90 غراما أقصى ما يحتاجه جسم الإنسان من الأضحية كشفت دراسات علمية حديثة، إن احتياج جسم الإنسان من لحم الأضحية لا يتعدى غرامًا لكل كيلو غرام من وزن الإنسان؛ أي تقريبًا من 70 إلى 90 غراما لكل فرد؛ مع ملاحظة أن هذا لا ينطبق على بعض المرضى، فهل يستجيب الجزائريون لنداء "العقل" هذه السنة أم سيواصل البعض منهم الاستجابة لنداء "البطن" كما جرت عليه العادة خلال السنوات الماضية؟ سؤال طرحته "أخبار اليوم" على أهل الاختصاص على مقربة من حلول عيد الأضحى المبارك. يرى كثير من الجزائريين في عيد الأضحى "مناسبة لأكل اللحم لا غير". فتناوله بشراهة هو أحد أهم مظاهر الاحتفال بالنسبة إلى هؤلاء، مغفلين أن الإفراط في تناوله سبب رئيسي في الإصابة بالأمراض. فحتى وإن كان الهدف هو تناول البروتين الحيواني، فيجب أن يتم ذلك بشكل صحي حتى يساعد على تحقيق أعلى استفادة منه. وفي الوقت نفسه، تجنب أي ضرر قد يصيب الجسم. 90 غراما من اللحم تكفيك.. فهل من مستجيب؟ تؤكد دراسات حديثة في الطب التكميلي، إن احتياج جسم الإنسان من لحم الأضحية لا يتعدى غرامًا لكل كيلو غرام من وزن الإنسان؛ أي تقريبًا من 70 إلى 90 غراما لكل فرد، كما أنه يجب تقليل كمية البروتين التي يتناولها مرضى الكلى، حتى لا يتم إجهاد الكلى، أيضًا مرضى الفشل الكبدي وحالات ما قبل الغيبوبة، وهنا يسمح فقط في حدود 50 غرامًا فقط. أما بالنسبة لمرضى السكر والقلب فيجب عليهم تجنب لحم الضأن، نظرًا لاحتوائه على نسبة عالية من الدهون، وأيضًا مرضى ارتفاع نسبة الدهون بالدم فيفضل تناولهم قطعة لحم صغيرة من لحم الرقبة أو الفخذ للخروف؛ نظرًا لقلة محتوى هذه الأجزاء من الدهون، ويفضل أن تكون اللحوم مشوية أو مسلوقة، مع التخلص من الدهون قبل الطهى، وأيضًا يجب التخلص من دهون الحساء بتركها لتبرد في الثلاجة، ثم إزالة طبقة الدهن السطحيه، ثم تسخينها واستخدامها كحساء أو في عمل الفتة والرقاق. أما بالنسبة لصغار السن فإن اللحم يُعتبر احتياجًا وضرورة للنمو، ويُمكن لهذه الفئة العمرية الإكثار منه بشرط ألا يكون سمينًا لا يحدث تلبكًا معويًا، ويجب حثّهم على تناول اللحوم للاستفادة من قيمتها الغذائية العالية. الخضروات غائبة عن موائد الجزائريين أيام العيد وفي سياق متصل، أكدت خبيرة التغذية الدكتورة "سخارة يامنة" في اتصال مع "أخبار اليوم" أن الألياف ضرورية في التوازن الغذائي والمتوفرة بالدرجة الأولى في الخضروات التي تلغى بشكل كامل في أغلب موائد الجزائريين أيام العيد، ما يسبّب خللا في التوازن الغذائي، مضيفة أن خطر الإصابة بالجلطة القلبية يبقى واردا وكبيرا في حال الإكثار من اللحوم الغنية بالكلسترول السيئ إذ أن الكلسترول نوعين جيد وسيئ بالنسبة لجسم الإنسان والنوع ثاني يفرزه الكبد في جسم الإنسان بكمية جد كافية لجسم الإنسان وأي كمية إضافية نتيجة للتناول غير المحدود للحم يتسبب في ارتفاع مستوى الكلسترول في الدم الذي يمكن أن يسبب انسداد في الشرايين أو مضاعفات خطيرة عند مرضى السكري. وشددت ذات المختصة على ضرورة الكشف على كبد الحيوانات والأحشاء الداخلية و"البوزلوف"، التي يفضلها البعض، والتأكد من خلوها من الديدان والآفات المرضية، مثل البقع البيضاء والصفراء وهنا تُعدم تمامًا، وغسل الأمعاء جيدًا بالماء الساخن وطهيها جيدًا وإضافة البصل إليها أثناء الطهي. وحسب ذات المصدر فإن "البوزلوف" يحتوى على الجيلاتين، وهو نوع من البروتينات الخفيفة والصحية، ولكن الإكثار منه أيضًا مضر لبعض المرضى من الحالات الخاصة. كما دعت المختصة المواطنين الذين يفضلون تناول مخ الأغنام مخلوطًا بالبيض بطهيه جيدًا، لأنه يمكن أن يكون وسيلة لنقل بعض أمراض "البريون". اللحوم تتحول لمادة دسمة لرواد مواقع التواصل الاجتماعي هذا ويشكل موضوع استهلاك الجزائريين للحوم مادة دسمة لرواد مواقع التواصل الاجتماعي على مقربة من عيد الأضحى، حيث علق البعض متهكما "الكثير من العائلات الجزائرية الفقيرة التي لا تأكل اللحم إلا في العيد نتيجة للغلاء الفاحش لهذه المادة الغذائية، لهذا يصابون بمغص في المعدة نتيجة لعدم تأقلم معدتهم مع مادة اللحم التي لم يتم التعرف عليها من قبل جهازهم الهضمي واعتبرها مادة غريبة فتتسبب في مشاكل صحية على مستوى المعدة من إسهال ومغص وتخمة وحالة من القيء المتكررة نتيجة لرفض مادة اللحم...". كما شكلت الوصفات الشعبية لإيقاف الإسهال والأعشاب الطبية لمداواة مغص المعدة، حديث الفايسبوكيين، والذين يحضرون أنفسهم من الآن لأمراض محتملة أيام العيد، والتي تشهد ندرة في أدوية المعدة في الصيدليات نتيجة للطلب الكبير عليها خلال هذ الفترة التي تشهد موجة لأمراض المعدة نتيجة للأكل غير المتوازن، فمعظم الجزائريين يقبلون بصورة كبيرة على أكل اللحم بشراهة ونهم كبيرين، دون إضافة بعض المواد الأساسية كالكربوهيدرات والفيتامينات والنشويات الضرورية لجسم الإنسان وتوازنه.