أفادت مصدر أمني جدّ موثوق بأن قيادة الدرك راسلت مصالحها عبر التراب الوطني من أجل الشروع في دراسة دقيقة وعميقة عن هويات أصحاب بنادق الصيد التي صودرت مع بداية الأزمة الأمنية في الجزائر سنوات التسعينيات، مشيرا إلى أن التحقيقات المعمّقة ستمسّ كلّ الولايات بما فيها التي لاتزال تعرف بعض العلميات الإرهابية من حين إلى آخر، على غرار تيزي وزو، البويرة وبومرداس· وقال المصدّر إن الدراسة تهدف إلى وضع صورة دقيقة عن أصحاب بنادق الصيد بعد ما يقارب ال 20 سنة من المصادرة من خلال معرفة مسيرته في الحياة العادية، مشيرا إلى أن العملية ترتكز بصفة أكبر على إن كان صاحب البندقية قد شارك في عمليات إرهابية أم لا· وأضاف المصدر أن المأساة الوطنية وبعد عشرين سنة من بدايتها خلّفت خارطة سكّانية مختلفة عمّا كانت عليه في بداية التسعينيات، فمنهم من قتل ومنهم من ظلّ الطريق والتحق بالجماعات الإرهابية، ومنهم من اغتيلت أسرته عن آخرها ومنهم من التحقت أسرته بالجماعات الإرهابية بأكملها، كما أن هناك من غيّر عنوانه ومكان إقامته، كلّ هذه التغيّرات ستتمّ دراستها ووضع خطّة مناسبة لإعادة تسليم بنادق الصيد لأصحابها· ولم يحدّد المصدر إن كان قد حدّد معايير دقيقة لتسليم بنادق الصيد، سيّما الذين تأكّد ضلوعهم في عمليات إرهابية، وإن كانت هذه الفئة سيتمّ تسليمها بنادقها أم لا· كما لم يحدّد المصدر المهلة التي أعطيت لمصالح الدرك الوطني من أجل إجراء الدراسة والإحصاء ولا التاريخ المحدّد الذي سيتمّ فيه تسليم بنادق الصيد لأصحابها· وأبرز نفس المصدر أن عملية التسليم ستتمّ بعد أن تكون لمصالح الدرك الوطني صورة واضحة عن هويات أصحابها، مشيرا إلى أن كلّ هذا سيبقى مرتبطا بالمعطيات والظروف الأمنية لكلّ ولاية· في نفس السّياق، أكّد مصدر من مصالح الدرك الوطني بولاية بومرداس في اتّصال مع أخبار اليوم أن هذه الأخيرة تلقّت فعلا مراسلات في هذا الإطار، بل إنها باشرت العملية في عدّة بلديات من الولاية، وأن المواطنين تلقّوا استدعاءات في هذا الشأن، والعملية تسير بطريقة وصفها ب الهادئة والصحيحة· وعند استفسارنا عن تاريخ انتهاء العملية، أكّد المصدر أن القيادة لم تحدّد مهلة معيّنة، وأنها ترتبط بطبيعة الولاية وكثافة سكانها، مشيرا إلى أن ولاية بومرداس قد تأخذ بعض الوقت لاعتبارات أمنية· ومن جهة أخرى· انقسم رأي أصحاب البنادق في الولايات التي لازلت تعرف بعض العمليات الإرهابية من حين إلى آخر، على غرار بومرداس، البويرة، تيزي وزو وسكيكيدة، في هذه المبادرة، فمنهم من رأى أن العملية تأخّرت بعض الشيء على اعتبار أن بنادقهم كانت الوسيلة الأولى في الدفاع عن أعراضهم وأموالهم وعن أرواحهم ضد الجماعات الإرهابية، أمّا البعض الآخر فقد تخوّف من معاودة ارتفاع وتيرة العلميات الإرهابية، وأن تعود هذه العلمية بالسلب من حيث يمكن أن توفّر للجماعات الإرهابية فرصة لجمع الأسلحة من خلال ابتزاز المواطنين الذين يسكنون في مناطق معزولة وسلبهم بنادقهم·