ساهمت محو الأمية في إنقاذ حياة أكثر من مليوني طفل دون الخامسة من العمر في العالم، وذلك خلال الفترة الممتدة من عام 1990 إلى عام 2009، بفضل تعليم النساء اللواتي هن في سن الإنجاب من خلال تثقيفهن في كيفية تربية الأبناء، حسب ما أكدته المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، في رسالة بمناسبة اليوم الدولي لمحو الأمية المصادف ل8 سبتمبر من كل سنة. وأضافت السيدة بوكوفا أن محو الأمية يسمح كذلك في الحد من الفقر والعثور على عمل والحصول على مرتب أفضل، ويمثل أيضا وسيلة من أكثر الوسائل فعالية لتحسين صحة الأمهات والأطفال ولفهم وصفات الأطباء والانتفاع بالعناية الطبية، معتبرة أنه ييسر الانتفاع بالمعارف الطبية، ويمثل انطلاقة لعملية اكتساب الاستقلال الذاتي والثقة بالنفس التي تفيد كل بني البشر. وبعد أن أشارت إلى أن إحياء اليوم العالمي لمحو الأمية يتم هذه السنة تحت شعار، (محو الأمية والتنمية المستدامة)، ذكرت السيدة بوكوفا بأن العالم يضم أكثر من 781 مليون أمي من الكبار، بالإضافة إلى أكثر من 250 مليون طفل غير قادرين على فك رموز جملة واحدة، على الرغم من أن نصف هؤلاء الأطفال قد أمضوا أربع سنوات في المدرسة. وعن برامج محو الأمية عبر العالم أكدت مديرة اليونسكو ضرورة تعديل نهجها التقليدي بالإدراج فيها، إضافة إلى القراءة والكتابة بالمعنى الدقيق للمصطلحين، كفاءات أوسع نطاقا تشمل الاستهلاك وأنماط الحياة المستدامة وحماية التنوع البيولوجي والحد من الفقر والحد من مخاطر الكوارث والمشاركة المدنية. وأوضحت في ذات الشأن المديرة العامة لليونسكو، أن ذلك سيشكل مركز اهتمامات مؤتمر (أيشي - ناغويا)، الذي سيعقد في شهر نوفمبر في اليابان، وأيضا المنتدى العالمي للتربية الذي سيعقد العام المقبل في إنشيون بكوريا من أجل توجيه النقاش العالمي نحو اعتماد أهداف جديدة للتنمية المستدامة في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستعقد سنة 2015. وبالمناسبة ذكرت السيدة بوكوفا، بمخالف نشاطات وبرامج اليونسكو في مجال محو الأمية عبر العالم وبالشراكة مع الدول المعنية، كما تطرقت إلى أهمية الاستثمار بقدر أكبر في التكنولوجيات الجديدة ولا سيما الهواتف المحمولة لكونها تقدم إمكانيات جديدة لمحو الأمية لدى الجميع.