من الغريب أن تجد عددا من المواطنين، ينتظرون بفارغ الصبر، احد البرامج التلفزيونية الجزائرية، المعروضة على قناتنا الأرضية، أو أخواتها، رغم الانتقادات الكثيرة الموجهة لبرامج اليتيمة وأخواتها، واستياء الكثير من الجزائريين منها، وتفضليهم الهروب إلى القنوات العربية والأجنبية أيا كانت، لعدم قدرتهم على تحمل المزيد من الرداءة والفشل، وسوء اختيار البرامج، وغيرها من الأسباب التي دفعت كثيرا من المواطنين إلى هجران قناتهم الوطنية، والبحث عن البديل في القنوات الأخرى. غير أن برنامج "الحان وشباب" الذي يُعرض حاليا على القنوات الأرضية و الفضائيتين، يجذب نسبة كبيرة من المواطنين، طبعا ليس رغبة في الاستمتاع بالأصوات الجميلة التي لا ننكر وجودها دون شك، ولا لروعة الأداء وكذا الإثارة والمتعة الموجودة في البرنامج ككل، وإنما للاستمتاع بلحظات من الضحك والفكاهة والطرافة، بعد أن صار هذا البرنامج للأسف، برنامجا لبث الفكاهة والتهريج والتسلية على المباشر، من خلال بعض الأصوات الناشزة، وطريقة أداء بعض المترشحين التي يخيل للبعض أنهم يهرجون فيها ولا يغنون، ويتابع الكثيرون هذا البرنامج للوقوف على هذه الكوارث و المهازل، و الضحك عليها، رغم أن الحكمة القائلة" شر البلية ما يضحك" تصدق كثيرا في هذا المقام. احد المواطنين قال انه أدمن متابعة البرنامج ليس إعجابا به في حد ذاته ولا اقتناعا بفكرته من الأساس، ولكن لأنه استمتع كثيرا ببعض المترشحين الذين لا يتمتعون بأية صفة مهما كانت بسطة تجعلهم يفكرون مجرد التفكير في التقدم أمام شاشة التلفاز و الغناء أمام الميكروفون على المباشر وهم يدركون جيدا أن الملايين يتابعونهم، ومع ذلك فإنهم لا يتحرجون ولا يبدون أي خجل، أو تردد، بل يتقدمون وكلهم ثقة في أنفسهم، ويرددون أغاني لو سمعهم أصحابها الأموات لنهضوا من قبورهم وركضوا خلفهم بالسواطير، ولو سمعهم الأحياء منهم، لانتحروا غما وهما ويأسا. نفس الرأي أبدته مواطنة أخرى، والتي قالت بدورها انه البرنامج الوحيد على القناة الجزائرية بالإضافة إلى نشرة الأخبار، الذي بإمكانه أن يجمع العائلة حول التلفاز، ويدخلهم في أجواء من الفرحة والضحك و السرور، وهم يشاهدون بعض المترشحين ينعقون، وينشزون ويتلاعبون بالكلمات والألحان، ويعيثون في الأغاني الخالدة وغير الخالدة فسادا، رغم اعترافها بان هنالك بعض الأصوات المحترمة، التي بالإمكان إن تجد لها مستقبلا فنيا، وبإمكانها أن تفتك إعجاب المشاهدين وتقديرهم واحترامهم. أما مواطنة أخرى فقالت أنها تتمنى أن يتم تحميل كافة الحلقات والمقاطع الهزلية وإنزالها على الانترنت أو على الهواتف المحمولة، كي يتمكنوا من اللجوء إليها والاستمتاع بها كلما استدعتهم الحاجة إلى المرح والضحك، وذلك مثلما حدث خلال الموسم الفارط، حيث لا تزال مقاطع مضحكة لبعض المترشحين محملة على أجهزة وهواتف الكثير من المواطنين.