كشفت رئيسة الجمعية الجزائرية لمحو الأمية "اقرأ" وعضو مجلس الأمة، السيدة عائشة باركي، أمس، أن الجمعيات التي سايرت الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية منذ إطلاقها سنة 2007 لم تتلق أي دعم مالي، مشيرة إلى أن آخر دراسة تم إعدادها من طرف المركز الوطني للدراسات والتحاليل الخاص بالتنمية، أشارت إلى توقع بلوغ نسبة الأمية بالجزائر 12,6 بالمائة في حدود 2018 وهي اليوم في حدود 19 بالمائة، وبهدف تشجيع المواطنين على المشاركة في دروس محو الأمية تقرر إطلاق الحملة الثانية لمحو الأمية وتعليم الكبار تحت شعار "الجزائر بلا أمية" بالشراكة مع المتعامل الثالث للهاتف النقال، الوطنية للاتصالات "نجمة" التي تحضر لمجموعة من الومضات الإشهارية للتحسيس بمخاطر الأمية في الحياة اليومية للمواطن. وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية وتعليم الكبار المصادف ل8 سبتمبر من كل سنة، اختارت جمعية "اقرأ" شعار "الجزائر بلا أمية سنة 2015"، وبالشراكة مع المتعامل الثالث للهاتف النقال الوطنية للاتصالات "نجمة" سيتم إطلاق الحملة الثانية لمحو الأمية وتعليم الكبار لتحسيس المؤسسات والهيئات العمومية بضرورة المشاركة في مسعى مكافحة الأمية، خاصة المؤسسات الاقتصادية التي يجب أن تشارك هي الأخرى من خلال تسجيل عمالها الذين لا يتقنون القراءة والكتابة في دورات خاصة لمحو الأمية وهو ما سيرفع من طاقات الإنتاج. وخلال اليوم التحسيسي المنظم أمس بمنتدى المجاهد كشف متعامل الهاتف النقال "نجمة" عن منتوجه لمساندة نشاطات الجمعية والمتمثل هذه المرة في مجموعة من الومضات الاشهارية التحسيسية التي ستكون باللونين الأبيض والأسود لإبراز مخاطر الأمية في الحياة اليومية للفرد، وسيشرع في بث الومضات في الفاتح من أكتوبر المقبل. وحسب الشروحات المقدمة، فقد تم التركيز على المخاطر التي تحدق بالمواطن عندما لا يستطيع قراءة اللوحات التحذيرية عبر الطرقات أو الوثائق الإدارية الهامة أو حتى الرسائل النصية التي تصله عبر هاتفه النقال. من جهتها، أشارت رئيسة الجمعية السيدة باركي إلى ضرورة تقييم ما تم تنفيذه لغاية اليوم في مجال مكافحة الأمية من خلال تنظيم لقاء وطني يوم 8 جانفي المقبل تزامنا مع الاحتفال باليوم العربي لمحو الأمية لتقييم الإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية وتعليم الكبار، وتحديد الشركاء الفعليين في هذا المسعى الهادف إلى تنسيق كل الجهود لتقليص نسبة الأمية ب50 بالمائة وسط الكبار وإدماج فئة الأطفال الأقل من 16 سنة في المسار الدراسي، مع العلم أن الجمعية ساهمت في دمج أكثر من 15 ألف طفل أغلبهم تلاميذ اضطروا سنوات الإرهاب إلى مغادرة مقاعد الدراسة، مع محو أمية 1,6 مليون مواطن. كما جددت السيدة باركي اقتراحها على السلطات إقرار يوم وطني لمحو الأمية مع تصنيف جمعية "اقرأ" ضمن قائمة الجمعيات ذات المنفعة العامة لتصبح الشريك المفضل في إنجاح برنامج محو الأمية، مبرزة المجهودات التي تقوم بها الجمعية في إعداد مجموعة من الكتب البيداغوجية للطلاب، صف محو الأمية، لصالح وزارات كل من التضامن والأسرة وقضايا المرأة ليتماشي والاستراتيجية الوطنية لمكافحة العنف، ووزارة الشباب والرياضة للتعريف بمهام الوزارة والنشاطات المخصصة لفئة الشباب. وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية، قرأت السيد باركي رسالة المديرة العامة لليونسكو، السيدة ايرينا بوكوفا، التي ركزت فيها على أهمية محو الأمية التي تعتبر حقا محركا أساسيا للتنمية البشرية يفتح أبواب الاستقلالية واكتساب المهارات. مشيرة إلى انخفاض عدد الأميين في العالم خلال العشرين سنة الأخيرة إلى 100 مليون شخص.