الأطباق المشبعة بالدهون، هي السمة الغالبة على الأكلات التقليدية بين العائلات الجزائرية، خلال عيد الأضحى، فطبق مثل ( البوزلوف) أو (الدوارة والعصبان)، لا يمكن الاستغناء عنها عند أغلب الأسر، فرغم المخاطر الكبيرة التي تهدد صحتهم من خلال الإفراط في تناول هذه الأطباق المشبعة بالدهون وبشكل متواصل، إلا أن الجزائريين متمسكون بالمحافظة على تقاليد أكلات العيد.. س. بوحامد تعرف المصالح الاستشفائية كل عام وخلال فترة عيد النحر حالة استنفار قصوى، جراء استقبالها للعديد من الحالات الاستعجالية من طرف مواطنين يشتكون في الغالب من آلام على مستوى البطن وحالات إسهال شديدة، هذا ما عدا حالات الجروح التي تستقبلها المستشفيات في هذه الفترة، جراء عدم حسن استعمال الأسلحة البيضاء، وعدم إخفائها خاصة على الأطفال، فتكون الكارثة في كل مرة.. ومن أهم النصائح التي يقدمها الأطباء المختصون في علاج آلام المعدة والقولون، هو توخي الحذر في النظام الغذائي، خاصة بالنسبة للمرضى بالمعدة أو القولون وكذا المصابين بارتفاع الضغط الدموي والكولسترول، هؤلاء خاصة ممنوعون من الإكثار من تناول هذه الأطباق الذهنية التي تطبع أيام العيد.. كما أن الأشخاص العاديين كذلك مهددون بالتعرض لآلام المعدة والقولون، إذا حدث وأفرطوا في تناول اللحوم والأطباق المشبعة بالدهون، والتي تتسبب في الغالب في حالات إسهال شديدة مصحوبة بآلام على مستوى المعدة والقولون، فحسب المختصين، فإن جسم الإنسان العادي لا يمكن أن يتحمل هذا الكم الهائل من الأطباق الذهنية التي يتناولها الشخص بشكل مستمر خلال العيد، وبالتالي فإن على المواطنين وجوب أخذ الحيطة و الحذر في كميات الدهون التي تتلقاها أجسامهم خلال هذه الأيام.. كما ينصح الأطباء بوجوب اجتناب تناول المشروبات الغازية مع الأطباق المشبعة بالدهون، بالنظر إلى الخطر الكبير الذي يهدد صحتهم، ويمكن تعويضها بتناول الفواكه، وتناول أطباق مكونة من ألياف مثل السلطة وكذا استعمال عصير الليمون في جميع الأطباق.. ولأن العيد لدى الجزائريين ليس فقط أطباقا مشبعة باللحوم، وإنما أيضا أطباق من الحلويات المتنوعة، والتي لا تتخلى عنها الأسر رغم المصاريف الكبيرة التي مستها خلال هذا العيد، من تكاليف الأضحية إلى ملابس الأطفال ووصولا إلى متطلبات الحلويات.. ولقد أكدت الدراسات أن الأطفال الذين يكثرون من تناول الحلوى التي تضاف إليها مواد كيميائية يصابون باضطراب في التركيز الذهنى وزيادة في النشاط، وأكد استشاري الباطنية والغدد والسكري د. عبد المحسن، أن الإفراط في تناول الحلوى والخبائز يسبب التخمة والحوامض مما يتطلب نقل الكثيرين إلى الحوادث خاصة في الأيام الثلاثة الأولى للعيد. فيما حذَّر عبد المحسن مرضى السكري من تناول أكثر من قطعة حلوى لاحتوائها على نشويات تتحول إلى سكريات ودهون تضر بجسم المصاب بالسكري، وأوضح أن قطعة الكعك الواحدة تحتوى على مائة سعر حراري، مبيناً أن الجسم يحتاج إلى ألف وخمسمائة سعر حراري يستمدها من الأطعمة التي يتناولها يومياً، وهذا يعني زيادة السعرات التي تضر بالجسم. وعليه فإن العيد قد يتحول لدى إلى سبب للحزن والألم بسبب الإفراط في تناول الحلويات والأطباق المشبعة بالدهون، بشكل مستمر ويومي، ومقولة الوقاية خير من العلاج تنطبق بشكل كبير على أيام العيد، فلا ضرر ولا ضرار..