية على اعتبار أنهم يسكنون في مناطق معزولة، وقد أعربوا عن تخوّفهم من أن تتحوّل بنادقهم إلى مصدر تسلّح للجماعات الإرهابية النشطة في المنطقة· وأردف المواطنون أن الوقت لم يحن بعد لإعادة استرجاع بنادقهم، حتى وإن كان هدف وزارة الدفاع هو استجابة لبعض الأصوات التي طالبت بإعادة تسليمهم بنادقها للدفاع عن نفسها وعن عرضها وأموالها من خطر الجماعات الإرهابية والإجرامية، إلاّ أن بعض المناطق لا تسمح لها الظروف بإعادة التسلّح لأن الإرهاب سيجد في ذلك مرتعا لإعادة تسلّحه بابتزاز المواطنين· وكانت أخبار اليوم السبّاقة في التطرّق إلى هذا الملف في أعدادها السابقة، وقد أكّده وزير الداخلية والجماعات المحلّية دحّو ولد قابلية من قبّة البرلمان، حيث أفاد مصدر أمني جدّ موثوق بأن قيادة الدرك راسلت مصالحها عبر التراب الوطني من أجل الشروع في دراسة دقيقة وعميقة لهوّيات أصحاب بنادق الصيد التي صودرت مع بداية الأزمة الأمنية في الجزائر سنوات التسعينيات، مشيرا إلى أن العملية ستمسّ كلّ الولايات بما فيها التي لاتزال تعرف بعض العلميات الإرهابية من حين إلى آخر، على غرار تيزي، البويرة وبومرداس· وقال المصدر إن الدراسة تهدف إلى وضع صورة دقيقة عن أصحاب بنادق الصيد، بعد ما يقارب ال 20 سنة من المصادرة، من خلال معرفة مسيرته في الحياة العادية، مشيرا إلى العملية ترتكز بصفة أكبر على إن كان صاحب البندقية قد شارك في عمليات إرهابية أم لا· وأضاف المصدر أن المأساة الوطنية وبعد عشرين سنة من بدايتها خلّفت خارطة سكّانية مختلفة عمّا كانت عليه في بداية التسعينيات، فمنهم من قتل ومنهم من ظلّ الطريق والتحق بالجماعات الإرهابية، ومنهم من اغتيلت الأسرة عن آخرها، ومنهم من التحقت الأسرة بالجماعات الإرهابية عن آخرها، كما أن هناك من غيّر عنوانه ومكان إقامته، كلّ هذه التغييرات سيتمّ دراستها ووضع خطّة مناسبة لإعادة تسليم بنادق الصيد لأصحابها· ولم يحدّد المصدر إن كان قد حدّد معايير دقيقة لتسليم بنادق الصيد، سيّما الذين تأكّد ضلوعهم في عمليات إرهابية، وإن كانت هذه الفئة سيتمّ تسليمها بنادقها أم لا، كما لم يحدّد المصدر المهلة التي أعطيت لمصالح الدرك الوطني من أجل إجراء الدراسة والإحصاء، ولا عن التاريخ المحدّد الذي سيتمّ فيه تسليم بنادق الصيد لأصحابها·